عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-04-2004, 10:18 PM
خـالد خـالد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
المشاركات: 276
إفتراضي أزمـة قيـادة فلسطينيـة جاهلـة...


لم تمض أسابيع قليلة على اغتيال اليهود للشيخ أحمد ياسين زعيم منظمة حماس، حتى أقدموا يوم أمس على اغتيال مساعده الأيمن وأحد أهم قياديي حماس وهو الشيخ عبد العزيز الرنتيسي. وليس من باب التباهي بالعلم القول بأن مسلسل اغتيال زعماء التنظيمات الفلسطينية الإسلامية يأتي كتكتيك يهدف إلى القضاء على أية إمكانية لظهور زعامة جهادية تتولى قيادة الشعب الفلسطيني في حربه التاريخية ضد اليهود، وصولا إلى تحقيق استراتيجية يهودية تهدف إلى القضاء تماما على أية مقاومة مسلحة للشعب الفلسطيني، الأمر الذي من شانه أن يفتح الطريق أمام اليهود نحو تحقيقهم لخطط قديمة تنتظر الظرف المناسب لتنفيذها، ولعل أولها وأخطرها هو هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم التوراتي المزعوم مكانه.

والتلاحق المتواصل لعمليات إغتيال زعماء التنظيمات الجهادية الفلسطينية والتي يقوم بها اليهود، إنما تضع في الحقيقة مسلكية القيادة الفلسطينية الإسلامية إن في حماس أم في التنظيمات الإسلامية الفلسطينية الأخرى تحت المجهر. فقد ثبت بأن هذه القيادات مترهلة متهمة بالجهل والتخبط والعشوائية، وبأن كل مؤهلاتها الذاتية التي تمتلكها هي قدرتها على تحريك عواطف الشارع الإسلامي الفلسطيني من خلال إلقاء خطابات جماهيرية حماسية مستهلكة الكلمات والعبارات وفاقدة لمصداقيتها، لتغذي بها الفلسطينيين بأمل لا تمتلك أية مقومات ذاتية أو موضوعية لتحقيقه.

كانت هذه القيادات الواهنة التي لا تجيد سوى فن تحريك العاطفة الدينية لجماهيرها فاقدة للعقلية القتالية الإستراتيجية الجدلية المتطورة القادرة على التعامل العلمي الفعال والفوري مع عدو يعتمد في حربه على السرية الشديدة، وعلى جهاز معلوماتي دقيق منظم يغذيه جهاز استخباراتي حديث متطور لم يصل إلى دقته وتطوره أقوى أجهزة الإستخبارات في العالم.

كان من الطبيعي أن قيادات جاهلة متخلفة كهذه أن تقود الشعب الفلسطيني نحو المزيد من الهزائم والإنتكاسات، ولعل خير ما يثبت هذه الحقيقة هي العمليات الإستشهادية التي ينفذها المجاهدون داخل المدن اليهودية. فمن الملاحظ بأنه بعد ساعات من تنفيذ عملية استشهادية ما، تنشر المنظمة التي نفذت العملية شريط فيديو يصور منفذ العملية، ومعلن فيه عن إسمه بالكامل واسم المدينة أو القرية التي ينتمي إليها، الأمر الذي لا يجد معه اليهود أي تعب في التوجه إلى منزل منفذ العملية وتسوية منزله بالأرض، بعد أن قدمت لهم تلك القيادات كل ما يحتاجونه من معلومات عنه.

أليس مع إصرار هذه القيادات الفلسطينية على اتباع مثل هذا الأسلوب الذي يكشف عن أقصى حالات التخلف والغباء يمكن القول بأن تلك القيادات متهمة بالتواطؤ مع العدو اليهودي من خلال تقديم معلومات عن منفذي العمليات الإستشهادية؟ فإن قيل لا يجوز اتهام هذه القيادات بالخيانة، فإن الرد على مثل هذا الإعتراض هو السؤال التالي: وبماذا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني الإعلان عن أسماء وبلدات منفذي تلك العمليات إذا كان مثل هذا الإعلان سيؤدي إلى نسف منازلهم وإلى ملاحقة عائلاتهم إن داخل فلسطين المحتلة أو خارجها؟

ولعله من الثابت بأن جميع التنظيمات الإسلامية الفلسطينية لا تمتلك أجهزة معلوماتية واستخباراتية متطورة ولا عناصر سرية مدربة على نقل المعلومات من داخل العمق اليهودي والتعامل معها ووضعها أمام القيادة لتتخذ قراراتها المناسبة كما يفعل العدو اليهودي. ومما لا شك فيه بأن غياب مثل هذا الجهاز إنما يعني العشوائية والتخبط والعمى في مواجهة عدو بات سلاح المعلومات والمخابرات والعناصر الإستخباراتية المدربة هو سلاحه الإستراتيجي الأول في حربه ليس فحسب ضد الفلسطينيين، بل وضد المسلمين.

وأمام سعي اليهود نحو استئصال الشعب الفلسطيني من الوجود من خلال إبادة قياداته، فإنه يمكن القول بأنه آن الأوان في أن تحدث ثورة داخل الجهاد الفلسطيني، ثورة تسفر عن ظهور قيادات ميدانية سرية جديدة تعمل بأقصى درجة من السرية والتكتم، وتتحاشى الظهور العلني والكشف عن أية أسماء، قيادات تكون قادرة على إعادة تنظيم المنظمات الجهادية على النحو الذي يؤهلها للتخطيط لعمليات عسكرية في العمق اليهودي تكون ذات تأثير أقسى وأشد وأكثر إيلاما وتدميرا للمجتمع اليهودي الهش من سابقتها.

أما إن لم يتحقق ذلك وبأسرع وقت ممكن، فإنه لن يكون أمام الشعب الفلسطيني سوى أن ينتظر نهايته المأساوية التاريخية كشعب قادته نحو نهايته قيادة جاهلة متخلفة ثبت بأنها غير مؤهلة لقيادة قطيع من الخراف والأغنام، قبل أن تكون غير مؤهلة لقيادة شعب يتطلع إلى تحرير وطنه من اليهود.