الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #82  
قديم 04-09-2006, 03:24 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-364-

المبحث الأول

أطماع الرافضة في العراق
للعراق أهمية كبرى عند الرافضة بشكل عام وعند رافضة ايران بشكل أخص للأسباب التالية :

1_ تاريخ العراق متداخل مع تاريخ الفرس لأن الأكاسرة كانوا يعتقدون بأن العراق امتداد طبيعي لبلادهم ويرون أن العرب ضعاف أذلة لم يخلقهم الله إلا لخدمة الفرس .
ولهذا استخدم الأكاسرة عرب المناذرة كجند يحاربون بهم الغساسنة العرب في الشرق ، والقبائل العربية في جنوب العراق ، ومن ثم كانت موارد العراق الاقتصادية تصب في خزائن كسرى في المدائن .

2- يعتقد شيعة اليوم ان نسبة الشيعة في العراق أكثر من 70% ، ومع ذلك فهم محرومون في ظل البعث والأنظمة التي كانت قبل حزب البعث ( انظر لسياسة الكويتية 26/6/78 في لقاء لها مع الزعيم الشيعي آية الله كاظم شر يعتمداري ) .

وعلى شيعة العراق أن يتحرروا من القيادة السنية التي تتحكم بهم منذ عصور طويلة .

3_ في جنوب العراق المزارات والأماكن المقدسة الشيعية التي يشدون إليها الرحال من مختلف بلدان العالم الاسلامي ، كقبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النجف ، وقبر الحسين في كربلاء ( هكذا يزعمون أما قبر علي رضي الله عنه فليس ثابتا أنه في النجف

-365-

وكذلك قبر الحسين ليس ثابتا أنه في كربلاء ) . وهذا الادعاء يعطي هذه الأماكن قدسية عند جميع الشيعة لأن معظمهم يعتقد أن الحج إليها أفضل من الحج الى مكة المكرمة ، ولن يقر لهم قرار ما دامت هذه الأماكن غير خاضعة لسلطان الشيعة .

4_ اذا بقيت العراق خارج نفوذ ايران فستكون مصدر قلاقل واضطرابات لها لأن الأهواز جزء لا يتجزأ من العراق ، وستبقى العراق مركز قوة لأهل الأهواز .
كما أنه من الصعب ضبط أكراد ايران اذا كان أكراد العراق غير خاضعين لسيطرة ايران.
ومن ثم فحدود العراق واسعة جدا مع ايران ، وستبقى العراق عازلا يعزل أهل ايران عن اخوانهم النصيريين في بلاد الشام ، وعن اخوانهم الشيعة في جنوب لبنان _ جبل عامل _،
وفي سهل البقاع .

وأخيرا فالعراق قوة لا يستهان بها ومن الصعب جدا أن يسيطر الايرانيون على الخليج اذا كانت العراق معادية لهم بينما يعني سقوط العراق سقوط الخليج وشبه الجزيرة العربية ، والبلاد العربية كلها باستثناء مصر وبلاد المغرب العربي .

من أجل هذا كانت العراق مسرحا للمظاهرات والاضطرابات المسلحة بين الشيعة من جهة وبين الحكومات التي تعاقبت على العراق من جهة أخرى ،وما كان الشيعة في العراق ولا في غيرها دعاة الى تحكيم الاسلام وتحقيق وحدة المسلمين ، وإنما دعاة الى الطائفية ،

-366-

والى تجديد الخلافات واشعال نار الفتن ، وجل همهم أن يعود كسرى من جديد وقد ألبسوه ثوبا اسلاميا ليس له من الاسلام إلا الاسم .

وفي البيانات التي كانت توزع قبل نجاح ثورة الخميني اشارات واضحة الى معارضات الشيعة لجميع الأنظمة التي شهدتها العراق وقد نقلنا بعضها عند حديثنا عن أطماعهم في الخليج .

وفي 5/2/ 1977 استغل الشيعة ذكرى الأربعين فقاموا بمظاهرات وحوادث شغب ، وفي اليوم السادس عمت مظاهراتهم معظم المدن في جنوب العراق ، وطوقوا مخفرا للشرطة في ناحية الحيدرية ( محافظة النجف ) .

وأعلنت السلطة العراقية بأن حكام دمشق كانوا وراء هذه المظاهرات وأنهم _ أي حكام دمشق _ حاولوا تفجير عبوات ناسفة في صحن الامام الحسين .
ونتيجة لهذه الاضطربات تشكلت محكمة ثورية برئاسة الدكتور عزت مصطفى وزير البلديات ونيابة فليح حسين الجاسم وزير الدولة ، وأصدرت حكما بإعدام ثمانية متهمين ( ونفذ فيهم الحكم ) والسجن المؤبد لخمسة عشر متهما آخر ، ومن بين المحكومين نجل الزعيم الشيعي محمد الحكيم .

وقامت السلطة العراقية بطرد الدكتور عزت مصطفى ونائبه فليح حسين الجاسم من الحزب والحكومة بتهمة التخاذل والجبن في اصدار الحكم .
أما دور سورية النصيرية فلقد أعلنت السلطة رسميا عنه ، وأما دور ايران فصمتت عنه

-367-

لأنه ليس من مصلحتها تجديد خلافها مع الشاه بعد صلح الجزائر .
وإن كانت الصحف الموالية للعراق في ايران قد تحدثت عن دور ايران ، أما الوزيران : عزت مصطفى وفليح الجاسم فلا ندري إن كانوا شيعة أو موالين للنظام السوري أما القول بالتخاذل فلا يكفي .

ويبدو أن الأمر أكثر من مظاهرة واضطراب ، فلقد كان الشيعة يوزعون نشرات دورية في العراق والخليج تحت عنوان ( العراق الحر ، صوت الشعب المضطهد ) ، وفي هذه النشرات كانوا ينادون بالثورة على حكام بغداد ومن يقرأ هذه النشرات يعلم أنها شيعية من أول وهلة ، فهم اذا أرادوا وصف ظلم حكام بغداد شبهوهم بهارون الرشيد أو بحكام العصر الأموي ، و بعد حوادث النجف وكربلاء أسس الشيعة ما يسمى ب ( الجبهة الوطنية الاسلامية في العراق ) وأصدروا كتيبا تحت اسم ( برنامج الجبهة الوطنية ) في 22/2/1977 أي بعد الحوادث بأسبوعين ، والمشتركون بحوادث النجف كثر وقد تمكن كثير منهم من الهرب من العراق الى السعودية عن طريق عرعر ثم دخلوا الكويت فوجدوا عند شيعة الكويت السكن والعمل وكل أشكال المساعدة ، وتولى بعضهم ادارة وتنظيم شباب الشيعة في الكويت في الجامعة والثانويات وفي أنشطة المساجد والحسينيات ، كما أصبحت الكويت مركزا مهما من المراكز التي يعتمدون عليها في ادارة أنشطتهم في جنوب لبنان .

وبعد نجاح الثورة الايرانية كانت العراق في طليعة الدول التي اعترفت بالثورة ورحبت بها، وطالبت بعلاقات حسنة .. ولكن ثوار الخميني قابلوا اعتراف بغداد بالهجوم والتشنيع على حكام العراق ، وبدأت الصحف الايرانية في الدعوة الى الثورة واقامة حكومة المحرومين

-368-

( التعبير الذي أطلقه موسى الصدر على شيعة لبنان ) .
وتحرك شيعة العراق بعد نجاح ثورتهم في طهران ، فقادوا المظاهرات ، ووزعوا المنشورات ، وسبقتهم حكومة البعث فألقت القبض على عدد كبير منهم وكان من بينهم شابان قدما من الكويت لهذا الغرض ، ومن بينهما ابن الكاظمي وكيل سيارات ( المسيدس ) في الكويت ، وابن شقيق عبد المطلب الكاظمي وزير البترول السابق .

وقدم شيعة العراق خمينيا آخر وهو الكاتب المشهور محمد باقر الصدر ، قدموه على أنه آية من آيات الله ومجدد ومرجع اسلامي ، لكن السلطة العراقية سارعت الى اعتقاله وضربت بيد من حديد فانتهت الفوضى .

واذاعة طهران أو عبدان تذكرنا بأحمد سعيد وأسلوبه الغوغائي في صوت العرب ، لا بل عجز أحمد سعيد عن أفعالهم لأنهم أتقنوا التمثيل طوال التاريخ ، وأجادوا صناعة البكاء والنواح ، ففي كل يوم يبكون قتيلا لهم فيذكرهم هذا القتيل بالحسين رضي الله عنه الذي استدرجوه من مكة ثم فروا من حوله عندما تعرض للعدوان . إن اذاعاتهم مستنفرة اليوم تدعو شيعة العراق للثورة واسقاط الحكم القائم ، فمرة يندبون بأسلوب عراقي مؤثر ، ومرة يقولون الشعر ، ومرة يذكرون صداماتهم مع النظام ويتخلل ذلك ( موسيقى حربية).

إنهم يستعدون فعلا لمعركة مع النظام العراقي ، ويتهيأون لكل فرصة ليلتهموا بها العراق :
فالعراق وراء ثورة عرب الأهواز ، والعراق وراء ثورة الأكراد .

-369-

ونقلت وكالات الأنباء في 23/6/1979 تصريحا للجنرال سيف أمير رحيمي رئيس البوليس الحربي قال فيه :
إن ايران تحتاج الى شراء مزيد من الأسلحة المتطورة لمكافحة الغارات الجوية العراقية !! .

فها هو رئيس بوليسهم الحربي يعترف بأنهم يريدون سلاحا متطورا لمواجهة العراق وليس لمواجهة الاتحاد السوفياتي أو أمريكا أو للدفاع عن المسلمين في أفغانستان أو الفلبين أو أريتيريا أو لتحرير فلسطين كما يزعمون !! .

وسئل الدكتور مصطفى جمران وزير الدفاع عن سبب تشغيل القاعدة البحرية في ( خوار مشهر ) بالقرب من الحدود العراقية فأجاب :
( هناك تهديدات عسكرية لإيران من احدى الدول العربية ، والحكومة الايرانية أرادت أن تثبت أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها اذا تعرضت لأي هجوم عسكري خارجي أو اذا تعرضت لأي مؤامرة أجنبية"16" ) .

وليس صحيحا قول وزير الدفاع ورئيس البوليس الحربي أن ايران مهددة بخطر عراقي ، ليس صحيحا لأن العراق سارعت الى عقد صلح مع الشاه وتنازلت بموجبه عن جزء من أراضيها عند شط العرب ، وما كانت لتقدم على هذا الصلح لولا شعورها بالخطر والخوف ، وليس صحيحا لأن العراق سارعت الى الاعتراف بالثورة الايرانية ، وطالبت ثوار الخميني بفتح صفحة جديدة ، ولكن الخمينيين ردوا التحية بأسوأ


(16)الوكالات 2/10/1979 عن النهار اللبنانية .


-370-

منها ، والعراق أخيرا تعلم أن ايران هي التي تحرك شيعة العراق وتتلاعب بعواطفهم ، ونسبة الشيعة في العراق لا تقل عن النصف أو هي في هذه الحدود .

مؤامرة 1979 :
في الشهر الثامن من عام 1979 أعلنت الحكومة العراقية أنها اكتشفت مؤامرة للاطاحة بنظام البعث وحكومته في بغداد ، وأن شخصيات حزبية كبيرة كانت تتزعم هذه المؤامرات وهم :

1_ محى عبد الحسين المشهدي أمين سر مجلس قيادة الثورة ووزير سابق .
2_ عدنان حسين نائب رئيس الوزراء .
3_ محمد عايش وزير الصناعة ورئيس نقابات العمال في العراق .
4_ محمد محجوب وزير التربية والتعليم .
5_ غانم عبد الجليل وزير دولة .

ويضاف الى هذه الأسماء شخصيات أخرى في مستوى مدير جامعة وكبار ضباط وكلهم من قيادة حزب البعث الحاكم .

وجاء في بيان القيادة القطرية لحزب البعث العراقي ومجلس قيادة الثورة أن المتآمرين كانوا على صلات مع جهات خارجية رأت القيادة أنه ليس من المصلحة كشفها الآن ، لكنها تعمدت تسريب المعلومات الى الصحف الموالية لها خارج العراق وتبين من اعترافات المشهدي أن المؤامرة بدأت سنة 1975 وكان هدفها الاطاحة بالرئيس أحمد حسن البكر