الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #117  
قديم 07-08-2007, 02:50 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

" حديث فتيات "

من خلف باب الفصل ..أتى صوت الجرس معلناً عن بداية الفسحة وانتهاء الحصة الدراسية .تتراكض الطالبات بتسارع الى المقصف علهن يلحقن على وجبات الافطار عدا ذلك الجسم الهزيل..كومه العظام تلك بقيت متقوقعه على نفسها ولم تتحرك بينما تهافتت الجموع للخارج وكأنهن فراشات حلوات وجدن متنفسا للخروج بعد ان مكثت محبوسة في علبة فترة من الزمن.. كل الفراشات غادرن إلا هي...
ربتت يد على كتفها فنظرت تلك المتقوقعه على نفسها فإذا بها تقول:فجر.. مابك يا صديقتي؟
اغتصبت كومة العظام الابتسامه فقالت:لاشيء يا نجوى لا شيء.
- كيف لا شيء و أنت تحبسين نفسك بالصف ولا تتحدثين مع أحد؟
- قلت لك لا شيء..
قالت قولها وكانت تزيح خصلة سقطت من شعرها على عينها بيدها حتى رأتها نجوى فصاحت وهي تمسك بيدها: فجر..ماهذا؟!
تمتمت بأسى: هذا.. لا شيء؟
أردفت بنفس الصياح: كيف تقولين لا شيء.. انظري لهذه الكدمات!انظري للمزرقات هذه..كل اولئك وتقولين لا شيء؟
- اه يا نجوى..ماذا تريديني ان اقول؟ ماذا أصابني؟ تعرفين ماذا اصابني
- اهو ....؟
صمتت ووضعت يدها مصدومه غير مصدقه حينما أومأت فجر لها برأسها لتعلمها بأن ما ببالها حق وواقع حاصل..إنه هو..
- أجل..هو.. خليفه.
- وماذا حصل؟أخبريني حبيبتي؟
- ماذا احكي لأحكي..
واخذت تسرد ماحصل لصديقتها الصدوق التي كانت تمسح دمعة حزن على صديقتها واخرى دمعة اسى وغضب لما حصل معها..فقالت نجوى بعد ان اتمت فجر حديثها: فجر..لابد أن تخرجي من المنزل بأقرب وقت..
- وأين أذهب يا فجر؟أأذهب لأمي وزوجها اللذان لا يعرفان بالمنزل ومايدور به بل يكرهون وجودي..حتى امي التي حملت بي وولدتني وارضعتني من لبنها وماءها عندما تراني فكأنها ترى ابليس.. وكأن كل ما أريد منها هو المال..تخاف أن أسرق زوجها..ويحها! زوجها هو أبي..بل بمقام أبي فكيف اخطفه منها؟ أم تقترحين أن أذهب لأبي فأمكث معه في المستشفى فلا أغادره أبدا؟ أم عند جدتي التي تعشقني وتعشق اخوتي؟ هه ليتها كانت تحبني بل عالأقل تستلطفني لكنت عالأقل هربت من عذابي لأحضانها.. ولكني يافجر بلا أحضان.. وحيدة كئيبه لا حضن لي ولا دفء.أبحث عن ملجأ فلا ملجأ لي سوى أحضاني..أحضان باردة كفاها العالم من حولها برودة وعذاب..
ضمتها نجوى إليها وقالت:وأين ذهبنا نحن يا فجر؟ أليس أبي بمقام عمك؟ لم لا تطلبين مساعدته فينصح اخاك ليكف أذاه عنك .. أو مارأيك بأن تنتقلي للسكنى معنا؟
فتحت فجر عيناها ذهولا ورددت ماقالته نجوى:أسكن معكم؟
-أجل وما المانع؟
سرحت فجر بابتسامه شاحبة وهي تقلب الفكره برأسها وتتخيل حلو العيش الرغد مع نجوى ولكنها سرعان ما طردت الفكره من رأسها بأن هزت رأسها نافية بقوة فقالت: لا يا نجوى مستحيل..
- ولماذا مستحيل؟
- أشعر بالخوف ..
- تخافين؟ولم الخوف؟
- أخشى من خليفة يا نجوى.. أتدرين لو علم بأني فكرت بهذا سيقتلني..والله انه لفاعل .. فكيف تريدين أن أخبره بنفسي؟
- ولم تخبريه أنت؟دعي أبي يتولى الموضوع!
صاحت فجر بقوة:لا..عمي لا يمكن!
- ولماذا؟
- لأن خليفه سيعلم وقتها أنني أنا التي طلبت منه وأخبرته..وبالتأكيد سيسأل عمي عن سبب رغبتي بالإنتقال لديكم..فماذا سأقول؟وكيف سأبرر؟
قالت نجوى بحده: ولم التبرير ؟ قولي له الحقيقه.. وبالتأكيد لن يتركك لحظه واحده معه..
ضربت بكفها على صدرها وقالت: أقول ما حصل لعمي؟ أفشي سر أخي لعمي الذي يراه من أفضل الشباب؟ لا يمكن.. أموت في عذاب أخي ولا أتنعم في ظل عمي وأنا أرى صورة أخي باتت كالهشيم أمام عينيه..
خيّم الصمت لبرهه ثم استطردت فجر , نجوى أتعلمين..بقدر ما يحمل خليفه من سوء ,فهو أخي .نتشاطر الدم واللحم معاً. لا أحتمل تشويه لحمي وعرضه أمام الغير حتى ولو كان لعمي؟
كيف أنعم بالنوم وكنت السبب في غضب عمي أو جرح مشاعره؟ لا أستطيع..فأنا أفضل أن أعيش هكذا على أن آتي لأعيش معكم.. اسمحي لي يا نجوى..اقسم لك بأنني أتمنى أن أسكن معكم..ولكن أفضل أن أحفظ شرفي وسمعة أخي لعلي أستطيع أن أعالجه على مر الزمن.فمن يعرف..ربما يهتدي أخي بأن يستجيب الله تعالى لدعائي المستمر له بالهداية والصلاح..
ردت نجوى عليها ببلاهه: كم أنت غبيه بمثاليه..!!
دق الجرس معلنا انتهاء فرصة الطالبات من الهروب من الحصة والدرس والمعلمه معلنا بدء الصراع النفسي للطالبة بأن تثبت على مقعدها وتسمر عقلها وعينها وفكرها للوح أبيض وقلم متحرك ولسان يتكلم..

يتبع ...
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس