عرض مشاركة مفردة
  #44  
قديم 26-05-2006, 02:38 PM
عصام الدين عصام الدين غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 332
إفتراضي

الغالية أوركيدا.
أرقى أنواع الظلم، هو ذاك الذي يحتاج الى كثير من الاجتهاد لتأكيد حدوثه.. أما رفعه فيحتاج الى اجتهاد ثوري.. اجتهاد يختلط فيه المؤمن و المنتهز.. تلك هي مشكلة كل من هو ثوري في عهد احتضن صدق الغضب و جمالية الرفض.
أما و نحن في هذا الزمن الراكد لا يملك أن يكون الاجتهاد الا مأوى و وكرا لكل متطفل على آمال و أماني و أحلام الانسان.. و إلا ما المعنى أن يكون الظلم فسحة للتعبد و متعة تدين !!.

و أعلم أنني ما اسميته ظلما راقيا إلا لأنه استطاع أن يكون موضوع اجتهاد وفقه واختلاف.
آه كم يحلوا لهم أن يخبرونا بأن آليات الظلم أخطر من الظلم.. إنه الغباء و الانحطاط عندما يصبح فصيحا.. لكن لن تتلعثم الحقيقة في هذا الزمن الرث !

أَوَ قدر المرأة أن تكون بين رهانين : واحد للوصاية والتحجر والتبني وآخر للاستغلال و التجني !!

شيء يذكرني بما قاله شاعر وهو يحب ويعشق زوجته "دعد" و بكل ثورية نضالية قال :

أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فيا ليت من يهيم بها بعدي

هنا أوقفه شاعر يحرس المرأة والكلمات كذلك، و قال له هلا قلت :

أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فلا صلحت لذي خلة بعدي

أعرف أنه صعب أن نقيم بين الموقفين خيارا. لكنني كنت أود و ما زلت، أن يكون الاختلاف أو الاجتهاد بهذا الحجم!! إذ الشعراء أجمل من يختلف في الشأن الإنساني.
و أراني في غنى عن سرد كثير مما قاله أسياد الاختلاف !

لكن الذي يرعبني هو أن أجد أن صناع الظلم وكل هذا الانحطاط، هم أول من يدعي استعجال رفعه.. ونرى كيف أن من يهين المرأة لا يخجل من أن يحدثنا عن تكريم الاسلام لها..
و الأصل أنهم يريدون تنقيح هذا الظلم كي يضيفوه إلى باقي اجتهادهم وتدينهم!

و "دعد" رائعة حين تكون أزمة الشعراء و اختلاف الطيبين !!

أفهم أن تكون رياح الديمقراطية وحقوق الإنسان وحديث حقوق المرأة مشوبة برعب الذين يستغلوننا، لكن يصعب أن أصمت حينما يزج بالمرأة في دوامة هي بريئة منها و بريئة أكثر ممن اجتهد ..
أعرف أن المرأة ستظل تراود جبن الرجال و اجتهاداتهم البليدة للاستحواذ على عمر الامنيات ..
و كم ستظلين أكبر من كلامهم يا سيدتي و أفقه من اجتهادهم.

لعلك تقولين الان :
متى يفهمون.. متى يجتهدون كيف يعفوننا من اختلاف تفاهاتهم..

يبقى فقط أن أقول : إن المحب للمرأة لا يملك و لا يحتاج دروسا و لا فقها..

و "دعد" تعرف من تـحــب و مــن يـحـــب...

تحياتي.
__________________
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
الرد مع إقتباس