[فارس ترجل]

ابو جاسم المصري

اخي..تحليلك سليم من أوجه عدة،و اوافقك الرأي انها عاهرة بكل المقاييس،و لكن علينا ان نتمهل عندما يتعلق الامر بالإغراق في الفكر المؤامراتي.

امريكا تكذب و تخفي خسائرها و تموه عن اهدافها و تدلس و تحيك المؤامرات نعم..لكن ليست بالضرورة تهيء المسرح عندما تقول انها تتعرض لتهديد حقيقي،فمنذ سقط البرجان و الامريكان يدورون حول انفسهم لا يدرون من اي إتجاه قد تأتي الضربة التالية.

حسن ألا نتلقى الاخبار على علاتها دون ان نحللها و نضعها في ميزان المنطق و الحقيقة.

و لكن الاسراف في تمجيد القوى الخفية و البعد المسرحي و إلصاقهما خلف كل حدث جلل و كأن اصحاب الايادي الخلفية التي تحرك السياسة العالمية هي من استخلفه الله في الارض هو خطأ فادح يعطيهم بالظبط ما يريدون منا ان نصدقه ..فاحذر اخي.

لاحظ معي:

اولاً:امريكا مرعوبة،ليس من شدة طغيانها و تفشي كراهيتها في العالم و فجورها فحسب بل ايضاً لأن عز من قائل اخبرنا انه جل و علا سيلقي في قلوب الذين كفروا الرعب.


ثانياً:القاعدة بعد احداث مدريد اثبتت انها على الساحة قوية و لم يفت في عضدها كل التدابير الامنية و تجميد الارصدة واعتقال "ثلث" قياداتها و لا ادري ماذا...و هي مصممة على ضرب امريكا لأنها ايديولوجياً و عملياً ستسقط إذا لم تفعل.. و الآن في هذا العام و ليس بعد ذلك،و الامريكان يعلمون ذلك جيداً و من هنا يأتي تخوفهم إزاء ابسط معلومة تصلهم في هذا الخصوص و يحيلونها للإعلام حتى إذا وقعت الضربة بدوا انهم يعلمون و قد حاولوا درء الخطر.


ثالثاً:عندما يقولوا انهم سبعة بينما لا يدرون اين و لا متى سيضربون فليس هذا عجيباً كما تتصور..و من يعرف كيف تعمل التنظيمات الجهادية يدرك ان الجهود الاستخبارتية الامريكية و حفلات الجنس الجماعي في غوانتنامو قادرة بالكاد على تحديد عدد خلية مناط بها تدبير هجوم داخل امريكا و ربما تمكنوا من معرفة أن اعضاء الخلية قد دخلوا عبر الحدود الكندية،وعادوا الى كمبيوتر المنفذ الحدودي و بمراجعة بسيطة تمكنوا من معرفة هوية المشتبه فيهم و لكن في وقت متأخر و بعد ان ضاعوا وسط الملايين.



اخي الكريم ابو جاسم

في نبرة موضوعك حرقة واضحة و لكن ابشرك ان ليس في الامر تهيئة للمسرح بل اشعر إن المسرح قد تهيأ بالفعل..و هذه المرة التهيئة إلهية.. و ستصعق امريكا قريباً بضربة تشلها تشبه لدغة عقرب غافلت أسد ضخم بغتة،بينما قواتها منتشرة و متفلطحة في شتى بقاع الاسلام و يدميها "الارهابيون" في اطرافها و هي تعوي و تتورط الى ما بعد الركب في مستنقعات بغداد و كابول و حتى الرياض،و النفط تشتعل اسعاره و اقتصادهم يترنح و نقمة شعبهم تزداد جراء وجه الاحتلال الغاشم الذي صار سافراً بعد ابوغريب و مآسي الفلوجة و اليمينيون عندهم في حالة صدام حقيقي مع ليبرالييهم،و رئيس جهاز استخباراتهم استقال لمدى فشله و العين على رامسفيلد و الانحلال بدأ ينخر بنيانهم،بينما ظلمهم و تجبرهم فاق كل حد،فهل حان وقت الانهيار الكبير؟؟


لا ادعي انني اعرف الاجابة..و لكن ثمة شواهد عديدة تؤكد ذلك و موضوعك من ضمنها..والايام بيننا.



تحياتي