عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 17-08-2003, 09:23 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وسافر إلى الهند عام 1301 هـ ، وكتب تاريخ سفره في هذه الأبيات :

لاكتساب العلم سافرنا وأرجو *** أنه فتح وإقبال وبِرّ
قلت يا قلبي فأرِّخ منهما *** قال تاريخ يجيء له ( يمن أغر )

فلمَّا اطلع على هذين البيتين والده ، فأعجب بهما وكتب تحتهما بقوله :

يا إلهي لا تخيب سعيه *** أَوْلِه التوفيق حقا والظفر
واجعل العلم اللدني حظه *** أَوْلِ فهم المُنزَل والأثر
وأعطه رزقا حلالا واسعا *** كافيا حاجاته في ذا السطر
واكفه جميع محذوراته *** أيضا حادثات البر والبحر

وبعد عودته إلى بلاده ( الأفلاج ) عينه الإمام عبد الله الفيصل آل سعود في قضاء الأفلاج مكان والده في القضاء ، ثم استولى الأمير محمد بن رشيد على نجد ، فأقره على عمله ، فاستمر قاضيا حتى فتح الملك عبد العزيز آل سعود الرياض عام 1319 هـ ، واستولى على الأفلاج ، فنقله من قضاء الأفلاج إلى الرياض وجعله قاضيا في جميع قضايا البادية القريبة من الرياض أو القادمة إليه ، وجميع الدماء من القتل فما دونه من أنواع الجراحات ، واختار لتقدير الشجاج في الرأس التي دون الموضحة وهي الخمس ، التي لا تقدير فيها من الشرع بل حكومة ، اختار لتقديرها طريقة حسنة .

فقال - رحمه الله - في وصف طريقته : ( وأما ما سألت عن عادتنا في تقدير حكومة الشجاج التي دون الموضحة فالجواب :

غير خاف عليك حقيقة الحكومة وكيفيتها ، ونحن في الغالب ما نعتبر الحكومة ، لكن نتحرى ما تأخذ الجناية من اللحم الحاصل بين البشرة وبين العظم ، أعني حد الموضحة ، ثم نعرف نسبة ما أخذته الجناية من اللحم إلى أرش الجناية ، وهو نصف عشر الدية ، فإذا عرفنا أن الجناية أخذت ثلث ما بين البشرة إلى حد الموضحة ، فقيها ثلث أرش الموضحة ، وهكذا .

هذا ما ذكره بعض العلماء ، وهو حسن ، لكنه يحتاج إلى عارف بصير بالجراحات ، ولكن إذا علم الله من العبد تحري العدل والإنصاف فالله يغفر له ) . اهـ .

وكان من مزايا المترجَم أنه كثير التواضع قليل الكلام .

وقد عينه الملك عبد العزيز إماما في جامع الرياض الكبير ، وفي هذا المسجد الواسع عقد له حلقتين للتدريس ، إحداهما بعد طلوع الشمس حتى امتداد النهار ، والثانية بعد صلاة الظهر ، وكان حريصا على ما يلقيه من الدروس ، شديد التثبت لمعنى ما يقرأ عليه ، فلا يلقي درسه ولا يسمعه من الطالب حتى يراجع عليه شروحه وحواشيه ، وما قاله العلماء عليه وضبطه لغة ونحوا وصرفا ، حتى يحرر الدرس تحريرا بالغا ، وكان إذا حصل إشكال أثناء الدرس لم يتجاوزه حتى يزول ذلك الإشكال ، وربما بعث من يحضر له الكتب التي تكون مظنة ذلك .

لذا أقيل عليه الطلاب ، وحفوا به ، واستفادوا منه فوائد جليلة ، فتخرج عليه أكابر العلماء ، فمن تلاميذه الكبار سماحة الشيخ عبد الله بن حسن رئيس القضاة ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس القضاة ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن رئيس الهيئات للأمر بالمعروف بالمنطقتين الوسطى والشرقية ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم نائب رئيس المعاهد والكليات ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ محمد بن عثمان الشامي ، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز ، والشيخ العنقري ، والشيخ عبد الله الدوسري ، والشيخ عبد العزيز بن مرشد ، والشيخ إبراهيم بن سليمان آل مبارك ، والشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والأستاذ البحاثة حمد الجاسر ، والشاعر الكبير محمد بن عثيمين ، والشيخ سعود بن رشود ، والشيخ محمد بن رشيد قاضي الرس ، ثم قاضي رنية ، والشيخ عبد الله بن سعد بن جاسر التغلبي الدوسري ، وغير هؤلاء كثير من كبار علماء المملكة العربية السعودية .

كما تصدى لنشر العلم بالكتابة ، فقد بعث الرسائل والنصائح ، كما حرر الفتاوى والأجوبة على الأسئلة ، فيما لو جمعت كتاباته وفتاويه لجاءت جزءا حافلا ، ونظم مختصر المقنع حتى كاد أن يتمه ، وله رسالة سماها : " حجة التحريض تحريم الذبح للمريض " في مكتبة جامعة الرياض ، برقم ( 215 ) .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }