عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 27-05-2006, 11:32 AM
نبيل المغربي نبيل المغربي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 50
إفتراضي

وقد انعقد المؤتمر بالتزامن مع استمرار الهجمة الصحراوية على المستويين العسكري والديبلوماسي، لكنه قرر تخصيص جهد كبير من عمله للترقية الاجتماعية: كالتعليم والتربية والثقافة والصحة العمومية والرعاية الاجتماعية … الخ.

كما قام بتنقيح برنامج العمل الوطني وجعله ملائما مع متطلبات الظرف، بينما لم يشهد دستور الدولة أي تعديل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ انعقد المؤتمر السادس تحت شعار: "كل الوطن أو الشهادة" من 7 إلى 10 كانون الأول/ ديسمبر 1985، وحمل اسم الشهيد: محمد الأمين أبّ الشيخ. وقد جاء جازما في تأكيده لخط المؤتمر الذي سبقه، حيث أكد بشكل قاطع لا غبار عليه لكل الذين ينطلقون في تحاليلهم من رؤية تحالف المغرب مع أوروبا الغربية بهدف تسميم أو تحجيم الانتصارات الصحراوية التي كانت ثمنها الدم الغالي، أنه لا حل غير الاستقلال التام للشعب الصحراوي على كامل ترابه الوطني.

على المستوى الداخلي، اهتم المؤتمر بتطوير وترقية تسيير الإمكانية التنظيمية القليلة بالإضافة إلى تقوية وتجذير هياكل وبنيات التنظيمات الجماهيرية والشعبية.

أما على المستوى الديبلوماسي، فقد قررت الهيئة القيادة العليا للجبهة أن تحافظ على الضغط الدولي على المغرب، تثبيت وتقوية مكانة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في منظمة الوحدة الإفريقية، بالإضافة إلى الحصول على اعترافات ديبلوماسية أخرى بالدولة الصحراوية الفتية والبحث عن سبل تحديد شروط الحل السلمي للنزاع، انطلاقا من القرار الإفريقي: AHG 104 الذي تبنته الأمم المتحدة بعد ذلك ليشكل قاعدة مخطط التسوية الأممي (المنتظر تطبيقه ) مبدئيا في الصحراء الغربية.

انتهج الصحراويون استراتيجية جديدة في كفاحهم تجسدت في العمل في الهيئات الدولية بالتوازي مع مواصلة الكفاح المسلح، وعبر المؤتمر السادس عن رغبة وإرادة الصحراويين في التجاوب الإيجابي مع أي مبادرة سلام جدية في الصحراء الغربية، تنطلق من مبدأ حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير الذي شكل على الدوام حصان معركة الديبلوماسية الصحراوية بصفته حق كوني.

وعلى المستوى العسكري، قرر المؤتمر السادس مواصلة هجوم هواري بومدين مجبرا بذلك الجيش المغربي على بناء المزيد من الحيطان الرملية الدفاعية التي لم تكن اكثر جدوائية من سابقاتها أمام استمرار حرب الاستنزاف التي تشنها قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ اهتمت جلسات المؤتمر السابع الذي انعقد في الفترة الممتدة ما بين 28 نيسان/ إبريل و1 أيار/ مايو 1989 بتقوية البنى والهيئات التنظيمية للجبهة ومراجعة هيكلة الدولة.

وتوقف مؤتمر الشهيد سيدي عثمان سيدي أحمد عند دراسة حيطان الدفاع المغربية وقرر مواصلة حرب الاستنزاف التي أعطت نتائج جيدة.

وقد ثمن المؤتمر السابع المنعقد تحت شعار " كفاح والتحام من أجل الاستقلال الوطني والسلام"، الاهتمام الدولي المتزايد بإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية وهو ما جسدته المساعي الحميدة المشتركة لمنظمتي الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة، التي توجت بلقاء مراكش (كانون الثاني/ يناير 1989) بين ملك المغرب ووفد صحراوي رفيع المستوى.

اتساع دائرة التأييد للقضية الصحراوية خاصة في أوروبا بالإضافة إلى اعتراف أزيد من 70 دولة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. مما أعطى نوعا من الأمل منذ ذلك الوقت، حيث باتت مواقف الملك الحسن الثاني أكثر مطّاطية وتلوح في الأفق نهاية الحرب الباردة بعد بروز البريستروييكا في الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين الذي سيحدث بعد أشهر من انعقاد المؤتمر السابع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحت شعار "تجنيد كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصيرية" انعقد المؤتمر الثامن من 17 إلى 19 حزيران/ يونيو 1991، وهو مؤتمر استثنائي حمل اسم الشهيد بلاّهي الطالب عمر. أما أهم القضايا التي احتلت الصدارة في كل وثائق ومشاريع المؤتمر سواء في الخارج أو في الداخل فقد كانت هي: الاستفتاء والاستقلال.

استجابة لما تردد من صدى نهاية الحرب الباردة اتخذ المؤتمر الثامن استراتيجية تحسيس للرأي العالم الدولي وأعطى الأولوية لقيم السلام والتآخي والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي قيم لم يفتأ الشعب الصحراوي يطالب بها.

