الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #112  
قديم 10-06-2006, 02:50 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

مأساة فتاة ...

"يارب أعنَي"
همسات خرجت من فم فتاة في عمر الزهور تسكن ذاك الحي الفقير... كانت تمسك المكنسة بيد وكتابها بيد أخرى... تكنس وتحفظ...ترفع وتردد أبيات القصيد..وحينما يزيد الحمل تصيح...يا الله,,, يا معين أعني ,,,, يا معين صبَرني ...
وبثوان... تدمر هذا الهدوء وهبت عاصفة قويه...زوبعة مرت فرمت بها على الأرض..وتقلب صفحات كتابها وارتمت وكذلك المكنسة قذفت بعيدا عنها...أحست بآثار العاصفة على خدها حارة فتحسسته...تحس بالألم ولكن..ماذا حدث؟؟
رفعت نظرها وقالت...لا لم تقل...وكيف تقول أو تنطق بحرف وعينان بركانيتان تحملق بها بعصبية!
- ويحك يا فجر..لم لا ترفعين الهاتف؟
أجابت بكلمات تائهة: أنا..لا أدري.. كنت أنظف!!
أجاب الصوت الغاضب: تنظفين؟ أيتها الكاذبه.. وماذا يفعل هذا هنا؟!
وحمل كتابها وقذفه بوجهها وأردف قائلا: ألم أقل لك ألا تدرسين؟ألم أخبرك أن تنهي كل دراستك بالمدرسه التي لكم أتمنى أن تتركينها..ولكن عمي لا يريدك أن تتركينها! فلماذا تدرسين؟وبأي حق؟
انسابت دمعة حرقة على خدها المصفوع وقالت: لدي امتحان غدا ولا أريد أن أرسب.
- وماهمي أنا؟أرسبي أو موتي..لعلي أرتاح من همك..وإلا اسمعي...سأزوجك لأقرب طالب يدك الذي وكأنه لن يأتي أبدا..سأزوجك إياه ولو كان أسوأ رجل بالعالم!!
تمتم بكلمات سخط وغضب كثيرون وهو خارج من الغرفه..صفع الباب خلفة وخرج تاركا إياها ملقاة على الأرض تبكي وتندب حظها العاثر..تعلم أنها لو ناقشته لو قالت له لا اريد الزواج سينتهي بها أن تلقى الألم والحزن والضرب المميت كما يحدث عادة.. تفحصت جسدها ونظرت إلى الآثار بيدها..بقعة زرقاء تميل إلى الصفرة بل إلى البنفسجي وتلك أختها وغيرها الكثير...هذه من أمس وتلك من الإسبوع الماضي وأخرى من الشهر الفائت..أواه..ذاك أخي ويفعل كل هذا بي..ذاك ما يجول بفكر فجر وهي تلملم شتات نفسها وتجمع بقايا كرامتها التي بددها أخي بكلماته وشتائمه وضربه وتغادر الحجره..اتجهت لغرفتها بسرعة حتى لا يحدث ان تصطدم بأخيها فيحدث أن يضربها أو يشتمها فلكم لا تستحمل أي شيء آخر..جسدها منهد وروحها مثقلة مثخنة بالألم والتعب..
دخلت حجرتها الصغيرة وأغلقت الباب خلفها أوشكت أن تقفل الباب ولكنها تذكرت الصفعة التي حصلت عليها عندما قفلت الباب فأحجمت بسرعة عن ذلك وسارعت أن اندست في فراشها وتقوقعت على نفسها...
لا تدري كم الثواني مرت أو الدقائق ولكنها أفاقت فوجدت شبح أحد يقف بجانبها.. خافت وأسرعت بأن انزوت في زاوية فراشها تشد قبضتها على القراش وهي تحاول أن ترى من بجانبها... نظرت.. إنه أخيها... سألته: خليفه.. مابك؟
أجاب بصوت ثقيل غريب: لا شيء ولكن لأول مرة أجدك جميلة لهذه الدرجه..كيف أغفلت عن جمالك كل هذه المدة؟
عرفت فجر الوضع وعلمت أن مأساة تكاد أن تقع فقامت بعمل حركة جريئة مميته تعلم أنها ستكلفها الكثير ولكنها ستنقذها من خسران الكثير الكثير... نعم.. صفعته!!
وكأن خليفه استعاد رشده وعلم الكيان ككل فصاح بها: ويحك أيها المغفله...
ثم أخذ يضربها ويضربها كما اعتاد أن يفعل ولم تحرك هي ساتكنا...لم تعارض ولم تمتنع فلقد اعتادت على أخذ جرعتها اليوميه من الضرب لذلك لم تقاوم لتأخذ نصيبها ثم يتركها ب سلام..
انتهى من ضربها وسلخ جلدها كما يقول ثم غادر ينفث الغضب من أنفه وهو يصيح: غبية مغفلة...
رفعت فجر نظرها إلى السماء وصاحت:"يارب أعنّي"


يتبع...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس