عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 28-09-2003, 05:25 PM
ندى القلب ندى القلب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 68
إفتراضي





مرحبا معلمي

أسعد الله الصباح

قلت يارعاك الله ..



أعتقد أن فكرة النهضة إن لم تتغلغل في نفس كل فرد منا ولم يرها فكرة تخصه هو شخصياً وأنه هو بالذات مسؤول عنها وأنه لا يستطيع التواكل فيها وتركها إلى غيره،أقول: إذا لم يتغلغل هذا الشهور بالمسؤولية عميقاً في نفس وعقل كل فرد منا فاقرئي على مجتمعنا السلام.فالنهضة تتعلق بهذا الشعور

سيدي معنى النهضة معنى غائب عن إدراكنا ووسائل الفهم لدينا .. نحن مجتمع في جملته لايعي ولايتبع سبيل الرشاد ولكننا نسير وفق قاعدة بائدة حية في ضمائرنا أثبت الله فشلها في القيام بعمليات الإصلاح والارتقاء إلا وهي ( وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون) .. فقط اقتفاء لما كان من الآباء في الغي خاصة لا الرشاد .. فحين أبصر ردود الفعل الغاضبة في الشارع المسلم وخاصته من الشعراء والأدباء والخطباء .. أضرب يدا بيد وأردد بعد تنهيد .. قول ربنا تعالى ( ياحسرة على العباد ).. ياسيدي نشيد بمقاومتهم تارة ونبكي على دمائهم أخرى دون أن نتعنى بالنظر الثاقب المتأمل في أوضاعهم التي هي لاشك تمثل أوضاع مجتمعاتنا .. انظر لاترى إلا الثأر والتلويح بالقصاص الجسدي .. الفوري الناتج عن فورة وثورة الغضب .. لا الانتقام الفكري المنظم الخاضع للدراسة للتنكيل بهم على نور كما يريد ربنا انتصارا للدين والإنسانية .. يلوح أحدهم بالسلاح في وجه العدو .. وتبصره بالمقابل متنصلا عن صلاته فاحشا بذيء اللسان سبابا لعانا مؤذي لجيرانه خائنا للأمانة .. وماهذه الثورة التي يعيشها طلاب الثأر في كل بلاد المسلمين من الدول المعتدية أو الحكومات أحيانا إلا بدافع الثأر المتوارث عن الآباء لاغير .. وقد تحدثت في الحرم المكي مع عدد من هؤلاء من خلا ل نسائهم في أيام العشر الأخيرة فكن يجبنني باستنكار .. والله لايتركون الثأر.. !!

وكان حديثي معهم عن التنظيم الفكري والعمل الذهني بأسلوب حضاري يذهب في مهب الريح فقضية التربية على الأخلاق والعقيدة السليمة التي تقتضي سلامتها سلامة الخلق وحسن التدبر وجمال الإتباع تعد عندهم من الوهن والضعف .. رغم أن هذا هو هدي الأنبياء جميعا .. كانوا يناقشون الفكرة التي يؤمنون بها بأفضل الأساليب والقاعدة ( لاإكراه في الدين ) .. ( ولكم دينكم ولي دين )...يقول جودت سعيد في كتابه القيم مبدأ ابن آدم الأول أومشكلة العنف في العمل الإسلامي في قوله تعالى

(* وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد *
وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب * وقال رجل
مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات
من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله
لا يهدي من هو مسرف كذاب * يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا
من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما اريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد *

وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب) : ان مؤمن آل فرعون قد أو ضح أهداف موسى عليه السلام ودافع عنها واستطاع أن يؤكد للملأ المجتمعين أمام فرعون أن التهمة الموجهة لموسى لايجوز أن تكون تهمة! لأنها دعوة واضحة وأهداف سامية يدعو الناس إليها , ثم وضح هذه الأهداف بأنها انتقال من عبادة فرعون إلى عبادة الله .. فلو أن لموسى ذنبا غير قوله ربي الله لما دخل الرجل المؤمن ليدافع عنه .. ولو نظرنا في آية
( ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) ..

.




لوجدنا فيها معاني كثيرة منها أن فرعون لو استطاع أن يوجه تهمة القتل لموسى أو أستطاع أن يثبت عليه ذنبا آخر لما احتاج إلى رضا بطانته وموافقتها على تنفيذ حكم الاعدام بموسى ..وطالما أن موسى يبغي تغيير الأوضاع ففرعون لاينظر إليه بأنه يريد تغيير هذه الأوضاع , لأن فرعون لايجد في نظامه قوة تستطيع أن تواجه الأفكار التي تواجهها , وكذلك لا تستطيع مواجهة ضمائر الناس وعقولهم التي كادت أن تقنع بأفكار موسى الربانية تاركة نظام فرعون الفاسد وراء ظهرها .. إن الاحساس بقوة الحجة في نفوس الناس , هو الذي حمل فرعون ويحمل كل الذين يخافون على نظمهم في كل مكان وزمان من قوة الحجة أكثر من خوفهم من قوة السلاح , بل أنهم يتمنون أن يحاربهم الدعاة ليبطشوا بهم دون تردد.. إن على المؤمن الداعي تكوين الجو الصافي الذي يبعد عنه تهم اعدائه بأشياء لايؤمن بها ولايدعو بها , بحيث إذا أصروا على إدانته لايستطيعون أن يدينوه إلا بالفكرة التي ينادي بها ويعتز بأن يقتل من أجلها .. فحين يثبت المؤمن الداعي على مبدئه ويعرضه على الآخرين دون لبس أو غموض , يهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة , هذا ولأن العذاب الذي يلقاه من يعمل بطرية تبليغ الحق , يلقاه ليرجع عن عقيدته . لا لأنه يريد أن يفرضها على الآخرين بالقوة , بل كل من يتبنى هذه الطريقة لايلقى تبعتها على غيره , ولايحاول أن يتنصل منها أو أن يتبرأ من العمل الذي قام به . ولهذا لا يعذب لأنه يعترف بالأسلحة التي أخفاها ولا الخلايا التي يجتمع بها , ولا بالقادة الذين يصدرون الأوامر إليه .. فهو أمامهم أنه وحده , صحيح أنه وحده ولكنه أمة بالنسبة للمبدأ الذي يدافع عنه .. انتهى النقل عن جودت سعيد بتصرف )
‏‏{‏إن إبراهيم كان أمة قانتالله حنيفا ولم يك من المشركين‏}.

إن مسألة الانضباط الأخلاقي من كظم غيظ وحفظ لسان واستقامة معاملة وأمانة وصبر وحلم تقتضي الصبر والمصابرة على الأذى وحبس الانتقام

(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) ..


ونحن لانريد ذلك فالأنا بدواخلنا عظيمة والرغبة في الانتقام لذواتنا عارمة ومامن سبيل إلا بالتذرع بالدين لإطلاق كوامن الشر في النفس تحت شعارات مختلفة كمن يردد من كان في ثورتي لديني رجعية ليشهد التاريخ أني رجعي .. وماهذا هو هدي محمد بن عبدالله والأنبياء الأكرمين

إن الله تعالى في طول الكتاب وعرضه يثني على أولي الألباب ويشيد بهم ويشيد بمن تمثل من عباده بالنبي الأمة وكان أمة, حيث وصفه ربه بقوله


( إن إبراهيم لحليم أواه منيب) ..
الحلم كان أول صفاته والرجوع إلى الله للاستعانة بهديه والاسترشاد بتعاليمه للتبليغ عنه قانتا بين يديه .. سائرا وفق نهجه في تأمل مستمر وتدبر لاينقطع .. الاعتقاد ..هو ماينطبع في جينات فكر المسلم الحق وتتضح صفاته في صفات حواسه الأخلاقية .. فلا يصح اعتقاد بذيء, أو فاحش أو سباب أو لعان .. بدليل .. ( هي تؤذي جيرانها) ( ومن المفلس ؟) ..


معلمي وأستاذي الكريم صاحب الفضل الأول علي في تعليمي العروض والصبر على تدريسي .. سعدت بمداخلتك الثرية وأتساءل عن هذه المجلة فلم تمر علي من قبل أهي حديثة؟! وهل توزع في جميع المكتبات

دمت راقيا مؤمنا معلما طاهرا نقيا تقيا..وجزاك الله عني خيرا

تلميذتكم وأختكم
..

.










__________________
حمل البنادق والقنابل سهل ميسور لمن امتلك نفسا جبارة عظيمة بالله , قد استصغرا كل ماعدا الله , وما عادت ترى في غير الموت في سبيل الله غاية وأملا. لكن حمل الشهادات وبذل الجهود العظيمة في بحث علمي أو استقصاء أدبي هو المهمة الجسيمة التي تواجه أولئك الذين حبسوا في الأرض ولم يكتب الله لهم الشهادة في سبيله ولعله سبحانه ادخرهم ليكونوا من أهل الحياة في سبيله , الذين تقوم على كواهلهم دولة الإسلام وتتوقف على جهودهم حياة المسلمين كراما أعزة ..(يمان السباعي)






((( أنا لاأغتال الجمال , وأنتم أصل لكل جمال )))
الرد مع إقتباس