عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 27-05-2006, 11:31 AM
نبيل المغربي نبيل المغربي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 50
إفتراضي

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب

(جبهة البوليساريو)

من المؤتمر الأول حتى المؤتمر الحادي عشر .. التغيير والتواصل



تفاريتي (الأراضي الصحراوية المحررة) 01/10/2003 (واص)

إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي تتهيأ الآن لعقد مؤتمرها الحادي عشر العادي في 12 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، قادت كفاحا مستميتا في المجالات العسكرية والسياسية والديبلوماسية والاقتصادية والإدارية والتنظيمية والاجتماعية من أجل فرض وجودها كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، حيث تُوّج كفاحها بالنصر على الاستعمار الإسباني أولاً، وبعد ذلك ضد الغزو الثنائي الذي قام به نظاما كل من مختار ولد دادّاه في موريتانيا والحسن الثاني في المغرب.

وتحت القيادة المظفرة لجبهة البوليساريو عرف الشعب الصحراوي كيفية تجاوز المراحل الصعبة من أجل استرجاع حريته واستقلاله وتحدي المصاعب الكبيرة التي وضعها المفترئون في طريقه.

هذا الكفاح المستميت المستمر منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمن، يتوج اليوم بتكريس حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير عبر استفتاء حر، نظامي وشفاف تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنتظم الدولي الممثل في المراقبين ووسائل الإعلام الدولية.

يشارك في المؤتمر كل من: المناضلون المنتخبون من كلا الجنسين، أعضاء الأمانة الوطنية للجبهة، الحكومة الصحراوية، السفراء، المسؤولون السياسيون المحليون، أعضاء الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، المندوبون المنتخبون من كل ناحية عسكرية، ممثلو المنظمات الشعبية والطلابية، رؤساء البلديات المنتخبون محلياً، ومندوبون منتخبون من الجاليات الصحراوية في الخارج.

يضع المؤتمر بصفته السلطة العليا للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كل التوجيهات في مختلف مناحي الحياة الوطنية وكفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره واستقلاله. ولذا يقر الخطة الواجب اتباعها في المجالات: السياسية والاقتصادية والتنظيمية والعسكرية والاجتماعية والديبلوماسية والثقافية والإعلامية وكذا الاتصالات…الخ.

ويقوم بتقييم المرحلة الفاصلة بين مؤتمرين، ووضع برنامج عمل وطني، ومراجعة نصوص القانون الأساسية للجبهة ودستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. كما ينتخب الأمين العام للجبهة وكذلك أعضاء أمانتها الوطنية التي هي الهيئة القيادية المسؤولة عن كفاح الشعب الصحراوي بين مؤتمرين.

عقدت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب منذ تأسيسها في عام 1973، عشر مؤتمرات (وسيكون المؤتمر الذي سيعقد في 12 أكتوبر/ تشرين أول هو المؤتمر 11). ونظرا لتمايز ظروف انعقاد المؤتمرات فيما بينها فقد كان كل مؤتمر يشكل نقطة انطلاق جديدة تتكيف مع متطلبات الوقت الذي ينعقد فيه، بشكل يتناسب مع استمرار ومواصلة الكفاح التحريري والجهود المبذولة في البناء الوطني.

وإذا كان المؤتمر الأول تميز بميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) واندلاع الكفاح المسلح من اجل التحرير الوطني، فإن المؤتمرات التي تلته بفاصل زمني تراوح بين الثلاث والأربع سنوات، مثلت علامات ومراحل مهمة في مسيرة شعبنا المظفرة أمام تحديات استقلاله.

وفيما يلي نوجز مميزات ومساهمات وتاريخ المؤتمرات العشر التي عقدتها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب منذ نشأتها في 1973 حتى يومنا هذا.

ـ تحت شعار "بالبندقية ننال الحرية"، انعقد المؤتمر التأسيسي في 10 مايو/ أيار 1973 من اجل إعلان ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح التحريري المسلح.

وحلل البيان السياسي لذلك المؤتمر الذي سميّ مؤتمر الشهيد محمد سيدي إبراهيم بصيري، الوضع والأسباب العميقة التي دفعت الشعب الصحراوي إلى امتشاق البنادق وإعلان الكفاح المسلح ضد الإدارة الاستعمارية الإسبانية وذلك بعد فشل كل أساليب النضال السلمي التي قمعت بعنف وهمجية من قبل المستعمر في 17 يونيو/ حزيران 1970.

