الموضوع: بلقيس..
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 05-09-2002, 05:30 PM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم..
أولا أشكر لك ترحيبك اخى محمد ب..أكرمك الله ..
وثانيا بالنسبة للحكمة وموازينها..
قد يكون الإنسان حكيما لكن بلا هداية..والعالم عرف كثيرا من الحكماء الوثنيين والملحدين أيضا..لكنى ربما أعتقد أن حكمتهم حكمة ناقصة..مادامت لم تأخذ بيدهم لله..فالحكيم الحق هو من يتفكر فى خلق الله وفى نفسه وماحوله حتى يصل للسبيل القويم والصراط المستقيم..خير مثال على ذلك هو أبو الأنبياء سينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام..فهاهو يقف وحيدا يتفكر فى خلق الله الواحد بعد الآخر..ويسأل نفسه..هل يصلح هذا أن يكون إلها..فيجيبه الشىء بالنقصان والأفول فينصرف لما بعده..كأنه يصعد سلماً درجة درجة حتى يصل لسمو العبودية..إن القرآن يحكى لنا هذا الموقف وكأنا معه وهو ساهر ساهد يبحث عن النور..عن أصل السبيل ..يحاول أن يمسك بطرف خيط من هنا وهناك لكن ما أن يمسك به حتى ينفلت منه..إلى أن هدى إلى الحقيقة..برحمة الرحمن ثم بحكمة العقل ..فأعطانا دروسا وعظات وهو بعد فتى لم يبلغ سن النضج..وها هم قومه يقولون(سمعنا فتى يقال له إبراهيم)..إذاً.. لم يكن شيخا صقلته التجارب..ولم يكن كهلاً حنكته الأيام..لكنه كان حكيما بمعنى الكلمة..
وكنت وأنا صغيرة أتعجب من سؤاله لله أن يريه كيف يحيى الموتى واستجابة الله له فى ذلك..وكنت اقول لنفسى كيف لنبى أن يسأل هذا..لكن عندما تقدمت فى العمر ورأيت بعض الذى لم أكن أراه..فهمت..فهمت أن هناك فرق بين اليقين..وعين اليقين..فأن ترى شيئا بعينى رأسك وسويداء قلبك ونور عقلك..أقوى ألف مرة من أن تؤمن به كشىء أخبرك الله به فآمنت لإيمانك بالله وثقتك فى كلماته..إن القلب لتعتريه رغما من حين لآخر طيوف شكوك..ووساوس شياطين..لكن عين اليقين تدمغ كل ظلمة وتزهق كل باطل فلا يصبح للشيطان على الإنسان سبيل..وهذا بالضبط هوما أراده سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وصدق سينا عمر بن الخطاب عندما قال لرجل جاء يسأله قائلاً:يا أمير المؤمنين كيف كنتم تصنعون الأوثان من العجوة ثم تأكلونها إذا جعتم؟؟ألم يكن لديكم عقل؟؟فقال له:يا أخى كان لدينا العقل لكن..لم يكن لدينا هداية..
اللهم اهدنا في من هديت..وتولنا فى من توليت وبارك لنا في ما أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت إنك لا تقضى ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولايعز من عاديت..تباركت ربنا وتعاليت..نستغفرك ونتوب إليك..
الرد مع إقتباس