عرض مشاركة مفردة
  #98  
قديم 04-02-2007, 07:39 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي





الببغاء

شعر: د. جمال مرسي

لـي بَبَّغَـاءٌ يعـشـقُ التقلـيـدا *** وَيُـرَدِّدُ الأصـواتَ لـي تـرديـدا

إن قُلتُ أهلاً ، قـال أهـلاً مثلهـا *** وإلـى اللقـاءِ يُعيدهـا تجـويـدا

وإذا أشـرتُ مُهـدداً بأصابـعـي *** مـدَّ الجنـاحَ و أرسـلَ التهديـدا

فـإذا رآنـي عابـسـاً مُتَجَهِّـمَـاً *** يحنـو علـيَّ فيطلـقُ التغـريـدا

يسعى لكـي يستـلَّ حزنـي مُلقيـاً *** إيـاه عنِّـي فـي الفضـاءِ بعيـدا

هـو ببغـاءٌ مخـلـصٌ ومثـابـرٌ *** لم يَشْـكُ فـي يـومٍ إلـيّ قيـودا

يـا طالمـا أطعمـتُـهُ فضلاتـنـا *** عدسـاً وخبـزاً يابسـاً وثـريـدا

فيقول حمداً للـذي خلـق الـورى *** يستأهـل الشكـرانَ والتمجـيـدا

لم يعترضْ يومـاً ولـم يُظهـرْ أسـىً *** شجباً ..كمثلِ العُـرْبِ ..أو تنديـدا

لكننـي كـم كنـتُ فظّـاً نَحْـوَهُ *** فلطالـمـا قـيـدتُـهُ تقـيـيـدا

و منعتـهُ ألا يـرى غيـري أنــا *** و تركتُـهُ دونَ الرِّفـاقِ وحـيـدا

لا خُلَّـةٌ يشكـو إليـهـا هَـمَّـهُ *** فَتُخَفِّـفُ الأعـبـاءَ و التنكـيـدا

لا صاحـبٌ يُفضـي إليـهِ بِسِـرِّهِ *** أهٍ أرانــي زدتـــهُ تعـقـيـدا

لو كنتُ في حـالٍ يُحاكـي حالََـهُ *** ما كنـتُ أرضـى ذِلَّـةً وحديـدا

ولكنتُ حطَّمـتُ القيـودَ جميعهـا *** لأكونَ حراً فـي الوجـودِ سعيـدا

طوراً على الغصنِ الظليـلِ ، وتـارةً *** فـوق الجبـالِ أبُثُّهـا التغـريـدا

أقتـاتُ ممـا أنتـقـي بـإرادتـي *** أو أرتـدي ممـا صنعـتُ جديـدا

و أشاطـرُ الورقـاءَ فـي أفراحِهـا *** واقاسـمُ الطفـلَ البـرئَ العيـدا

***
ما خابَ في الببْغاء حدْسي ، حينمـا *** عُدتُ المساءَ فلـم يكـن موجـودا

فتشـتُ عـن آثـارِهِ فـي منزلـي *** وسألتُ صمتَ الليـلِ و التسهيـدا

لكنـه قـد كـان فـكَّ إســارَهُ *** ثم ارتقـى صـوب النجـومِ بعيـدا

ناديتُـهُ ، ناجيتُـهُُ ، لـم يستجـبْ *** ناشـدتُـهُ أن ينثـنـي ويـعـودا

لكنَّـهُُ أخــذ الـقـرارَ بـجـرأةٍ *** زادتْهُ قدْراً .. داخلـي .. محمـودا

فحزنتُ .. رغم سعادتي .. حُزنَ الذي *** فقـدَ الشبـابَ و ضيَّـع المولـودا




طبعاً الشاعر لا يقصد الببغاء البتة ..
الرد مع إقتباس