الموضوع: أفكار و حقائق
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-08-2007, 01:33 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

شكرا كارينا علي الموضوع.
جميل أن يخرج المرء خواطره إلي الفضاء الأوسع الرحب.
تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإليك هذه الأفكار من أخت أخري.
قطـرات مـن مفكرتـي / تهمتـكـم ..... وطنيـون .]

--------------------------------------------------------------------------------


في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، أفقت على صوت والدي الخافت يحاول إيقاظي من نوم عميق . بعجب نهضت من الفراش و تبعاً لطلبه ارتديت ملابسي الكاملة و خرجت إلى الصالون لأن هناك من يريد التحدث إلي و إلى شقيقي الأصغر...


على الكنبة الموجودة في زاوية الغرفة المنيرة بضوء خافت ، رأيته ، عسكري لا يصغر بعمره عن والدي بالكثير ، يدخن سيجارة "مارلبورو" يتكلم الى أخي الجالس على الكنبة العريضة تحت شباك أحكم والدي إغلاق درفاته مما زاد من عجبي و أنا أعلم أن والدي من محبذي فتح الشبابيك في الليل ، هواء الليل يأتي بالصحة ، على حد قوله .


هذا "فلان" قريبي ، قال والدي يعرفني على الزائر . تبادلنا السلام ، و جلست بالقرب من أخي بانتظار توضيح عن سبب هذه الزيارة المتأخرة ، و لم يطل الإنتظار . بكلمات مقتضبة أعلمنا والدي بأننا سنسافر مع اشراقة الشمس الى (....) لبضعة أيام ، و بأن القريب الكريم سيرافقنا في السيارة إلى المطار لتأمين وصولنا بدون عراقيل . و اختتم والدي بأن قريبه قد وضع نفسه في موقف حرج لمساعدتنا على مغادرة الوطن ، و بأننا سنعود عندما تهدأ الأحوال و لذلك لا داعي للنقاش في القرار الذي اتخذه . بذلك أخرس سلسلة التساؤلات الغاضبة و الرافضة التي بدأت تنساب من فمي .


بهدوء مثير أطفأ الزائر سيجارته ، تنحنح ، و بصوت يشوبه الحنان و الحزم قال أن أسماءنا كناشطين وطنيين قد وُضعت على لائحة (.........) و قد نتعرض "لمشاكل" ما ، و أنه بحكم القرابة ، و بحكم معرفته بأن مبادئنا هي فوق الشبهات ، قرر أن يجنبنا التعرض لأي ظلم قد نواجهه . نظرت الى أخي . في عينيه قرأت أفكاري الرافضة لمغادرة البلد و السفر الى الخارج . عندما نظرت الى والدي رأيت وجهه الكريم يعتصره الخوف و القلق عما قد يحصل لو اننا رفضنا السفر و قررنا البقاء . سألت : اسبوعيـن فقـط ونعـود ؟؟ طبعاً ، طبعاً أجاب والدي ، اسبوعين فقط ، و من الممكن جداً أقل من ذلك ..


سكن الألم دقات قلبي و أنا أسمع التعب والأسى في صوته .


بتثاقل ، نهضت و أخي لتحضير حقائب السفر ، و شاشة من الدموع تغلف عينيّ ...
كان أخي في التاسعة عشر من العمر و كنت في الواحد و العشرين ....و في أواخر شباط 1976 ...
إبتـــــدأ المشــــــوار ...
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس