الأزهر يرحب بتعاون الأديان لمكافحة الإرهاب
القاهرة- عادل عبد الحليم- إسلام أون لاين.نت/ 25-9-2005
شيخ الأزهر د . سيد طنطاوي
رحب الأزهر بدعوة أمريكية رسمية لتفعيل التعاون بين الأديان السماوية في مجال مكافحة الإرهاب، وجهتها كارين هيوز المستشارة الرئاسية لشئون الدبلوماسية الشعبية بوزارة الخارجية الأمريكية خلال لقائها بشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي اليوم الأحد 25-9-2005.
وفي تصريحات للصحفيين، قال مصدر مسئول بالأزهر: إن الدكتور طنطاوي رحب بدعوة التعاون بين الأديان في مجال مكافحة الإرهاب، ونشر الأمان والرخاء في كل ربوع العالم، موضحا أن الأديان السماوية جميعها تدعو للسلام والمحبة، وأن العالم كله بحاجة إلى السلام، خاصة أن الحروب لا تحل المشكلات.
وأضاف أن المسئولة الأمريكية طالبت بضرورة تفعيل التعاون والحوار بين رجال الأديان السماوية من خلال المؤسسات الدينية الكبرى وعلى رأسها الأزهر الشريف من أجل مواجهة الإرهاب.
وعقب لقائها بالدكتور طنطاوي بمقر مشيخة الأزهر بحي الدراسة بالقاهرة، قالت كارين للصحفيين: إن مهمة الأديان وعلماء الدين في الوقت الحالي كبيرة في التصدي للعنف والإرهاب. ودعت لتفعيل هذا الدور بشكل أقوى، وبتنشيط التعاون والحوار بين الأديان السماوية لهذا الهدف من خلال المؤسسات الدينية الكبرى كالأزهر.
وأضافت: "لقد أوضح شيخ الأزهر أن كافة الأديان السماوية تقوم على روح المحبة، وأنه من المهم بالنسبة لنا جميعا أن نعمل معا على مكافحة التطرف والإرهاب".
وأشارت إلى أن حماية الأديان وحقوق أتباعها شيء ضروري؛ ولذلك فإن الدستور الأمريكي به بند ثابت حول حماية الأديان وحقوق أتباعها في ممارسة عقائدهم. وقالت: "من لا دين لهم، لهم حقوقهم المحفوظة أيضا".
وذكرت أنها تحدثت مع شيخ الأزهر عن أهمية دور الأزهر في تلك المرحلة؛ باعتباره أكبر مؤسسة دينية للمسلمين، كما تعرفت على العملية التعليمة بالأزهر، مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية تحمل كل التقدير للأزهر وشيخه لمواقفه الواضحة ضد الإرهاب، مشيرة إلى أنه كان أول مؤسسة دينية تدين هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.
نصيحة للعراق
وطلبت المستشارة الرئاسية لشئون الدبلوماسية الشعبية بوزارة الخارجية الأمريكية النصيحة من شيخ الأزهر بشأن ما يحدث في العراق (المحتل) من قتل عشوائي. واعتبر الدكتور طنطاوي أن ما يجري في العراق من قتل عشوائي يطال الآمنين مرفوض تماما. وطالب العراقيين أن يتجمعوا وينسوا خلافاتهم، من أجل أن يتعاونوا على النهوض بدولتهم ليسود الأمان والرخاء والأخوة الإنسانية.
وقال شيخ الأزهر: "كل ما نملكه لشعب العراق هو إسداء النصيحة لهم، وبيان أن ما يحدث إنما هو تخريب للعراق كله، وعليهم أن يدركوا تلك الحقيقة؛ لأن كل أبناء دولة من الواجب عليهم أن يعرفوا أنهم إذا لم يصلحوا أنفسهم فلن يصلحهم غيرهم".
وتأتي زيارة كارين لمصر ضمن جولة هي الأولي لها في المنطقة بهدف محاولة تحسين صورة الإدارة الأمريكية في المنطقة التي تضررت بسب الحرب على العراق وتأييدها لإسرائيل. لكنها قالت: إن الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس طلبا منها التركيز خلال جولتها على الحوار بين الأديان.
وخلال جولتها ستلتقي كارين بمسئولين حكوميين وطلاب وأساتذة جامعات وزعماء دينيين ومواطنين عاديين في كل من مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا. ولا تشمل جولتها ترتيبات رسمية لإلقاء أي كلمات. وقالت لوكالة رويترز يوم أمس السبت: "رتبت رحلة استماع لإظهار الاحترام وتعزيز الفهم لاهتمامات الشعوب ولسياساتنا وتصرفاتنا. نريد أن نفتح الأذهان ونشجع الحوار".
وأضافت أنها تفضل التعامل مع الأمور الجوهرية، وقالت: "أحد أهدافي هو توضيح الجانب الإنساني لأمريكا والسياسة الأمريكية. أريد تحدي مفهوم أن الدبلوماسية العامة تتعلق بشكل ما بالعلاقات العامة أو الانتخابات. ليس الأمر كذلك فهي تتعلق بالسياسة".
وكشف تقرير أعدته لجنة أمريكية تابعة للكونجرس عن أن العالم العربي يرى الرئيس الأمريكي بوش أكثر تهديدا من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية السبت 24-9-2005.
|