عرض مشاركة مفردة
  #104  
قديم 18-09-2006, 03:09 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


دهاء عضد الدولة


حكي انه قدم رجل إلى بغداد ومعه عقد يساوي ألف دينار ، فأراد أن يبيعه فلم يتفق . فجاء إلى عطار موصوف بالخير والديانة ، فأودع العقد عنده ، وخرج حاجاً .
ثم انه عاد إلى العطار فسلم عليه ، فقال : من أنت ! ومن يعرفك ؟
فقال : أنا صاحب العقد
فلما كلمه رفسه والقاه عن دكانه ، فأجتمع الناس وقالوا : ويلك ! هذا رجل صالح ، فما وجدت رجلاً تكذب عليه إلا هذا !
فتحير الحاج ، وتردد عليه ، فما زادوه إلا شتماً وضرباً ، فقيل له : لو ذهبت إلى عضد الدولة لحصل لك من فراسته خيراً
فكتب قصته في رقعة ودفعها إلى عضد الدولة ، فقال : ما شأنك ؟ فقص عليه القصة .
فقال : اذهب غداً واجلس على دكان العطار ثلاثة أيام حتى أمرّ عليك في اليوم الرابع ، فأقف واسلم عليك فلا ترد علي السلام ، فإذا انصرفت فأعد عليه ذكر العقد ثم أعلمني بما يقول لك ، ففعل الحاج ذلك
فلما كان اليوم الرابع ، جاء عضد الدولة في موكبه العظيم ، فلما رأى الحاج وقف ، وقال : سلام عليكم
فقال الحاج : وعليكم السلام
فقال : يا أخي تقدم من العراق ولا تأتينا ، ولا تعرض علينا حوائجك !
فقال : ما اتفق هذا
ولم يزد على ذلك شيئاً ، هذا والعسكر واقف بكماله ، فانذهل العطار ، وأيقن بالموت .
فلما انصرف عضد الدولة ، التفت العطار إلى الحاج ، وقال له : يا أخي متى أودعتني هذا العقد ! وفي أي شيء ملفوف ؟ فذكرني لعلي اتذكر
فقال : من صفته كذا وكذا
فقام وفتش ، ثم فتح جراباً واخرج منه العقد . وقال : الله اعلم إنني كنت ناسياً ، ولو لم تذكرني ما تذكرت .
فأخذ الحاج عقده ومضى إلى عضد الدولة ، فأعلمه ، فبعث به مع الحاجب إلى دكان العطار ، فعلقه على عنقه ، وصلبه على باب دكانه ونودي عليه : هذا جزاء من استودع فجحد ، ثم اخذ الحاج عقده ومضى إلى بلاده .



ذكاء شاعر و فطنة ملك


ذهب رجل إلى الملك و أنشده شعراً
قال الملك : أطلب ما تشاء ...
قال : و هل تعطيني ما أطلب ؟
قال : أجل
قال أريد أن تعطيني دنانير بمثل الرقم الذي أذكره في الآيات القرآنية ,
قال : حبا وكرامة
قال الشاعر :قال الله تعالى : "إلهكم إله واحد" فأعطاه دينارا
قال:"ثاني أثنين إذ هما في الغار" فأعطاه دينارين
قال : "لا تقولوا ثلاثة انتهوا" فأعطاه ثلاثة
قال :"ولا ثلاثة إلا هو رابعهم" فأعطاه أربعة
قال :"ولا خمسة إلا هو سادسهم" فأعطاه خمسة دنانير وستة
قال :"الله الذي خلق سبع سموات" فأعطاه سبعة
قال :"ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" فأعطاه ثمانية
قال :"وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض" فأعطاه تسعة
قال :"تلك عشرة كاملة" فأعطاه عشرة دنانير
قال :"إني رأيت أحد عشر كوكبا" فأعطاه أحد عشر
قال :"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله" فأعطاه اثنا عشر

ثم قال الملك: أعطوه ضعف ما ذكر واطردوه

قال الشاعر : لماذا يا مولاي؟! قال :خفت أن تقول :"وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون



دهاء إياس

قيل أن رجلا استودع رجلا مالا ثم طلبه فجحده، فخاصمه إلى إياس، وقال المدعي أني أطالبه بمال أودعته إياه وقدره كذا وكذا فقال له إياس ومن حضرك قال كان رب العزة حاضرا قال دفعته إليه في أي مكان قال في موضع كذا قال فأي شيء تعهده من ذلك الموضع قال شجرة عظيمة قال فانطلق إلى الموضع وانظر إلى الشجرة لعل الله يظهر لك علامة يتبين بها حقك أو لعلك دفنت مالك تحت الشجرة فنسيت فتذكره إذا رأيت الشجرة
فمضى الرجل مسرعا فقال إياس للرجل المدعى عليه اقعد حتى يرجع خصمك
فجلس وإياس يقضي بين الناس ونظر إليه بعد ذلك ثم قال له يا هذا أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكرها قال لا فقال له والله يا عدو الله أنك لخائن فقال أقلني أقالك الله يا أمير المؤمنين فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل فقال إياس قد أقر بحقك فخذه


ذكاء المنصور

ذكر عن المنصور أنه جلس في إحدى قباب مدينته فرأى رجلاً ملهوفاً مهموماً يجول في الطرقات فأرسل من أتاه به، فسأله عن حاله فأخبره الرجل أنه خرج في تجارة فاستفاد مالاً وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله، فذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها ولم تر نقباً ولا تسليقاً فقال له المنصور منذ كم تزوجتها قال منذ سنة قال أفبكراً تزوجتها قال لا قال فلها ولد من سواك قال لا فشابة هي أم مسنة قال بل حديثة، فدعا له المنصور بقارورة طيب حاد الرائحة غريب النوع فدفعها إليه وقال له تطيب من هذا الطيب فإنه يذهب همك

فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم فمن مر بكم فشممتم منه رائحة هذا الطيب وأشمهم منه فليأتني به ، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته وقال لها وهبه لي أمير المؤمنين، فلما شمته بعثت إلى رجل كانت تحبه وقد كانت دفعت المال إليه فقالت له: تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي
فتطيب منه الرجل ومن مجتاز ببعض أبواب المدينة فشم الموكل بالباب رائحة الطيب منه فأخذه فأتى به إلى المنصور
فقال له المنصور من أين استفدت هذا الطيب فإن رائحته غريبة قال اشتريته قال أخبرنا ممن اشتريته فتلجلج الرجل وخلط كلامه فدعا المنصور صاحب شرطته فقال له خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخله يذهب حيث شاء وأن امتنع فاضربه ألف سوط فامتنع الرجل عن احضار المال فسجنه صاحب الشرطة فأذعن برد الدنانير وأحضرها بهيئتها ، فاعلم المنصور بذلك فدعا صاحب الدنانير فقال له رأيتك إن رددت عليك الدنانير بهيئتها أتحكمني في امرأتك قال نعم قال فهذه دنانيرك وقد طلقت المرأة عليك وخبره خبرها

ذكاء عضد الدولة

قدم أحد التجار من خراسان ليحج فتأهب للحج وبقي معه من ماله ألف دينار لا يحتاج إليها، فقال إن حملتها خاطرت بها وأن أودعتها خفت جحد المودع
فمضى إلى الصحراء فرأى ( شجرة خروع ) فحفر تحتها ودفنها ولم يره أحد، ثم خرج إلى الحج وعاد فحفر المكان فلم يجد شيئاً، فجعل يبكي ويلطم وجهه، فإذا سُئل عن حاله قال الأرض سرقت مالي، فلما كثر ذلك منه قيل له لو قصدت عضد الدولة، فإن له فطنه
فقال: أو يعلم الغيب ؟ فقيل له : لا بأس بقصده
فذهب إلى عضد الدولة، وأخبره بقصته، فجمع الأطباء وقال لهم هل داويتم في هذه السنة أحداً بعروق الخروع ؟ فقال أحدهم: أنا داويت فلاناً
فقال علي به فجاء، فقال له هل تداويت في هذه السنة بعروق الخروع ؟
قال نعم ، قال من جاءك به ؟ قال فلان الفراش قال علي به
فلما جاء قال من أين أخذت عروق الخروع ؟
فقال من المكان الفلاني، فقال اذهب بهذا معك فأره المكان الذي أخذت منه، فذهب معه صاحب المال إلى تلك الشجرة وقال من هذه الشجرة أخذت فقال الرجل ههنا والله تركت مالي فرجع إلى عضد الدولة فأخبره فقال للفراش هلم بالمال ، فتلكأ فأوعده فأحضر المال

الرد مع إقتباس