essalem alaikum
غزة/ خاص
في تطور خطير وغريب.. كشفت مصادر مطلعة أن محكمة عسكرية فلسطينية عقدت جلستها الأولى الأحد الماضي لمحاكمة ثلاثة من أفراد الأمن الفلسطيني بتهمة إطلاق النار على قوات الاحتلال الصهيوني دون أوامر واستخدام ذخيرة الجهاز الأمني الذي ينتمون إليه في عملية إطلاق النار وسرقة هذه الذخائر من جهازهم.
وأفادت مصادر مقربة من السلطة الفلسطينية أن الشبان الثلاثة معتقلون منذ ما يزيد عن شهرين كان تم اعتقالهم من قبل جهازهم بتهمة تحريض أفراد الأمن الفلسطيني على القيام بعمليات إطلاق نار على قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن الشبان تمكنوا من الخروج من المعتقل أثناء قصف مدينة غزة وقاموا بتقديم استقالتهم لجهازهم إلا أنها رفضت.
وأضاف المصدر أن الشبان قرروا ترك الجهاز والانضمام للمقاومة دون أن يكونوا تحت قيود أي جهاز أمني وقاموا بتشكيل مجموعة نفذت عمليات تحت مظلة تنظيم فتح كونهم أعضاء فيه، إلا أنه أعيد اعتقالهم بعد رفع تقارير وشكاوى بحقهم خصوصاً بعد أن ظهرت صورهم ومشاهدهم وهم يقومون بإطلاق النار في تقرير بثه تلفزيون دولة العدو الصهيوني يؤكد مشاركة قوات الأمن الفلسطيني في عمليات إطلاق النار.
وقال أحد زملائهم إن قيادة الجهاز قامت بسحب الأسلحة منهم ورغم ذلك تمكنوا من الحصول على سلاح واستخدام ذخائر من الجهاز دون علم قيادتهم وعندما كشف ذلك تم إحالتهم للقضاء العسكري وكانت أول جلسة لهم الثلاثاء الماضي ولكن لم يصدر حكم فيها. وقد منع دخول الصحفيين واقتصر حضور جلسة المحاكمة على ذوي المعتقلين الثلاثة.
من ناحية أخرى أشارت مصادر خاصة أن الشبان تمكنوا من تنفيذ عمليات إطلاق النار بالقرب من معبر المنطار وعلى طريق مستوطنة نتساريم ولم يتوقع الشبان أن يكون مصيرهم الاعتقال بتهمة إطلاق النار على قوات الاحتلال.
ويرى هؤلاء المعتقلون أنه يجب فضح هذه القضية وأبعادها كونها تشكل قمة التناقض بين دعوة السلطة إلى التصدي للاحتلال في حين تقوم باعتقال ومحاكمة أفرادها الذين ينتمون لحركة فتح.
كما أن بعض الجهات الأمنية تسعى إلى دفن القضية وعدم نشرها إعلامياً حتى لا تقع في حرج أمام الشعب الفلسطيني.
يذكر أن اثنين من المعتقلين متزوجان في حين يدرس الثالث في السنة الرابعة في الجامعة وكان أحد أفراد المجموعة قد استشهد خلال المواجهات مع قوات الاحتلال وهو الشهيد مصباح أبو عتيق كما أصيب آخر برأسه إصابة خطيرة وهو يعالج في ألمانيا.
وتعد هذه القضية هي السابقة الأولى التي يتم فيها محاكمة أفراد من الأمن الفلسطيني بسبب مشاركتهم في عمليات إطلاق نار على قوات الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى في حين لم يقم جيش الاحتلال بمحاكمة أي جندي بسبب عمليات القتل للفلسطينيين ودون أي سبب وحتى بعد اعتراف بعض هؤلاء الجنود بإطلاقهم النار على فلسطينيين دون تعرض حياتهم للخطر.
http://64.33.100.75/2001/Mar2001/19_3/3.htm#8