عرض مشاركة مفردة
  #48  
قديم 13-09-2007, 07:13 PM
ابن اليمامة ابن اليمامة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
الإقامة: دمـتـمـﮯ سالمـينـﮯ
المشاركات: 1,033
إفتراضي

تـــــــــــــابع


ثم علق على قوله "لا شرط عقل وأركان إيمان" بقوله:
« معلوم أن أول وأهم شروط الإمام القوام الذي يبايع له بالإمرة على المسلمين أن يكون مسلماً منها: العقل والقرشية، ونحوها مما هو معلوم في مواضعه بأدلته الشرعية، وهؤلاء الحكام الكفرة الذين بايعهم هؤلاء الرهبان وأعطوهم صفقة أيديهم، وثمرة أفئدتهم يفتقرون لأدنى هذه الشروط كالعقل، إذ من يفعل أفاعيلهم من تضييع البلاد والعباد، وجعل خيراتها نهباً لأعدائها، ناهيك عن استبدالهم زبالات شرائع البشر بأحكام الله المطهرة ، من يفعل ذلك دون شك هو من أسفه السفهاء قال تعالى: ]ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه[( )، وقال: ]ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون[( )، ناهيك عن فقدانهم لأهم من ذلك وهو شرط الإسلام والإيمان » (ص:63).
التعليق:
ا- لقد أبرز هذا الكاتب حقيقة مذهب القطبية من تكفيره للأمة وعلى رأسهم سادة العلماء ابن باز وإخوانه.
وكشف حقيقة ما يخفيه كل قطبي ماكر من تكفير الأمة والعلماء، ثم يسترون ذلك بتقيتهم المشابهة للتقية الباطنية، فيظهرون للناس أنهم لا يكفرون وأنهم يحاربون التكفير ومذهب الخوارج وأنهم هم أهل السنة والجماعة، فلو كانوا في حقيقتهم كما يظهرون لما تباكى عليهم هذا الخارجي التكفيري المحترق، ولقد شهد عليهم بالخروج وبرر خروجهم بأنه رأوا الكفر البواح الصراح، وأنهم دعاة حق وتوحيد وإيمان.
وشهد زوراً على العلماء بأنهم سفهاء قد رغبوا عن ملة إبراهيم، وأنهم فقدوا شرط الإسلام والإيمان والعقل.
إن مذهب سيد قطب واضح وضوح الشمس في تكفير المجتمعات الإسلامية منذ قرونها الأولى،وأنه يكفر بالجزئية وبالمعاصي وبالعادة والتقاليد، والقوم يقدسونه ويقدسون كتبه ومنهجه وينشرونه بكل حماس ونشاط، ويربون عليه أتباعهم، وعليه يوالون وعليه يعادون، ومع ذلك كله يتظاهرون بعدم التكفير.
وهم يركضون بمنهج سيد قطب الغالي في التكفير في مشارق الأرض ومغاربـها، وما هذا الرجل التكفيري الصريح وأمثاله إلا ثمرة من ثمرات جهودهم القوية المتوصلة على وجه البسيطة، كفى الله شرهم وفتنتهم.
ب- إن موقف هؤلاء الحقيقي من العلماء ملموس لمس اليد، ويراه البصر والبصيرة النافذة، رغم محاولتهم ستر هذه الحقيقة بتقيتهم وتلبيساتهم الماكرة، ولكن كما قال الله فيمن يستر حقيقة أمره ويظهر خلافها: ]أم حسب الذين في قلوبـهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم :: ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم[( ).
فلهم نصيب من صفات هؤلاء المرضى وأضغانهم وأحوالهم التي تعرف من لحن أقوالهم ومن مواقفهم وأعمالهم.
قال ابن كثير –رحمه الله-: « أي: أيعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين، بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذووا البصائر.
وقال: ]ولتعرفنّهم في لحن القول[ أي: فيما يبدوا من كلامهم الدال على مقاصدهم يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه، وهو المراد من لحن القول، كما قال أمير المؤمنين عثمان t: "ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفات وجهه وفلتات لسانه" ( ).
نحن لا نكفر القوم، ولكن نعتقد أن في القوم من صفات المنافقين، من الكذب والتقية والتلبيس والحقد على أهل السنة والجماعة الشيء المهلك.
وهو أمر قد جلاه الله وكشفه وفضحهم به، ومهما بالغوا في دس رؤوسهم في الرمال فإن عوراتهم مكشوفة للعيان.
ومهما تكن عند امرء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم.
وفي المثل: " تعرف أحوال كبار القوم من صغارهم".
ومع وضوح أمرهم لدى أولي الألباب، فإن تصريحات هذا الصغير بالحقيقة قد زادت أمرهم وضوحاً، ولا سيما نظرتهم إلى العلماء.
14- ساق أبياتاً للمقدسي مليئة بالبهت والظلم للعلماء، من ضمنها الأبيات الآتية:
وقايسوا سفهـا حكـام ردتهم على حكومـات إسلام وإيمان
لا عجب قد خنعوا فالجبن صيرهم حرباً على الدين أجناد لقرصـان
هذي طريقة أهل الغي ديدنهم مع أهل توحيدنـا في كل أزمـان
وعلق على البيت الأول منها بقوله: « إشارة إلى بعض شبهات وتلبيسات علماء الضلالة من أهل التجهم والإرجاء، الذين يقايسون حكومات الردة في هذا الزمان على حكومات الخلافة، وينـزلون أقاويل السلف في الحكام المسلمين الظلمة الذين كان كفرهم دون كفر على أئمة الكفر المشرعين المرتدين المتولين للكفار المحاربين لدين الله في هذا الزمان ».
فيتضح من حرب هذا الرجل وأمثاله على من يسمونهم بالجامية والمدخلية أنهم يقصدون السلفيين في كل أقطار الأرض وعلى رأسهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأس الجميع ابن باز والعثيمين والفوزان.
مع مولاة إمامهم سيد قطب للروافض، بل والعلمانيين، ومولاة سيدهم عمر عبد الرحمن للروافض، ودعوته للشباب أن يتخذوا من الثورة الإيرانية أسوة.
ومع عيش قادتهم الأبطال في ظلال وحماية ورعاية المشركين والصليبيين في أوربا وأمريكا، بل وأكثر تنظيماتهم وحركاتهم تحيا هذه الحياة، وهكذا يكون تطبيق حاكمية الله في نظرهم، وإنما هو تطبيق لحاكمية الشيطان في جل أو كل خصوماتهم لعلماء السنة وضد السلفية والسلفيين، بل لا ينصفون لا الصحابة ولا المؤمنين، فهم من أشد الناس مخالفة لحاكمية الله وتمرداً عليها ولا أعرف أحداً منهم يرجع إلى الحق خضوعاً لحاكمية الله بدءً بسيد قطب ومحمد قطب، ومروراً بقياداتهم، وانتهاءاً بحثالاتهم.
ونحن ننتظر موقف هذا الذي سمى نفسه بالموحد بعد بيان ظلمه للعلماء والطلاب السلفيين الموحدين حقاً في كل أنحاء المعمورة: هل يرجع إلى الحق تنفيذاً وانقياداً لحاكمية الله، أو يصر على أحكامه الطاغوتية المضادة لحاكمية الله.
وإلا فلينتظر جولات سلفية قادمة تكشف الألاعيب والتلاعب بعقول شباب الأمة وشيبها .
والله ينصر دينه الحق ويكبت خصومه إنه سميع الدعاء.

كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي .
__________________