عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-04-2005, 07:39 AM
صبرا".. زهرة المدائن صبرا".. زهرة المدائن غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 48
إفتراضي " مجتمعاتنا اللاسلامية "

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ان المجتمع في حقيقته هو مجموعة من الناس بينهم علاقات دائمية، فإذا لم تكن بينهم علاقات دائمية كانوا جماعة، ولا يشكلون مجتمعاً، كرفقة السفر في سفينة أو طائرة أو قافلة.

وحتى توجَد العلاقة الدائمية بين الناس لا بدّ أن تتحقق بينهم (( وحدة الأفكار والمشاعر والنظام )) ، فإذا لم توجد وحدة هذه الثلاثة بينهم لا توجد العلاقة الدائمية، وبالتالي لا يكونون مجتمعاً.

ومن هنا كان المجتمع مكوناً من أناس وأفكار ومشاعر وأنظمة، وبحسبها تكون المجتمعات. ولهذا تختلف المجتمعات بين الناس باختلاف الأفكار والمشاعر والأنظمة لديهم.

l والمجتمع في البلاد الإسلامية يسيطر عليه خليط من الأفكار والمشاعر والأنظمة، بالرغم من أن أفراده مسلمون في غالبيتهم. لذلك ليس غريباً أن تجد التناقضات الواضحة في الأفكار والمشاعر بين المسلمين، ففي الوقت الذي يتطلعون فيه إلى الإسلام تجدهم يقبلون أن يكون حاكمهم كافراً، كما تجدهم يسكتون على أنظمة الكفر تطبق عليهم.

وفي الوقت الذي تراهم فيه يتوقون إلى عودة الإسلام تراهم يتمسكون بالناحية القومية والناحية الإقليمية والناحية المذهبية الطائفية.

وفي الوقت الذي يعتبرون فيه أميركا وبريطانيا وروسيا عدوّة، تراهم يستعينون بهذه الدول، ويوالونها ويتطلعون إلى أن تحل لهم قضاياهم ومشاكلهم.

وفي الوقت الذي يؤمنون فيه أن المؤمنين إخوة تراهم يتعصبون لعنصرياتهم ولأقطارهم فيتعصب العربي لعروبته، والتركي لطورانيته، والفارسي لفارسيته، بل والعراقي لعراقه، والشامي لشامه، والمصري لمصره وهكذا دواليك مع تناقض كل ذلك مع أحكام الإسلام.

وفي الوقت الذي يؤمنون فيه بالإسلام تراهم ينادون بالديمقراطية، وبالحريات وبسيادة الشعب وبالاشتراكية، وبغيرها من أفكار الكفر التي تتناقض مع أحكام الإسلام مناقضة كلية.

هذا فضلاً عن أن أنظمة الحكم والاقتصاد والتعليم والسياسة الخارجية، والقوانين المدنية التي تُطبَق عليهم في جميع بلاد الإسلام إنما هي أنظمة كفر، وقوانين كفر.


وهذا ما يجعل المجتمع في البلاد الإسلامية جميعها مجتمعاً غير إسلامي.


ومن جميع ما تقدم يتضح أن المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، بالرغم من كونهم مسلمين فإنهم يعيشون في مجتمع غير إسلامي، و ذلك يرجع لفقدان ركائز المجتمع الا و هي وحدة الافكار و المشاعر و الانظمة .



هدانا الله و اياكم لما فيه صلاح للمسلمين