عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 28-07-2006, 12:08 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي


10- في ظل هذه الفوضى وهذه الحرب يستطيع بعض المجاهدين الدخول إلى لبنان عن طريق سوريا وتشكيل نواة جهادية لتحرير أهل السنة فيها (من النصارى والرافضة والدروز والمارون) حتى يكون لهم شأن في لبنان ، ومن ثم تحرير لبنان ، ثم بعد ذلك يعملون على الوصول إلى الحدود الجنوبية لإقامة قواعد متقدمة لمواجهة يهود في فلسطين ، فهذه الفرصة قلما تتأتى للمسلمين ، فعلى قيادات المجاهدين في العراق وأفغانستان وأهل السنة في لبنان النظر في الأمر ، فالفرصة سانحة لمقارعة اليهود وتشكيل نواة الجهاد لتحرير فلسطين على المدى البعيد (أو القريب بإذن الله) ، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ولا ننسى بأن نواة الجيش الذي حرر فلسطين بقيادة صلاح الدين : كان أصله من العراق (بقيادة القائد عماد الدين زنكي) .. وعلى أهل السنة في لبنان أن يتحركوا في هذا الإتجاه وأن يشكل شبابها أو يساعدوا على تشكيل هذه النواة ولا يكتفوا بمجرد التفرج على الأحداث ، وإن لم يتحركوا الآن ، فمتى !!

11- ينبغي أن نستغل الأحداث في فضح الأجهزة العربية الحاكمة وبيان حقيقتها للناس ، وذلك باستخدام جميع الوسائل الإعلامية ، فالجموع العربية ترى المجازر اليوم وترى تخاذل الحكام وعجزهم أمام يهود وعمالتهم وخيانتهم ، فينيغي تكثيف الجهود واستمالة الشارع الإسلامي لجانب العقيدة والدين ..

12- ينبغي لنا التركيز على ذكر مواقف المجاهدين المشرفة في التصدي للأمريكان واليهود ، ونري المسلمين كيف أن عصابة من المؤمنين في أفغانستان والعراق وفلسطين استطاعوا بإمكانات بسيطة الوقوف في وجه الهجمات الصليبية اليهودية ، وبهذا نكسب المزيد من المسلمين في صف الحق والخيار الأمثل للأمة المسلمة : الجهاد في سبيل الله ..

13- إن العاطفة الإسلامية لا بد منها ، ولكن هذه العاطفة لابد أن تكون منضبطة ، ولابد أن نعي بأننا في زمن لا يصلح فيه الإنجرار خلف العواطف والمشاعر بدون حساب .. إن المواقف والأحداث متسارعة ولابد لنا من وقفات تأمل (ولو كانت بسيطة) في الأحداث لنستقي منها العبر ونوظف ما نستطيع منها لصالح الإسلام والمسلمين ، فمثلاً : إذا كان نقد حزب الله يخدم الإسلام الآن : نفعله ، وإلا نُرجئه لوقت آخر ، وكذلك نقد البعض لحماس والجهاد في فلسطين ، ولا ينبغي لنا ركوب كل موجة إعلامية بدون وعي فإن مكر الكفار تزول منه الجبال ، فلا نلتزم مدحا ولا ذما في وقت إلا إذا كان ذلك في صالح الإسلام والمسلمين ، فقد يكون الذم المعلن اليوم للحزب (وليس للرفض) ضررا يحمل البعض على مؤازرة الحزب (بدافع العاطفة) ومن ثم تبني الرفض ، وهذا وارد ، وقد يكون الذم نافعا من جهة أخرى ، فعلينا الحذر والتعامل مع الأمر بحكمة ونظر ..

14- إن الحرب الصليبية على العراق لم تكن شرا محضا ، فقد تحرر العراقيون من البعث ومن الخوف وحملوا السلاح وجاهدوا في سبيل الله وصارت العراق قاعدة للمجاهدين ، بل من أعظم قواعد الجهاد ، فليست كل حرب على دولة مسلمة محض شر لو أحسن المسلمون استغلال الظروف ، فلو انتصر اليهود لكان في ذلك فرصة للمجاهدين في الإنتشار شمال فلسطين ، ولو انتصر حزب الله لتجرأ المسلمون على اليهود ، ولو خسر الإثنين لكان ذلك في صالح المسلمين .. رحم الله الزرقاوي ، ليت لنا في لبنان مثله ، فقد كان يحضر للجهاد ويدرب المسلمين في وقت الفوضى حتى أتى وقت الجد فجدَّ في طلب الصليبيين ، وترك خلفه ما يسوء الكفار ، فرحمه الله وطيب ثراه ..

15- لو كان مجموعة في قارب يجدف بعضهم ناحية اليمين وآخرين ناحية الشمال وبعضهم للأمام وبعضهم للخلف لدار القارب حول نفسه ولم يبرح مكانه ، وربما غرق .. للأسف ، لا زال الإعلام الإسلامي مبعثرا متضاربا كل يسبح في فلكه !! متى يعي المسلمون أهمية الإعلام وأهمية التنسيق وخطورة التشتت والتناقض وتضارب البيانات !! إن من الأولويات إيجاد آلية إعلامية مركزة فاعلة ترسم الخطوط العريضة للتوجه الإسلامي .. لقد كانت لكلمات أبي عبد الله أسامة - حفظه الله – ذلك الصدى في رسم تلك الخطوط ، ولكن الشيخ لا يستطيع أن يبين كل أمر وكل دقيقة في كل وقت وحين ، فأين غَيرُه من المسلمين !! لا بد من الحرفية والمنهجية والحكمة والخبرة والدراية والعقل المحكوم بالشرع في مثل هذه الأمور ، وليت المجاهدون يجعلون مجلسا أعلى للنظر في الإستراتيجيات الإعلامية والعسكرية والسياسية يكون المسلمون لهم تبع فيصدروا عن رأي واحد ..

16- في كل حرب لبنانية نسمع صرخات القومية والعروبة والإستغاثة بالديمقراطية والدول الغربية وبالقوانين الإنسانية ، وتجد الناس في كل هذا بين شد وجذب وبيانات وهتافات ومظاهرات وشعارات في تغييب كامل لكل ما يمت للدين بصلة وكأن لبنان دولة بوذية !! على المسلمون أن لا يأبهوا بما ينعق به الناعقون ، فالنصر في طاعة الله ونصرة دينه والتوجه إليه والتوكل عليه ، فمن حاد عن هذه المعاني وتعلق بشرق أو غرب أو كفر أو زندقة فإنه مهزوم مغلوب مهان ، فالله هو الناصر وحده سبحانه ..


وبعد ..

فإن هذه المناوشات في لبنان لا ينبغي لها أن تُشغل المسلمين عن بقية قضايا الإسلام ، وعلى المسلمين أن يتعلموا عدم الإنجرار خلف الإعلام وعدم السماح لهذا الإعلام بتحديد اهتماماتهم ، وخاصة إذا كان هذا الإعلام يوجه من قبل الأعداء (كل القنوات الإعلامية العربية اليوم – عدا المنار - توجه من قبل أمريكا ، ورأينا بعض البرامج والتغطيات الإعلامية الخطيرة في قناة الجزيرة توحي بمدى الضغط الأمريكي) ..

على "حسن نصر الله" وحزبه أن لا يراهنوا على الموقف الإيراني ، فالإيرانيون تجار ذمم قد يبيعونهم في أي وقت لتحقيق مصالحهم ، ونصر الله يعرف هذا جيدا ، ويوشك الإيرانيون أن يعقدوا صفقة مع أمريكا فيذهب حزب الله أدراج الرياح ، وقد رأينا مواقف الأحزاب الرافضية (التابعة لإيران) في العراق من الحرب اللبنانية ، واختلاف هذه المواقف من موقف بعض الأحزاب المتحررة (نسبيا) من التسلط الفارسي .. وكذلك الموقف السوري المصلحي : لا يجب أن يراهن عليه حزب الله ، فالنصيريون لم يكونوا في يوم من الأيام أصحاب أحد ، وهم الذين سلموا فلسطين والجولان لليهود (بالتعاون من الحكومة الأردنية والعراقية والمصرية) ، فمن باع القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والجولان يسهل عليه بيع حزب في لبنان ..

لقد اتفق الحكام العرب ، وقد تتفق معهم سوريا وإيران ، على بيع حزب الله لليهود مقابل كف أمريكا عن بعضهم ورضاها عن الآخرين ، وسيجد الحزب نفسه وحيدا - يوما ما - في مواجهة الترسانة العسكرية اليهودية المدعومة من قبل أمريكا وأوروبا ، وقد يتخلى الشعب اللبناني عن حزب الله في أحلك الظروف ويختار حكام لبنان السلامة والذل والتبعية ليهود على المقاومة ، عندها سيدرك الحزب نتيجة رفضه لأهل السنة ، فالمذهب المصلحي مذهب متقلب بتقلب الأحداث ، وليس هناك من يثبت على مذهبه اليوم إلا أهل الجهاد الذين عُرفت أهدافهم واتضحت راياتهم ، وإبعاد هؤلاء وتقريب أولئك من أعظم الجهل وأقبح الذنب ..

لابد للمسلمين من اتخاذ موقف فصل واضح من الأمور ، فهذه الحرب بين رافضة لبنان ومسلمي فلسطين من جهة ، وبين يهود ، فمع من نكون نحن !! وكيف نكون مع من نختار !! وهل من مصلحتنا استمرار هذه الحرب !! وهل نفرح بهزيمة يهود أم بهزيمة حزب الله أم بخسارة الإثنين معا !! وما موقفنا العملي من المجاهدين في فلسطين في ظل هذه الظروف !! وما هي أولوياتنا !! هذه الأسئلة لا بد من الإجابة عليها من قِبل أهل الحل والعقد من العلماء الربانيين وقادة الأمة (قيادات المجاهدين) حتى لا تتضارب الآراء وتتشتت الجهود وتحصل النفرة وتتأصل الفرقة ويستغل العدو كل هذا لينفذ من خلاله فيحطمنا من الداخل كما يفعل دوما .. لقد تكلم الحكام المرتدون وتكلم الرويبضة وتكلم المنافقون ، وكل أدلى بدلوه ، ونحن في انتظار بيان قادة الأمة الذين ارتضيناهم ولاة لأمر المسلمين ..


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
26 جمادى الآخر 1427هـ

__________________
الله أكبر
__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة