عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26-09-2003, 12:15 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
إفتراضي البر حسن الخلق .. ومالك!



(البر حسن الخلق ) .. هذه قاعدة من قواعد البنيان الحضاري للأمة المتحضرة في العالم الإنساني .. وضعها نبي الإنسانية بوحي تلقاه عن أدب أدبه به خالق الكون اللطيف الخبير في رحاب مدرسة المعلم الأول رب العالمين (سبحانك اللهم خير معلم) للتلميذ الأكثر نجابة والمعلم الأكثر من فذ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. يضع قاعدة تنص على أن البر حسن الخلق والبر لفظ جامع لكل قول أو فعل يحبه الله تعالى ويرضاه .. والله طيب لايرضى إلا الطيب جميلا لايقر إلا الجمال , وفي مجتمعات تفشت فيها أوباء القبح والدمامة كمعظم المجتمعات الإنسانية المعاصرة بصفة عامة (إن الله اطلع على أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم ) ومجتمعنا المسلم بصفة خاصة لخصوصيته الأخلاقية عند رب العالمين وتحمله أمانة نشر الجمال التي أو كله بها ربا الجمال ومن خلال نظرة شاملة سريعة أو متأملة متفحصة يتضح لنا أن يبب التدهور الذي نعانيه والتخلف الذي نقبع فيه هو ترك اقتفاء سبل الجمال متمثلة في البر وعلى رأسه حسن الخلق , نعاني من انفصام يعانيه مثقفينا وحمال القلم من أبناء أمتنا بين متسيب متحرر راكض خلف كل ماهو مخالف لمجرد البريق المؤدي في نهايته إلى التلظي في الحريق , أو متشدد حجر على ملكة التدبر والتقصي والتجديد ومضى بعقل قد تحجر كأعتى الصخور وأعتم اعتاما شديدا فلا ينفذ نور لتأمل ولا بصيرة لتفكير , أو مدع جمع بين أخلاص من الرؤى والتصورات يدعي التدين ويحمل فيقرارة نفسه الفجور .
إن غياب الأخلاق في التعامل مع الله تعالى وشتى جوانب الحياة هو السبب الرئيسي في انحدار الأمة فكان نقض الوعود وتفشي الجحود وانتهاك الحدود ممن يحملون القلم ويبذرون التفكير , فإنى ليراع هذا حارثه أن يطيب حرثه أو أن تثمر غراسه , لاياسادتي ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب .. من يعمل سوء يجز به وأن ليس للإنسان إلا ماسعى!
يذكر المفكر الإسلامي الجزائري القدير مالك بن نبي في كتابه الرائع بين الرشاد والتيه : ( إن المجتمع الإسلامي يعاني منذ القرون الأخيرة , فتورا قد نسميه أزمة حياة فقدت أسباب التوتر والطموح . والعلاج لحالة كهذه , يقتضي ايدلوجية تعطي التوتر الضروري لمجتمع يقوم بانجاز مهمات كبرى , لأنها تخلق الفرد التواق , وهو عكس الفرد المائع الذي يركب مجتمعا ارتخت أوتاره . وهنا نقول أيضا , أن هذا العلاج سيبقى دون ماتقتضيه الحالة , إذ الأيدلوجية ليست سوى سهم يشير إلى هدف , ويحدد بعض الأتجاه ,, وهي بذلك تستطيع توجيه عمل الفرد وعمل الدولة وربما تتيح لهما الوصول إلى الهدف .. ومهما كان الهدف تحطيميا , أو كان التوجيه توجيهيا نحو انتحار أمة , فإن باستطاعة الايدلوجية أن تمنح المجتمع شروط انطلاقه وطموحه ؟
فالايدلوجية الهتلرية استطاعت أن تعطي الشعب الألماني توترا إلى حد درجة فاقت طاقة البشر , ولكننا نعلم من ناحية أخرى أية هاوية سحيقة ألقت به , فلو انتصرت الأيدلوجية الهتلرية في العالم ماذا كانت تصنع ؟
فقد كنا نعلم من خلال التصريحات أن هتلر يريد أن يفرض على العالم ألف عام من السلم الجرماني , أي ألف عام يرجع فيها الضمير العالمي إلى الوراء .
فالسياسة إذا تقتضي أكثر من ذلك . إذ لايكفي أن تحدد عمل الدولة في اتجاه معين , وأن يكون ثمة جهاز رقابة ضروري لمتابعة عمليات التنفيذ , وجهاز حماية للمواطن من اعتداء عمل الدولة نفسه عليه . كما لايكفي أن تمنح هذه السياسة التوتر الضروري للطاقات الاجتماعية لتبلغ الهدف المعين .
فبالإضافة إلى كل ماسبق , لابد أن يكون الهدف نفسه متطابقا مع التطور الطبيعي للأمة , ومع الظروف العامة التي تحيط بهذا التطور . وأن يكون فوق ذلك متطابقا مع مصير الإنسانية كلها .
فإذا كانت السياسة تفقد فعاليتها إذا انفصلت عن ضمير الأمة , فإنها لإذا انفصلت عن الضمير العالمي تضيف إلى العالم خطرا فوق الأخطار التي تهدده , فإذا نظرنا إلى القضية من الوجهة الأولى , أعني أعني وجهة انسجام السياسة مع تطور الأمة ومع الظروف المحيطة بتطورها , فإن القضية تطرح علينا منذ الخطوة الأولى مشكلة الثقافة .
أما إذا وسعنا هذا الإنسجام إلى مايقتضيه وضع عالمي , فإن التوسيع هذا لايزيدنا إلا تركيزا على النتيجة المستخلصة من نظرتنا الأولى .
فنابليون , لم يكن أثناء إقامته في موسكو , أي في أحلك أيامه , منكبا على خرائط تحركاته العسكرية فحسب , بل إنه انكب أيضا على إتمام القانون المدني الذي وضعه في بداية عهده وشغلته قضية أخرى كتنوير شوارع باريس . فهل كنا نتصور اهتماما كهذا لو فصلنا السياسة عن الثقافة ؟
إن صناعة السياسة تعني إلى حد كبير , تغيير الإطار في اتجاه ينمي تنمية متناغمة , عبقرية أمة , ومن هنا فصناعة السياسة تعني في آخر المطاف صناعة الثقافة ... إنتهى النقل عن المفكر مالك بن نبي )


وهنا اتفق تماما مع ماجاء به بن نبي إذ أن السياسة تنشأ عن الثقافة .. والثقافة هي حصيلة مايكتسبه الفرد من موروثات أخلاقيات المجتمع متمثله في قيمه وافرازاته الحضارية المعنوية والمادية وماانطبع منها جراء ذلك في جيناته الأخلاقية وممارساته السلوكية وهو ماحرص على غرسه المصطفى صلى الله عليه وسلم والرعيل الأول ممن آمن بمبدأ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق!..
ولذا فما مقت الله خلقا كالنفاق .. الذي يتصف صاحبه كما ورد في الحديث الشريف : " آيةُ المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعَدَ أخلف ، وإذا ائتُمِن خان " متفق عليه . (وفي رواية وإذا عاهد غدر , إذا خاصم فجر ) إن مانعانيه اليوم من انحدار بين الأمم وتلاعب منهم بنا وبكرامتنا ليس نتاج تداعي أمم البغي على أمة كريمة , ولكن تداعي أهل بغي على أفراد أمة وليس مجتمعات تحلوا بالنفاق وخلت نفوسهم من معاني الكرامة . أرى ذلك واضحا من خلال صفات بعض حمال أمانة القلم الذين يصفق لهم العامة دون وعي أو لمجرد الانبهار , فلا تثمر خطاباتهم الارتجالية ولا رؤاهم الانفعالية إلا الإبهار المفعل للتصفيق ! .. ثم خمود لجذوة كل هذا وكل مايتحصل عليه من أمثالهم هو بريق زائف يخصهم وترديد غبي لأسمائهم بين العامة دون حصاد يذكر ..لم؟ لانعدام بذور أخلاق البر ولاقحات الإحسان من مخصبات البر لحامل القضية وشاهر القلم , ولنتأمل بالمقابل غاندي ذلك الذي آمن بقضية وتمثل قيمها وأخلاقياتها وناضل لأجلها كيف حقق بقلمه وفكره مالم يحققه بعض أهل ملة التوحيد من حمال القلم في مجتمعاتنا المائعة !
إن تمييع الحق .. وصهر المباديء لإعادة صبها بغرض تشكيلها مع مايتوافق مع رغباتنا ومصالحنا هو أصل مشكلاتنا ... والأصل في حمل فكر والترويج لقضية هو اتباع قاعدة وضعها رب العالمين في كتابه المعجز المبين حين قال عز من قائل ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) .. في إشارة لتطابق المخبر والمظهر الفكري .. القول والعمل .. المعتقد والسلوك .. المصلحة الإنسانية المتمثلة في الرؤية الإلهية على المصلحة الذاتية لشهوة دنيوية زائلة ومجد آفل وجسد لجسد أمام رب العالمين لاشك ماثل.

خلاصة القول أن مانعانيه ماهو إلا نتيجة لمقدمات لخور لازمنا وفكر تردى في غياهب الجب , ومعتقدات في ظلمات لجة جسدت الذات وجعلت منها إلها وصار كل يجاهد مخلصا لذاته وصفاته بعيدا عن ذات الله وقضية الإنسانية التي كان من أجلها بعث الرسل ( وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل من بنى بيتاً، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية ـ ركن ـ فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللينة، وأنا خاتم النبيين )المتمثلة في التوحيد ودعوته العالمية إلى مكارم الأخلاق المؤدية لسيادة العدل , وإحقاق الرقي ونشر الجمال في ظل السلام



{ أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم]. ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)) رواه أبو داود، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)) رواه الترمذي وقال: (حديث حسن صحيح ). ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه)).. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ألا أخبركم بمن يَحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيِّن ليِّن سهل)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) رواه مسلم.


دمتم في بر !


[/poet]









[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="groove,7,blue" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" shadow(color=gray,direction=135) glow(color=royalblue,strength=5)"]


انظر لحال الدين في أوطاننا= أمسى طريدا بعد عيش أمان
وانظر لحمَّـال اليراع تباعدوا= عن نصرة الإسلام في إذعان
متخاذلين أمام عباد الدنا= بئس الحياة مخالف الديان
جعلوا اليراع وسيلة لتكسبٍ = وهو الكريم به ابتدا قرآني
إن اليراع فضيلة وهبت لنا= وهو الحبيب لربنا الرحمن
إقرأ بربك يامحمد داعيا= فالعلم فيض من رضا المنان
تبكي الحضارة ذلة حلت بنا = لتدني الأخلاق في الإنسانِ
سَلِـم البرايا من لسانٍ شاتمٍ = أو لاعنٍ فكلامه إيماني
سبحان ربي قد تدنى قدرنا = حين اعترضنا منهج الفرقان
قد كان في خلقٍ عظيمٍ يُـحتذى = صلى عليه الله في الأزمان
في سمته ووقاره هديٌ لنا = في علمه وحواره الرباني
نقل المعارف والهداية دونما = يوما يُـسيءُ لجاهلٍ متداني
مترفعا نحو السماء تقربا= لله في خلقٍ عظيم الشانِ
فسرت رسالته لتشمل عالما = لمس الكرامة رغم جهل بيانِ
لالم يكن عرب أولئك إنما = بشر سوي فطرة الرحمنِ
بالبر يرفع مجدنا ياإخوتي=تاريخ ذلك في ثرى البلدان
هذي بخاري والملايو مثلها= هدمت بيوت الشرك والأوثان
وبنت مساجد للصلاة تعبدا=لله توحيدا لطيب لسانِ


[/poet]
__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))
الرد مع إقتباس