كما قرر الاستفادة من الثقافة الدولية الجديدة وأمر بتكييف تدريجي لكل مكونات النظام الصحراوي مع ذلك، ومراجعة الهياكل والتنظيم السياسي والإداري (الدستور، القانون الأساسي للجبهة، النظام الداخلي، المجلس الوطني، الهيئات القضائية… الخ).

وأفسحت اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي المجال للأمانة الوطنية للجبهة كهيئة ستصبح هي الهيئة العليا للجبهة بين مؤتمرين، وتركت البندقية المجال للعمل الدبلوماسي في الحلول محلها، فيما سيكون بعد ذلك معركة استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، الذي طالبت وتطالب به وبإلحاح، هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومجلس الأمن وكل المنتظم الدولي.

وأعلن وقف إطلاق النار في ظرف دولي وإقليمي مناسب وبدأت الأمم المتحدة خطوتها العملية الأولى في القيام بواجبها لوضع المخطط الأممي الإفريقي الشهير لحل لنزاع الصحراء الغربية محل التطبيق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ انعقد المؤتمر التاسع في ظرف عرف العالم خلاله تحولات كبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، نتيجة لغياب الاتحاد السوفييتي وسيطرة نظام القطب الواحد تحت القيادة الانفرادية للولايات المتحدة الأمريكية.

من 19 إلى 26 آب/ أغسطس 1995 انعقد المؤتمر التاسع مؤتمر الشهيد الشيخ بشير حمّادي المهدي، تحت شعار "الاستقلال، الاستقلال سلماً أو بالقتال"، وقرر مواصلة البحث عن حل سلمي للنزاع من خلال مخطط السلام الأممي الإفريقي الساري المفعول في الصحراء الغربية منذ أربع سنوات.

ورغم قلة مصداقية المخطط، ظلت جبهة البوليساريو تتمسك به من اجل كشف حقيقة المغرب أمام المجموعة الدولية، وإظهار ما يبيته الملك الحسن الثاني من سوء نية تجاه التعاون في البحث عن سلمي عادل ودائم للنزاع.

وعلى المستوى الداخلي، فقد تم إحياء دور المجلس الوطني (البرلمان الصحراوي)، من أجل التشريع وسن القوانين وكذلك ممارسة مهمة الرقابة على الجهاز التنفيذي.

وسيترتب على فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تعميم الانتخابات في جميع الهيئات والمؤسسات الصحراوية وأقلمتها مع الاقتراع السري المباشر.

كانت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تتهيأ منذ ذلك الوقت من خلال خلق وتقوية المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لنقلها إلى الصحراء الغربية بعد الاستقلال مباشرة، لأن هذا الأخير بات أفقاً قريبا حسب إجماع المراقبين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ عقدت الجبهة آخر مؤتمر لها في 26 آب/ أغسطس 1999 تحت شعار "كفاح والتحام لفرض الاستقلال والسلام". وهو مؤتمر الشهيد أحمد سالم محمد امبارك. وقد عقد المؤتمر في ظرف تميز بتقدم ملحوظ في تطبيق مخطط السلام في الصحراء الغربية.

على المستوى الجهوي انعقد المؤتمر في ظرف تميز بموت الحسن الثاني ملك المغرب، الذي كان قد جعل من الصحراء الغربية قضية شخصية، وسقوط ذلك البلد (المغرب) في أزمة اقتصادية ـ اجتماعية ذات بعد وتنازع داخلي، يصاحبه الأمل لدى كل شعوب المنطقة بأن "ملك الفقراء"، كما تسمى محمد السادس بعد تتويجه، سيقوم بتصحيح الكارثة الكبيرة التي سببها والده داخل بلاده وفي البلدان المجاورة، وهي آمال لم تتحقق بعد.

كما أن عودة الجزائر إلى الساحة الدولية بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة، واسترجاع هذا البلد الشقيق لأمنه واستقراره كان من العوامل التي شجعت الــ: 1400 مؤتمر الذين شاركوا في جلسات ذلك المؤتمر.

أما على المستوى الدولي، فقد قدر المؤتمرون أن الأمم المتحدة التي تعاني منذ ثمان سنوات من التكاليف المتزايدة لمساهمتها المباشرة في النزاع، لن تتمكن من الاستمرار في مواصلة لعب دور دركي على حساب مصداقيتها التي هي ضعيفة أصلا، لصالح نظام ملكي قديم ومتقادم تحاصره ديكتاتورية فعلية طال أمدها، ولا تولي أهمية لحقوق الإنسان أو للديمقراطية. لذلك قرر المؤتمرون إعطاء الوقت الكافي لتطبيق المخطط على المستوى الدولي، أما على المستوى الداخلي، فقد انصب اهتمام المؤتمرين على تحديد طبيعة ومميزات مؤسسات الدولة الصحراوية المستقبلية بعد الاستقلال.

وقد انكبت قرارات المؤتمر الأخير على طبيعة النظام السياسي الصحراوي، وعلى حقوق الإنسان، وعلى السياسة الاقتصادية، وعلى التوجهات الاجتماعية الثقافية.

وأكد المؤتمر تأييد الصحراويين لحرية التعبير، والتعددية الحزبية، واقتصاد السوق. وحدد ضرورة الرجوع إلى الاستفتاء الشعبي بالنسبة لسياسات الدفاع والشؤون الخارجية على المستويات الإقليمية والقارية والدولية.
__________________
اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك