الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #103  
قديم 21-08-2005, 07:30 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

ورقة من أوراق التقويم

ورقة تقطع من أوراق التقويم تتبعها أخرى ثم أخرى حتى تعلن آخر ورقة عن انقضاء شهر كامل.. شهر قضاه نواف مع عروسه في تلك الجزيرة الخلابة الرائعه...والأستاذه روز قضتها بين كراسات و أوراق وأقلام وعبرات وأحلام..بين تفكير بحبيب أقلعت طائرته من مطار قلبها وللأبد وفتيات تروضهن حتى استطاعت بآخر المطاف كسب قلوبهن..
عاد نواف وزوجه إلى أرض الوطن تستقبلهم قبلات وضحكات وعناق الأهل والأحبة..
كان نواف مستلقيا على سريره مرتديا جلبلابه الرمادي الفضفاض في حين كانت زوجته تعد لهما وجبة خفيفة للعشاء..وبينما الوضع كذلك دق هاتف نواف فأجاب: ألو السلام عليكم..
فأتاه صوت مألوف لأذنه هاتفا: وعليكم السلام ياعريس كيف حالك؟
- أهلا أهلا كيف حالك؟
- أنا بخير أفضل حالا منك..ولكن أنت طمني عنك هل أنت سعيد؟؟
كيف هو الزواج؟
- الحمدلله رب العالمين أنا سعيد ومرتاح جدا فسميره لا تدعني أحتاج لشيء فكل ما يخطر ببالي كخاطر عابر أجده أمام ناظري واقع جميل ملموس قبل أن تنطق به شفتاي حتى..
ضحك الصوت الأجش ضحكة رجولية قوية ثم أردف: تقصد أنك تنصح العزاب كشاكلتي بالزواج؟
- بالطبع أنصحهم ولم لا؟؟ بالعكس الزواج وقاية وجنّة لمن هو مثلك!
- ومابي أنا يانواف؟ طيب ومسكين و" على نياتي" في كل شيء..
- أجل صحيح..أصلا أنا أشفق ومن كل قلبي على رديئة الحظ التي ستكون من نصيبك..
تنهد بعمق ثم قال: أواه يا نواف...ليتها تكون من نصيبي..
ضحك نواف فقال: هل تحب أيها الأبله؟
- أجل يا نواف.. أجل أحب.. أحب بل أن كل قطرة دم تضخ من قلبي وتورد إليه تحب.. أحب بل أنا غارق بالحب لأذني..
- ألهذه الدرجة تحبها؟؟ كيف عرفتها لتحبها كل هذا الحب أنت الذي لم أعتقد أنك قد تحب يوما..
- صدفة..والله صدفة..ورب صدفة خير من ألأف ميعاد..أي والله صدفة جعلتني ألتقيها فلاأجد أمامي سوى أن أترك مجاديفي تغرق وسفني وقواربي تقبع في قعر محيط عينيها.. قذفت كل ما بيدي وقفزت في بحر عيونها أسبح..فتقذفني موجة رمشها بعيدا ولكني أعود مجددا وأحاول..لن أستسلم..فما أطيب الغوص في ماء عيونها.. ما أعذب الغرق في بحر حبها...نواف..أحبها وأريدها..لا أريد لنفسي خليلة غيرها..أحبها..أحبها..
سكت نواف قليلا ولكأنه تذكر شعور افتقده منذ فتره ثم قال:لا أعلم ماذا أقول لك ولكن تعال نلتقي في مكان ما فنتحدث بالموضوع لأننا لا نستطيع نقاشما تقول في الهاتف...مر علي بالمنزل لنتحدث..
- لا لا نواف.. لنخرج إلى أي مكان فأشعر بحريتي بالحديث..
- حسنا كما تحب.. حدد الوقت والمكان وستجدني عندك..
- ما رأيك بغدا مساء؟
- جيد جدا
- اتفقنا إذا؟؟
- نعم أراك غدا..
- حسنا ..إلىا للقاء.. تحياتي لسميره..
- سأبلغها سلامك.. إلى اللقاء..
أقفل نواف الهاتف ورماه بقربه فسرح يفكر في بحر عينيها..في غرقه في محيط عينيها.. في تكسير مجاديفه..في غرق قواربه وسفنه..أواه يا قلبي..هل تفتقد كل ذلك كما أفتقده؟
دقت سميره الباب فدخلت...
- حبيبي.. هيا..ألعشاء جاهز..
ابتسم لها نواف وهب من سريره يسير بمحاذاتها وفكره ظل معلقا بالبحر..بعينيها..بمجاديفه وغرقه..


يتبع..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس