عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 06-06-2005, 08:32 AM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

ذو يزن

بعد أن اشكرك على هذه الدعوة الكريمة ، و التي أتشرف بقبولها دون تردد ، أحاول فيما يلي المحاورة مجيباً على تساؤلاتك و إبداء رأيي حولها ، موثقاً كلامي بشيء مما تتيحه الشبكة ، و بالله التوفيق.


تفضلت بالقول:



إقتباس:
أبو مصعب الزرقاوي

اسم شكل علامه فاصله في اللعبه العراقيه !!
ورقم صعب في المعادله الأمريكيه في العراق !!
اسم ما أن يطرح في أي حوار حتى تجد الإنقسامات والأرآء المختلفه
من يصدق ومن يكذب
من يدعو له وأخر يدعو عليه
من يقطع بأنه نسج من الخيال الأمريكي لتبرير بقاء القوات جاثمه على أرض العراق
ومن يؤيد المقاومه التي يتزعمها أبو مصعب والعمليات التي يتبناها تنظيمه



و هذا صحيح بلا شك ، فأبومصعب حفظه الله و أيده بنصره يعتبر علامة فارقة بين دعوات التخاذل و الإنهزام و بين مواقف المواجهة و الصدام .

و يكفينا تدليلاً على ذلك: ما أشرت إليه من جدل حاد و متشعب أثير و لا زال يثار حول هذه الشخصية الفذة ، لا أقول ذلك لمجرد انه رجل يقود فصيل أساسي يجاهد في العراق ، بل لما يمثله من فكر سلفي جهادي وفقاً لأدبيات التنظيم الذي يتبعه و إنعكاس ذلك على ارض الواقع من أدوات و افعال هي ملء السمع و البصر.





إقتباس:
فأين هي الحقيقه بين كل هذا ؟؟







لا أدري أي قدرة عند هؤلاء البشر على إنكار الحقائق الربانية بالدعاء على القائد ابي مصعب ؟، و من اين لهم الجرأة على الإنضمام الى حزب الشيطان أمريكا و حلفاءها و من والاها الذين يدعون بدورهم على الزرقاوي؟ ، وأنّى يستجاب لهم!


مما لا شك فيه ان كل من يكرهون ابي مصعب او يتطاولون على هامته هم إما مدلس عليهم و إما متواطئين مع المحتل ، و لا توجد حالة ثالثة ، و المدلس عليهم يمكن إعادتهم الى جادة الصواب عن طريق تبيان الحقيقة لهم ..و قد ثبت ان الحقائق المجرد التي يدعهماالدليل تحسن إقناعهم جيداً ، أما المتواطئون فإن المجاهدين هم الأعرف بطرق التعامل معهم..و قد ثبت ان السيارات المفخخة التي يقودها استشهاديون تحسن إقناعهم جيداً.


إن القائلين بأن ابي مصعب مجرد نسج من الخيال الامريكي ليبرر بقاؤه في العراق هم في أكثر الاوصاف تأدباً بحقهم: ضعيفي الذاكرة الى درجة السذاجة ، حيث ينسى هؤلاء ان العدو الامريكي و قبل حتى ان يبدأ بغزو بغداد الخلافة أعلن بكل وقاحة و في تصريحات رسمية موثقة انه جاء ليبقى ، و لسنين طويلة ، حتى ان احد اعضاء الكونغرس الامريكي قال ما معناه " سنبقى ستين عاماً "!! ، و هو ما يتماشى مع المنطق المادي البحت ، فلا يمكن لأمريكا ان تنفق كل هذه المليارات و تقدم هذه الخسائر البشرية الهائلة لمجرد إسقاط تمثال !

و استمرت هذه النغمة تتردد منذ بدأ الغزو ، اي قبل ان يظهر الزرقاوي كمجاهد يقف حجر عثرة امام هذا المخطط ، بل إن الفضل يرجع له أولاً في جعل هذه التصريحات المتبجحة تتناقص و تستحي ، حتى بدأنا اليوم نرى و نسمع تصريحات تمهد للهروب الامريكي ، فكيف يكون هو عذر لبقاء القوات الغازية و هي تؤكد عزمها البقاء المستمر في العراق من قبل حتى ان تغزوه أيام كانت تعلن انها ستُستقبل بالورود!!

أرأيت كم هم ضعيفي الذاكرة الى درجة السذاجة؟





إن القائلين بأن الرجل مجرد أسطورة ، ينسون او يتناسون الماضي الجهادي الكبير للرجل ، و يكذّبون كل الذين عرفوه عن قرب و لازالوا ، بدءً من جيرانه في الزرقاء بالاردن مروراً بجبال افغانستان و إنتهاءً بالرمادي ، فهو إذن ليس إبن اليوم حتى يمكن ان نصدق مسألة إختلاقه



فللرجل ماض معروف يتصل بالحاضر و موثق ، ليس من طرف الجانب المؤيد و حسب بل و المعارض المطارِد ايضاً ، و محاكم و زنازين طاغوت الاردن تشهد على ذلك مما يعني إستمرارية هذه النتيجة الى يوم الناس هذا، الامر الذي ينقلني الى مناقشة التالي:


إقتباس:
مايدفعني لطرح هكذا موضوع في هذ التوقيت بالذات
خطاب تجديد البيعه الأخير الذي وجهه أبو مصعب الزرقاوي
لأمير الجهاد الشيخ أسامه بن لادن
والذي تجده على هذا الرابط
بشرى: ابو مصعب الزرقاوي لأسامة بن لادن (رسالة من جندي الى أميره )
وما إحتواه من دلائل وإشارات ذات مغزى
لعل من أبرزها ما أشار إليه أبو مصعب في خطابه


quote:

أن العدو بتوفيق الله يسير كما رسم له وأننا بفضل الله نوشك أن نحكم الخناق عليه وأن سارت الخطة بأمر الله كما أعد لها فأن نتائجها ستظهر لكل ذي عينين بما يسر كل مسلم ويسوء كل كافر ومنافق وأني لا أحسب أن الخطة المرسومة قد وصلتكم أو في طريقها إليكم فالعدو اليوم يعيش أسوء أيامه في أرض الرافدين

فما طبيعة تلكم الخطه التي يسير عليها تنظيم القاعده في بلاد الرافدين ؟؟
وهل التفجيرات المتتابعه في أماكن ( عامه ) واستهداف ( الأبرياء )
كما يروج البعض هي مرحله إنتقاليه في خطة أبي مصعب ؟؟
أم أن التفجيرات هي لتأديب ( البعض ) على دعمهم للعدو المحتل ؟؟




دعنا نتفق أولاً ان القاعدة لا تتواصل عبر الانترنت صوتياً ، فلا يمكن لتنظيم جهادي ممتد بين أصقاع مختلفة له عمليات غاية في التعقيد و في ظل تتبع أمني مشدد أن تقتصر إتصالاته على البيانات الصوتية التي يطلع عليها الجميع! ، و في الإقتباس الذي تفضلت به يقول ابو مصعب بعد ان يشير الى الخطة المرسومة انها (( قد وصلتكم او في طريقها إليكم )) ، مما يؤكد ما ذهبت اليه ان التواصل بين أجنحة القاعدة اكثر ديناميكية من مجرد البيانات الصوتية.

بالتالي فإن هذه الكلمة لأبي مصعب ليس المراد منهاإيصال رسالة من جندي الى أميره ، و لها قطعاً معاني و مرامي اخرى أبعد من ذلك ، كُتب و لازال يكتب فيها الكثير من التحليلات بصرف النظر عن توجهات المحللين المختلفة ، و لإجابة سؤالك الصعب يفترض بنا ان نتعرض الى تلك الابعاد بشكل شامل ، و لو في عجالة من خلال نقاط موجزة:

1. ممارسة الحرب النفسية الضرورية بموازاة حرب السلاح ، و إرهاب العدو و تحطيمه داخلياً ، و يتضح ذلك من الإعلان الزائف من مصادر العدو عن إعتقال سكرتير _حلوة سكرتير!_ الزرقاوي ، ثم إصابته شخصياً و هذه المرة من مصدر جهادي معتبر لدى العدو ، الأمر الذي أنعش أمله في التخلص من غمة الزرقاوي و رفع معنويات جنوده التي وصلت الى الحضيض دون الحاجة الى ان يكذب ، ثم.. ظهور هذا البيان الصوتي الواثق المحكم المؤثر ! ، بدلالاته الخطيرة و إشارته الى خطة قادمة !! ، ليشكل صفعة على قفا المحتل.

2. التذكير بإرتباط قاعدة الرافدين بالقاعدة الأم و الإئتمار بأمرها ، و تذكير العدو قبل الصديق ان الشيخ اسامة حاضر و بقوة في كل لغم و سيارة و قذيفة تنفجر في العراق لتقتص من المحتل و تثخن في الصليب ، فضلاً عن الاثر المعنوي الكبير لإسم الشيخ أسامة حفظه الله في صفوف المجاهدين و رفع الهمة و ضم الصفوف.


3. الوصول الى مرحلة إنتقالية ما في خطة القاعدة لمواجهة المحتل الامريكي الآثم ، لا يمكنني تحديدها بالضبط ، لكن المؤكد ان الامريكان و حلفائهم قد وصلوا اليوم الى قناعة مؤكدة ان بقائهم في العراق محال ، و ان قرار الإنسحاب الكلي او على الاقل الجزئي قد أتخذ على أعلى المستويات قطعاً ، و لم يبق الا تهيئة الساحة لخروج مشرّف لا يبدو كهزيمة ، و ذلك بالانسحاب من المدن أولاً و ترك المهمة بشكل كامل لمرتدي طالباني و الرافضة ، و الاكتفاء بالدعم الجوي عند الضرورة ، الامر الذي تدركه قاعدة الجهاد جيداً و تلمسه على الارض ، مما يجعلها ترفع مستوى الهجمات و نوعيتها لإفساد مخطط العدو ، و ذلك بالتركيز على كل دورية للمرتدين و ضرب نقاط التفتيش و مراكز التجمع ، الامر الذي يجعل الامريكان غير قادرين على الهروب الى القواعد النائية و المحصنة و ترك الساحة ممتلئة بأشلاء المرتدين مع سيطرة فعلية للمقاومة على الارض و في قلب العاصمة لن يتمكنوا من إخفاءها على الإعلام.


4. من النقطة أعلاه ممكن ان نحدس طبيعة تلك الخطة المشار اليها ، على ان ندرك بأن ما وصفناه برفع لمستوى الهجمات سيؤدي الى ضرب الرافضة بشكل أكثر وضوحاً و دموية مما كنا نراه ، و قد إمتلأت الكلمة التي نحن بصددها بإشارات إلى ذلك ، أذكر منها :

((ولولا ما قدمه ويقدمه الروافض أحفاد أبن العلقمي وعلى رأسهم إمام الكفر والزندقة السيستاني لكان حال بني الأصفر غير ما ترى الأمة اليوم....

....ما رأوا من حال سيدهم ومعبودهم وكونه أضحى مهاناً حسيراً كسيراً فعزموا عزمة العبيد لـِأستنقاذه و أخراجه من المستنقع))


خصوصاً انني سبق و قرأت تحليلات تشير الى ان منهج القاعدة في البداية هو التغاضي على الرافضة و التركيز على المحتل و أذنابه الصريحين فقط ، و لكن بعد ان أتى الجهاد بؤكله في العراق حتى دفع الامريكان الى الإنتقال لمخطط (ب) كما أوضحت ، فإن أداتهم الوحيدة و الاخيرة لتنفيذ ذلك المخطط هم الرافضة و إستثمارهم الى آخر درجة ، و هو ما نراه ونسمعه كل يوم من فتك الروافض بأهل السنة و بشكل واضح و سافل ، مما يستدعي مواجهة صريحة و مفتوحة لا تبقي و لا تذر.


5. بعض من أثق بهم كتب ايضاً معنى اكبر من ذلك كله ، و اعطى للخطة المشار اليها بعداً إقليمياً لا اؤيده بالضرورة و لا استبعده في نفس الوقت ، و ذلك لعدة شواهد لاحظتها ، حيث رأينا في عملية إستهداف مبنى الإستخبارات الاردنية التي لم تتم ، إعترافات من الخلية تشير الى تمويل و أوامر من الزرقاوي شخصياً ، و أكّد ذلك و لم ينفه بيان صوتي صدر عن قاعدة الرافدين في حينه ، بل بعض المصادر مددت هذا الإمتداد الإقليمي الى هجمات اسطنبول! ، مما يعني ان ثمة صلاحيات أوسع جغرافياً منحت لأبي مصعب ، و علينا ألا ننسى البيانات الصوتية الاخيرة التي صدرت عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب و التي حوت اشارات إلى ابي مصعب مما أوحى بوجود تواصل عملياتي وثيق ، فلماذا لا يكون هناك بعداً إقليمياً ما لتلك الخطة خصوصاً بعد إستشهاد عديد من قيادات التنظيم في جزيرة العرب عقب احداث الرس؟! ،




بناءً على ذلك اخي الكريم ذو يزن يتضح انك لم تذهب بعيداً عندما أشرت الى ان تتابع الهجمات على من يصفهم إعلام الصليب و مرتزقة الطواغيت بالابرياء يعد على الأرجح جزء هام من مفهوم المرحلة الإنتقالية ، و النقاط المذكورة تساعد في حل هذا اللغز .

و إذا كان أحد هنا لازال يعتبر ان قاعدة الرافدين تستهدف الابرياء و الاماكن العامة ، فقد إدعى و عليه البينة ، و حينها نرد عليه بما يوقظه إن شاء الله .



تحياتي
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