عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-01-2007, 05:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي الشهيد الذي ظلمه من لا يعرفه

الشهيد الذي ظلمه من لا يعرفه

هناك من الأشخاص الذين لا تستطيع أن تجبر نفسك على احترامهم، كالأمين العام للأمم المتحدة الذي يخرج على استحياء ليأسف على مقتل المئات من الأطفال في فلسطين والعراق، ويخرج بصوت مجلجل وحازم عندما يطلب منه أن يعلق على جرح فاسق صهيوني أو ليبرر التدخل بدارفور أو غيرها ..

كما هناك العديد من الزعماء العرب الذين يعتقدون أنهم حكماء وواقعيين في صمتهم عما يجري في حق أمتهم، وأحدهم بالحقيقة كالطفل الذي يلهو بلعبة أعطاه إياها عشيق أمه ولقنه بعض ما يقول ..

وهناك أشخاص لا يستطيع المرء ، حتى وإن عودته وسائل الإعلام على النظر إليهم نظرة سوء، إلا أن يحترمهم ويكبرهم، سواء كانوا في لحظات قوتهم، أو لحظات غدر خصومهم ..

عندما تجد امرأة أمية عبرت سنوات عمرها الثمانين، في منطقة ليست قريبة جدا من العراق، الدموع تملأ عينيها و هي لم تقرأ في حياتها حرفا، وعندما تسألها عن سبب بكائها تتردد في البوح عما يجول في خاطرها لتقول: صدام .. انظر ما فعل به أبناء الحرام ..

وعندما تسمع عن (سنغاليين) يبيعون قمصان ملصقا عليها صورة صدام بخمسة أضعاف ما يباع مثيلها من القمصان دون صورة ..

وعندما تسمع ما قاله (جورج مارشيل) زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي الذي توفي قبل عدة سنوات بعد مقابلته للرئيس صدام حسين عدة مرات في أوائل التسعينات، عندما أسر له أنه بعد زيارة روسيا إثر محاولة الشيوعيين الانقلاب على (يلتسين) بقيادة ( رسلان حسباللاتوف) .. أنه رأى صور صدام حسين في بيوت الكوادر المتقدمة للحزب الشيوعي تعلو صور لينين .. لأن رمزيته في مقارعة الإمبريالية فاقت إدعاء القيادات المنبطحة من (جورباتشوف) وأمثاله.

وعندما يقر (شافيز) الرئيس الفنزويلي بأن الفضل في ثورة أمريكا اللاتينية ضد الإمبريالية يعود للمقاومة العراقية والرئيس صدام حسين ..

عند كل هذا لا يسع ـ حتى أعداءه ـ إلا أن ينظروا إليه نظرة احترام وإكبار. لكن حجم التضليل الذي مارسته أجهزة الإعلام الغربي طيلة العقود الذي تبوأ فيها سيد شهداء الأمة موقع القيادة، تسللت أكاذيبهم الى دواخل أبناء الأمة التي اختلطت فيها نظرات الإعجاب بما تم دسه وتلفيقه من أكاذيب مفبركة كلفت خزائن الأعداء أكثر مما كلفتهم حروبهم من أموال دفعت كرشاوى لكتاب وأجهزة إعلام وكررت وأعادت تلك الأكاذيب آلاف المرات حتى أصبحت تلك الأكاذيب وكأنها حقائق ومسلمات يبني من يطلع عليها موقفه غير الواضح ..

وبعد تزييف الدوافع التي غزا بها الأعداء العراق، وكيفوا الأهداف التي غزوا بها القطر العراقي يوما بعد يوم، وحلوا أجهزة الأمن وتعاونوا مع الصفويين والصهاينة في تكييف أهدافهم تباعا، فجاءت المحكمة المهزلة بقضاتها الذين لم يحقق منهم غل الأعداء بصنوفهم فتغير من تغير، وأحضر شهود قد لا يكونوا شهودا، وتم اغتيال المحامين واحدا بعد الآخر. فارتبكت نظرة من يراقب من أبناء الأمة تجاه ما يحدث. ورغم ظهور أصوات عربية متشفية ومعروف أسباب تشفيها، كان لزاما على كل من هاله ما يجري أن يقول ما يعرف، إنصافا لحق المواطن العربي أولا بمعرفة الحقيقة وإنصافا للتاريخ، أما الشهيد الرئيس، فلا حاجة لي ولأمثالي أن ينصفوه، فقد كان مثالا في كل لحظاته ليعبر عن نفسه.

يتبع
__________________
ابن حوران