عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 16-04-2007, 04:43 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الآن وبعد كل ما جرى لكم في غوانتانامو، كيف ستكون ردة فعلك عندما ترى أميركيا مارا في الشارع؟- العازمي: أظن أنني أقرب شخص يسكن بجانب الأميركان، فأنا أقطن بالدوحة، بجانب المعسكر الأميركي، وكنت أراهم قبل الأسر وبعد العودة، ومازالوا موجودين عندنا في المنطقة، وأنا أسكن في بيت في وسط المنطقة، وفي أطراف المنطقة البيوت التي على الشارع يسكن فيها الأميركان، ونراهم «رايحين رادين» ويأتون إلى المطعم القريب من بيتنا، ونراهم كل يوم وما عملنا شيئا، وهذا إن دل فإنما يدل على أن اعتقالنا طوال الأربع سنوات هذه كان ظلما بينا، والتهم التي كانوا يوجهنها لنا الأميركان بأننا قتلنا أميركان أو قاتلناهم أو نبحث عنهم لقتلهم، كلها تهم ظالمة وباطلة، فهاهم بجانب منازلنا لم نقتلهم ولم نتعرض لهم.
- الزامل: في كل يوم أرى أميركيا، وليس لي أي شأن به، وأعلم أن الأميركان هنا لا دخل لهم في الأميركان في غوانتانامو، وليسوا هم المحققين في غوانتانامو حتى أعتدي عليهم، ولو أنني أحمل حقدا على الأميركان، وعلى أقل الأحوال أحمل حقدا على المحققين الذين فعلوا ذلك، أما الأميركان الذين يسرحون ويمرحون هنا فلا دخل لي بهم، ولو كنت أريد عمل شيئا لاستغليت الفرصة منذ عودتي إلى اليوم، فالأميركان يوميا يسيرون في شوارعنا، ولكن أقولها من دون خوف من أحد أنا لا أحمل فكر الاعتداء على الأميركان وغيرهم، وليس كل أميركي له دخل بالآخر، مثل أحوالنا ككويتيين منا الملتزمون ومنا عوام الناس ومنا الليبراليون، واليساريون.
وهناك أميركان ينتهكون حقوق الإنسان، وهناك أميركان مع حقوق الإنسان، وهناك أميركان يرفضون أصلا دخول العراق.
وأهم أمر يشغلني الآن هو أن أعيد حياتي، فبعد غوانتانامو ضاع شملنا والدنيا تشتت من حولنا وقد لا أتمكن من الشرح لك، ولكن الواحد منا يحاول أن يستعيد حياته مرة أخرى، وينسى الذكريات الأليمة التي كانت في غوانتانامو، فما جرى خلال الأربع سنوات ليس بالأمر الهين، وخصوصا أنني متزوج جديد، ومقبل بإذن الله على ذرية جديدة، فأريد تغيير حياتي ونسيان الماضي كله.
- العجمي: إذا رأيت أميركيا يمشي في الشارع فإنني أتذكر قول الله تعالى « ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه».. فإذا كان هؤلاء سفهاء فلم أنظر إليهم، وقد أعزني الله بالإسلام، لا أنظر إلى من هو تحتي، وإنما أنظر إلى من في مستواي أو أعلى مني. لن أنظر إليهم أصلا بل سأعرض عن الجاهلين، فهم جهال بجعلهم لله ندا وولدا، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ونحن المسلمين مسالمين لا نتعرض لأحد، إلا إذا اعتدى علي بعرض أو شيء لا قدر الله فإنني سأعتدي عليه بمثل ما اعتدى علي « فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، ولكن مجرد مروره بالطريق لا يعني لي شيئا.
هل تودون إضافة شيء في ختام اللقاء؟- العجمي: حبيت أذكر أخونا الكبير وعمنا أبو فوزي جزاه الله خيرا، فالعمل الذي قام به جبار، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنه ويثيبه على هذا العمل العظيم الذي سعى له، حتى أن الأخوة جميعا في غوانتانامو يدعون له ويذكرونه باسمه بالخير، فهو قد ضحى بوقته وماله وجهده في سبيل هذه القضية، ونسأل الله أن يـتأسى أهل الكويت والناس جميعا بهذا الرجل، والعمل على فك أسرى غوانتانامو، فبيض الله وجهه وجزاه الله خيرا، وأسأله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
وأوصي الناس الذين اغتروا بالأميركان عبر وسائل الإعلام ألا يرون إخوانهم تنتهك أعراضهم ويقتلون في الأسر، ومع ذلك يقومون مع الأميركان على إخوانهم المسلمين، فأوصي إخواني بحديث «فكوا العاني» وحديث «من فك العاني فأنا ذلك العاني» فسيسأل جميع المسلمين عما يجري لإخوانهم في الأسر، نسأل الله أن يفرج عنا وعن جميع إخواننا، والله المستعان.
- الزامل: أشكر كل من كانت له مساعي واضحة لخروجنا من معتقل غوانتانامو وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والشكر موصل للحكومة الكويتية، وأخينا الكبير خالد العودة، وأهيب بالحكومة الكويتية وكل من يستطيع أن يعمل ولو القليل من أجل إخراج إخواننا الكويتيين الباقين من معتقل غوانتانامو، وألا ننسى باقي إخواننا هناك فيموت هذا الحدث، فأنا أناشد الحكومة الكويتية أن تكثر وتستمر – وهي مستمرة بالفعل – على إخراج إخواننا الأسرى في غوانتانامو بأسرع وقت.