عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 06-02-2004, 08:54 AM
Bilal Nabil Bilal Nabil غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 776
إفتراضي

مقتطفات من مقال في صحيفة السفير اللبنانية


السفير (الخميس، 24 أيار 2001)


حسن السبع


تفجير مقر القيادة في صور

في 11/11/1982 سجل التحول الكبير في عمليات رجال المقاومة ضد تجمعات العدو الاسرائيلي: بدء العمليات الاستشهادية.

ففي صبيحة ذلك اليوم، قاد فتى من دير “قانون النهر” يدعى أحمد قصير ولقبه “حيدر” سيارة مرسيدس مفخخة بأكثر من مئتي كيلوغرام من المواد المتفجرة واقتحم بها مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي لمنطقة صور، وللحظات.. لم يصدق كثيرون ما سمعوا، ولكن التفاصيل بدأت تتوالى، “لقد دمر المبنى المؤلف من 8 طوابق على من فيه”، قال أوري أور قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال واضاف “لقد كانت الصدمة الأولى والصدمة الأقوى للجيش الاسرائيلي في لبنان”.

المحصلة النهائية للعملية البطولية كانت 74 قتيلا و27 مفقودا وفق ما اعترف به الناطق العسكري الاسرائيلي، وظل اسم منفذ العملية مجهولا حتى 19 أيار 1985 عندما أعلنت المقاومة الاسلامية اسم أحمد قصير المنفذ للعملية الاستشهادية الأولى.

استمرت عمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي بشكل يومي وسجل بين الشهر الاول من عام 1983 والشهر السادس منه تنفيذ 53 هجوما من بينها هجوم على أوتوبيس عسكري في عرمون أوقع 18 عسكريا اسرائيليا أصيبوا بجروح، كما سجل خلال هذه الفترة تفجير ملالة اسرائيلية بجنودها الخمسة في غاليري سمعان مما أدى الى مقتل 3 جنود وإصابة جنديين بجروح.

وبعد عام على تنفيذ الاستشهادي أحمد قصير عمليته ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في منطقة صور وانتقال القيادة الى مكان آخر، هاجم استشهادي (4/11/1983) بواسطة سيارة “بيك آب” مقر المخابرات الاسرائيلية في صور، وقد حاول الحراس الاسرائيليون ايقافه لكنه لم يمتثل واندفع بها متجاوزا الحاجز وثلاثة سواتر ترابية قبل أن تستقر أمام المبنى وتنفجر.

اعترفت اسرائيل بمقتل 29 من جنودها في العملية الاستشهادية الثانية منذ دخولها عام 1982 الى لبنان، وفي بيان وزعته “منظمة الجهاد الاسلامي” أعلنت مسؤوليتها عن العملية، وهذه المنظمة سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الاميركية في نيسان 1983 فضلا عن تفجير مقري قيادة المارينز (تشرين الاول 1983) وفرقة المظليين الفرنسيين.

في 18/1/1984 كانت ساحة مدينة صيدا مسرحا لعملية بطولية نفذها فتى في الرابعة عشرة من عمره ويدعى نزيه القبرصلي الذي تصدى لدورية اسرائيلية أمام الجامع العمري وأمطرها بنيران رشاشه على مرأى من العشرات فقتل على الفور أحد الجنود وجرح ثلاثة آخرون قبل أن يستشهد ليسجل اسمه أحد رموز المقاومة الوطنية اللبنانية.

في 16/6/1984 كان الفتى بلال فحص قد اختار مكانا ضيقا قرب جدار لأحد بساتين الحمضيات في بلدة الزهراني كمينا بسيارته المرسيدس لقافلة من جيش الاحتلال... انتظر بلال وصول القافلة، وعندما اقتربت منه أدار محرك سيارته واتجه بها بسرعة الى ملالة من طراز M. 311 وكان الانفجار قويا وصل صداه الى منطقة صور.

اعترفت قيادة العدو بالعملية وقالت إن 11 جنديا أصيبوا بجروح، وفيما أعلنت “جبهة المقاومة الوطنية” مسؤوليتها عن العملية، وزعت حركة “أمل” نبذة عن الشهيد ونص الوصية التي سلمها الى رئيسها نبيه بري.


1985: عام العمليات الاستشهادية

عام 1985 سجل تصاعد العمليات الاستشهادية كما نفذت خلال هذا العام عمليات نوعية بانضمام قوى حزبية الى المقاومة بشكل علني بعد أن كانت طوال الفترة الماضية تعمل بصورة سرية وفاعلة (حزب الله).

يوم 5/2/1985 خرج الشاب حسن قصير من مؤسسة جبل عامل المهنية بعد أن شارك بامتحانات الرياضيات ولم يكن في علم أحد الى أي اتجاه مضى.. فجأة دوى صوت انفجار ضخم... وتوالت الأخبار عن أن الشاب حسن قصير اقتحم بسيارته قافلة كبيرة من القوات الاسرائيلية المنسحبة من منطقتي صيدا والزهراني، وذكرت معلومات أن 22 جنديا اسرائيليا أصيبوا بجروح بعضها خطرة... وأعلنت حركة “أمل” مسؤوليتها عن العملية “التي نفذها أحد تلامذة القائد محمد سعد”.

في 10/3/1985، عملية بطولية جريئة، وهذه المرة في جنوب الجنوب، وعلى مقربة من الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، شاب يقود سيارة مفخخة ويتفجر في قافلة اسرائيلية قرب مستعمرة المطلة، وتأتي نتائج العملية واختيار مكانها كالصاعقة داخل الكيان الاسرائيلي.

اعترف الناطق العسكري الاسرائيلي بسقوط 12 جنديا وجرح 14، أما في بيروت فقد وزعت المقاومة الاسلامية بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية وان أحد مجاهديها أبو زينب نفذها انتقاما للدماء الزكية التي سالت في مجزرتي معركة وبئر العبد.

هذه العملية أثارت ردود فعل واسعة داخل الكيان الصهيوني وأطلقت حملة واسعة للمطالبة بالانسحاب من لبنان.

يوسي شابيرا وزير الاستيعاب قال: “يجب أن نثبت أقدامنا وان نقاتل والا فسيتبعونا الى ما وراء الحدود”، بينما دعا أبا إيبان الى “انسحاب سريع جدا من لبنان لتدارك الموقف” وهو ما أيده أفنون روبنشاين وزير الاتصالات وعايزرا وايزمن.

على أن الموقف الأكثر تعبيرا عن حالة الهلع داخل الدولة العبرية هو ما عبر عنه اسحاق رابين بقوله: “إننا نواجه موقفا صعبا لأنه يجب علينا أن نتصدى للارهابيين الذين لا يتورعون عن استخدام أجسادهم كقنابل ناسفة”.


سناء محيدلي: عروس الجنوب


في 9/4/1985 نفذت الفتاة سناء محيدلي من الحزب القومي السوري العملية الاستشهادية الأولى التي تنفذها فتاة لبنانية عربية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي.

كانت سناء تقود سيارة بيجو عند بوابة باتر التي أقامها جيش الاحتلال وبعد عبورها الحاجز الأول اتجهت سناء بسيارتها المفخخة نحو قافلة عسكرية تتحرك في المنطقة.

الناطق العسكري الاسرائيلي اعترف بالعملية وقال: “إن ضابطين من الجيش الاسرائيلي قتلا وان جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة”..

وهكذا لم يكن يمر أسبوع على تنفيذ عملية انتحارية حتى كانت المناطق المحتلة تشهد عملية مماثلة. وسنكتفي في هذه العجالة بذكر أسماء أبطال هذه العمليات وأماكن تنفيذها:
الشهيد مالك وهبي (نسر البقاع) جسر القاسمية 20/4/1985.
الشهيدة وفاء نور الدين (شهيدة النبطية) 9/5/1985.
الشهيدة ابتسام حرب (فتاة الجبل) رأس البياضة 9/7/1985.
الشهيد خالد أزرق الزامرية 9/7/1985.
الشهيد هشام عباس كفرتبنيت 15/7/1985.
الشهيد علي غازي طالب أرنون 31/7/1985.
الشهيد جمال ساطي حاصبيا 6/8/1985.
الشهيد عبد الله عبد القادر بيت ياحون 15/8/1985.
الشهيد مناع قطايا ريمات/ جزين 28/8/1985.
الشهيد عصام عبد الساتر كفرحونة 3/9/1985.
الشهيدة مريم خير الدين حاصبيا 12/9/1985.
الشهيد علي طلبة حسن رأس البياضة 18/9/1985.

وفي شهر تشرين الأول من العام 1985 نفذ أربعة أبطال من الحزب الشيوعي اللبناني هجوما اقتحاميا ضد مبنى إذاعة “صوت الأمل” الناطقة باسم ميليشيات أنطوان لحد فدمروه وخاضوا معارك واسعة مع حراسه قبل أن يستشهدوا وهم: الياس حرب، ميشال صليبا، حسام حجازي وناصر خرفان، وفي الشهر نفسه نفذ الشاب أحمد جمعة عملية استشهادية ضد حاجز العملاء في بلدة ريمات جزين.


1987: عام المواجهات

وفي هجوم نوعي للمقاومة منذ انطلاقتها صيف 1982 أسرت احدى مجموعاتها جنديين اسرائيليين (17/2/1986) في مكمن نصبته لسيارة كانت تنقلهما قرب بيت ياحون داخل الحزام الأمني، وقد أعلنت “المقاومة الاسلامية” مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي قتل فيه أيضا جنديان من الجيش الجنوبي المتعامل.

وفي اطار العمليات النوعية أيضا نفذت (11/7/1986) مجموعة مشتركة من الحزب السوري القومي الاجتماعي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية مشتركة استهدفت مستعمرة نهاريا وانتهت باشتباك مع قوات الاحتلال في رأس الناقورة وأسفرت العملية باعتراف الاسرائيليين عن مقتل جنديين واصابة تسعة آخرين كما استشهد أفراد المجموعة الاربعة.

وبعد أيام من هذه العملية نفذت القومية السورية نورما أبي حسان من أيطو زغرتا عملية استشهادية ضد مركز مشترك للمخابرات الاسرائيلية وميليشيات أنطوان لحد في ساحة جزين.

في 18/9/1986 نفذت المقاومة الاسلامية واحدة من أهم العمليات عندما سيطرت لمدة ست ساعات على موقعين حصينين لميليشيات أنطوان لحد في جبل الريحان بعد معارك مواجهة عنيفة استخدمت فيها الاسلحة الفردية والقنابل اليدوية وتحولت الى اشتباكات بالسلاح الأبيض في بعض مراحلها، وقد أعلنت المقاومة أن رجالها أبادوا عناصر المواقع واعترفت اذاعة الميليشيات المتعاملة ب 11 قتيلا و24 جريحا.

وفي مواجهة بطولية سيطر رجال المقاومة الاسلامية (2/1/1987) على موقعين لميليشيات أنطوان لحد في تلال برعشيت وبيت ياحون، وأسفر عن استشهاد مقاومين ومقتل العديد من عناصر الميليشيات (اعترفت اسرائيل بستة منهم) وتدمير ثلاث آليات وغنمت المقاومة اسلحة وذخائر وملالة من نوع “ام 113” نقلوها الى بلدة دير قانون النهر.

في اليوم ذاته كانت مجموعات من حركة “أمل” تخوض مواجهة مع مواقع الاحتلال والميليشيات في جبل صافي اعترف الجيش الاسرائيلي بقتيلين و3 جرحى من ميليشيات لحد.

ومثل هذه المواجهات البطولية ظهر واضحا انها اصبحت في صلب استراتيجية المقاومة في خطة تبدأ اولا في ضرب الجدار الذي يختبئ وراءه الاحتلال وهو جيش العميل انطوان لحد، ومن ثم زرع الرعب في عناصر جيشه.

ففي (18/4/1987) خاض اكثر من 250 مقاتلا من رجال “المقاومة الاسلامية” مجابهات عنيفة مع قوات الاحتلال وميليشيات لحد في موقعي الشومرية وعلمان وصفتها المقاومة بأنها واحدة من اكبر الهجمات ضد القوات الاسرائيلية، وادت الى سيطرة المقاومين على الموقعين، فترة من الوقت، وقتل عشرة اسرائيليين واربعة عناصر لحدية. في حين استشهد للمقاومة في هذه المواجهات 19 شهيداً.

وفي 30/5/1987 شنت “المقاومة الاسلامية” هجوما واسعا على قوات الاحتلال وميليشيات لحد، وتمكن مئات المقاتلين من السيطرة على اربعة مواقع معادية في تلال جبل صافي ومنطقة جزين وقصفوا بالصواريخ اثني عشر موقعاً آخر، وقد اسفرت العملية التي اطلقت عليها تسمية “عملية بدر الكبرى” عن تدمير المواقع بما فيها من بطاريات مدفعية وآليات وسيارات وغنم المقاومون آلية مدرعة نصف مجنزرة واسلحة وذخائر نقلوها الى المناطق المحررة، فيما سقط من القوى المعادية احد عشر قتيلاً لحدياً وستة وعشرون جريحاً اعترفت اسرائيل بستة جنود اسرائيليين من بينهم.

على جبهة اخرى نفذ رجال “المقاومة الوطنية اللبنانية” مجموعة الشهيد الشيوعي جمال ساطي مجابهة ضارية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة حاصبيا دامت 15 ساعة واعتبرت الاعنف والاوسع في القطاع الشرقي منذ الانسحاب الاسرائيلي الجزئي من شمالي حاصبيا صيف 1985، وقد اعترفت اسرائيل بسقوط ثلاثة قتلى، بينهم ضابطان وجرح اربعة آخرين.

وفي عملية جريئة نفذتها عناصر فلسطينية بواسطة طائرات شراعية داخل مستعمرة كريات شمونة (25/11/1987) قتل ستة جنود من الجيش الاسرائيلي وجرح ثمانية آخرون، وقد جاءت هذه العملية في وقت عمد فيه مسؤولو الحكومة والجيش الاسرائيليين الى تكثيف جولاتهم في الشريط المحتل لرفع معنويات عملائهم بعد الضربات والمواجهات المتلاحقة من قوات المقاومة.

إشارة هنا الى تقرير نشر بداية العام 1988 عن حصيلة عمليات المقاومة وجاء فيه ان 683 عملية ضد قوات الاحتلال وقوات العميل لحد ادت الى 328 اصابة في صفوفها وتوزعت الاصابات على الشكل الآتي: 24 قتيلا و87 جريحا من جيش الاحتلال و64 قتيلا و265 جريحا في صفوف جيش لحد، وسقط للمقاومة 115 شهيدا و89 جريحا.
__________________
من قسوة الاصداف..من ظلمتها....
تنبلج الدرة.....
من رحم الهجير ...يولد الندى....
وفي انتهاء الصوت ...يبدا الصدى....
لك الحياة في الردى...
لك الحياة في الردى...
ايتها الزهرة..
ايتها الفكرة..
ايتها الارض التي تؤمن دوما انها حرة...
احمد مطر