أعلن البيان بعبارات واضحة الأسباب التي أدت إلى تبني هذا الخيار مؤكدا على أنه لم يكن هناك غيره: "إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطراً على شعبنا العربي الأبي، ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق وفصله عن الأمة العربية (…) وإزاء فشل كل المحاولات السلمية .. تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتعبير جماهيري وحيد متخذة العنف الثوري والعمل المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلى الحرية الشاملة من الاستعمار الإسباني(…)".

وبعد عشرة أيام من تاريخه جسدت جبهة البوليساريو ميدانيا محتويات بيانها التأسيسي، بشن هجوم على حامية إسبانية في بلدة الخنكة، الواقعة في وسط شمال الصحراء الغربية.

وبذلك بدأ كفاح طويل ضد ثلاثة مستعمرين متتاليين، كفاح تقرب منجزاته التي كان ثمنها باهظا، الصحراويين يوما بعد يوم من تحرير وطنهم من الاحتلال الأجنبي. كما ترسخ وتثبت أسس الدولة التي اختارها الصحراويون كإطار رسمي أعلن شرعيا في 27 فبراير/ شباط 1976 من أجل ترجمة الطموحات الصحراوية في الحرية والاستقلال إلى واقع ملموس.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ عقدت جلسات المؤتمر الثاني، مؤتمر الشهيد عبد الرحمن ولد عبد الله في الفترة الممتدة من 25 إلى 31 آب/ أغسطس 1974، تحت شعار "حرب التحرير تضمنها الجماهير".

تصاعدت المعارك المسلحة بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي والقوات الاستعمارية الإسبانية، وأجبرت الانتصارات العسكرية المتتالية التي حققها المقاتلون الصحراويون الإدارة الإسبانية على محاولة استنساخ وتقليد الاستراتيجية التي اتبعتها فرنسا في مستعمراتها الإفريقية، والمتمثلة في إنشاء حكم ذاتي داخلي يخفي نواياها من خلال خدعة حزب الاتحاد الوطني الصحراوي الذي أنشئ حسب المزاج الاستعماري وبدعم منه. لكن الحزب المذكور لن يطول به العمر حتى ينفضح وتكشف أوراقه، لذلك لم يتريث زعماؤه في التخلي عنه، فمنهم من انضم إلى جبهة البوليساريو ومنهم من فر إلى المغرب، محتذيا بأمينه العام خلهن ولد الرشيد وآخرون أقل أهمية التحقوا بموريتانيا.

جاء البيان السياسي للمؤتمر الثاني واضحا وقويا، ورفض كل خيار غير خيار الاستقلال التام، كما أورد تحذيراً هذا نصه: "إن فكرة الحكم الذاتي ليست سوى مناورة استعمارية، تحاول إسبانيا من خلالها تغطية فشلها والتشبث بالبقاء مسيطرة على وطننا ونهب خيراته".

أعد المؤتمر الثاني برنامج عمل وطني للحركة، مشددا على أهمية العمل في الداخل ووجه نداء إلى كل الصحراويين بدون تمييز في العمر أو الجنس أو في المكانة الاجتماعية، من أجل الالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي منذ ذلك الوقت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ تحت شعار "لا استقرار ولا سلام قبل العودة والاستقلال التام" انعقد المؤتمر الثالث بصفة استثنائيةً، حيث جاء مباشرة بعد سقوط مؤسس الجبهة الولي مصطفى السيد في ساحة الشرف يوم 09 حزيران/ يونيو 1976، وكان ذلك في أول هجوم عسكري قادته الجبهة ضد نظام مختار ولد دادّاه في نواقشوط العاصمة الموريتانية.

كما أنه كان أول مؤتمر ينعقد بعد الرحيل الفوضوي لإسبانيا التي كانت تتولى القيم بمهمة الإدارة في الصحراء الغربية، لكنها تنكرت لمسؤولياتها التاريخية وباعت الشعب الصحراوي بعد أن استغلته ما يقارب القرن من الزمن.

أعطى المؤتمر الثالث دفعا قويا للجبهة حيث مكنها من التحول من وضعية الدفاع التي نتجت عن الغزو الثنائي الذي تعرضت له المنطقة إلى حالة هجوم عسكري "هجمة الشهيد الولي مصطفى السيد"، ضد المحتلين الجديدين اللذين أتيا للحلول محل الاستعمار الإسباني. وقد أدى هجوم الشهيد الولي إلى سقوط نظام مختار ولد دادّاه في موريتانيا وإلى انهيار القوات المغربية معنوياً وتقوقعها فيما أسماه الملك الحسن الثاني حينها بــ: "المثلث النافع"، بعد تراجعها في الحرب التي امتدت لتصل إلى داخل التراب المغربي نفسه.

أكد المؤتمر سعة انتشار لقضية على مستوى الساحة الدولية وكبر سمعتها وصيتها الذائع في العالم حيث وصلت إلى الهيئات الدولية، كما أقر المؤتمر استراتيجية حرب في الجبهتين العسكرية والديبلوماسية.

أما على المستوى الداخلي فقد أقر المؤتمر الثالث في فعالياته، إعداد أول دستور للدولة الصحراوية، وأمر بأن تدرس إمكانية بناء وممارسة البنى الإدارية في مخيمات اللاجئين الصحراويين.

هؤلاء اللاجئون الذين فروا من المدن والقرى ومن البوادي حين وصلت دبابات الحسن الثاني ومختار ولد دادّاه في 31 أكتوبر/ تشرين أول 1975، وعاشوا مأساة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ، سيتعلمون كيف يتأقلمون ويتنظمون بكل شجاعة ضمن نموذج تنظيمي مثالي بالمقارنة مع غيرهم من اللاجئين في العالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ كانت النوات الأولى للإدارة الوطنية من فعل المؤتمر الرابع الذي انعقد في الفترة ما بين 25 و 30 أيلول/ سبتمبر 1978 تحت شعار: "كفاح مستمر لفرض الاستقلال الوطني والسلم".

تدارس المؤتمر الرابع الذي حمل اسم الشهيد سيدي حيذوك، جملة من النقاط والقضايا مثل: إعداد سياسة مناسبة هادفة إلى بناء وتقوية مؤسسات الدولة، توسيع رقعة الحرب لتشمل الجنوب والشرق المغربي، امتلاك زمام المبادرة العسكرية ميدانيا، تكثيف المعارك العسكرية وتنويع أساليبها، إفشال مخطط الدفاع المغربي الموريتاني المشترك وإحباط التدخل الفرنسي المباشر في الصحراء الغربية، ثم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد تغير النظام في موريتانيا في 12 يوليو/ تموز 1978، وشدد المؤتمر على ضرورة تحويل كل الصحراويين إلى جيش عالي التدريب والتنظيم من أجل تحقيق خيار استقلال الشعب الصحراوي وفرض سيادته على كامل ترابه الوطني.

كما ساهم المؤتمر الرابع في توظيف جزء من الجهد الوطني في المجال الديبلوماسي من اجل نقل القضية إلى الخط الأمامي على مستوى الهيئات الدولية وتحطيم الحصار الإعلامي الذي تضربه الدعاية المغربية مدعومة بآلة الإعلام الغربية تماشيا ومقتضيات الحرب الباردة، حيث كانت تقدم جبهة البوليساريو على أنها مجموعة من المرتزقة مأجورة من قبل الجزائر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ مؤتمر الشهيد البشير الصالح: خامس مؤتمر تعقده الجبهة، استمرت جلساته من 12 إلى 16 تشرين أول/ أكتوبر 1982 تحت شعار: "كل الوطن أو الشهادة"، وقد فتح المجال أمام العمل الاجتماعي الداخلي بعد الانتصارات التي حققتها الجبهة العسكرية.

رحب بتكثيف العمل العسكري، وبالعمليات العسكرية الكبيرة، وأشاد بحرب الاستنزاف وبالضغط النفسي المستمر على قوات العدو، ونوه بتوسيع رقعة الحرب حتى داخل التراب المغربي، تلك كانت التوجيهات الرئيسية لذلك المؤتمر التاريخي.

وعلى المستوى الديبلوماسي طبعت هذه المرحلة بمعركة انضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى منظمة الوحدة الإفريقية التي خاضتها الديبلوماسية الصحراوية بنجاح، مما انعكس بشكل إيجابي على المؤتمر. ثم بداية بروز فكرة الحل السلمي من خلال إجراء استفتاء لتقرير المصير على المستوى الدولي، الذي بدأ يتلمس حقيقة طبيعة النزاع ويكتشف ما يتعرض له شعب بكامله من محاولة للإبادة.
__________________
اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك