عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 06-02-2004, 10:40 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي

الأخ المحترم بلال
الحقيقة قرأت ما جهدت في جمعه فأحسست بالأسف لاضطرارك أن تجمع أدلة على أن الشمس تطلع في النهار وأن أيام الأسبوع سبعة وأن واحداً زائداً واحداً مجموعهما اثنان وأن الكل أكبر من الجزء إلى آخره.
ما جرى في لبنان يعرفه القاصي والداني فإياك أن تنزل بمستوى معارفك وعقلك النير إلى مستوى المعتوهين فتحاول أن تبرهن لهم على البدهيات.
هؤلاء قوم إن تأتهم بكل آية لا يؤمنون. قوم معتوهون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة!
وليس يصح في الأذهان شيء...إذا احتاج النهار إلى دليل!
ذوو العقول النيرة من أمثالك عليهم أن يشغلوا أنفسهم بما هو بحق أهم.
ألا وهو لم شمل هذه الأمة المكلومة وتوصيلها إلى حال تتفق فيه على مشروع ينتشلها مما هي فيه ويرد كيد من يريد تفتيتها إلى نحره.
هناك مسألة أتمنى أن لا تفوتك!
القضية الفلسطينية ومخاطر الحركة الصهيونية الوجودية على كل المنطقة وبالتالي الأهمية القصوى لمواجهتها والمعنى الفائق الأهمية لهذه المواجهة كل هذا من مجهولات قسم لا بأس به من شعبنا العربي في غير بلدان الطوق التي هي بلاد الشام ومصر.
وهذا بسبب طبيعة المرحلة السابقة التي شهدت استقطاباً بين بلاد الطوق المواجهة للكيان والبلاد الأخرى التي كانت بسبب عدائها للنظام الناصري قد اصطفت كلياً في الخانة الأمريكية.
من هنا أخذت فلسطين مكاناً ثانوياً في الإعلام في تلك البلاد وركزت الأنظار على كل قضايا المسلمين في العالم مهما بعدت جغرافياً ونسيت القدس!
هذا يخص الحكومات طبعاً لا الشعب.وقد بدأت حقبة جديدة في الوعي مع الانتفاضة الأولى وانتبه الناس في دول الخليج وغيرها إلى وجود المأساة الفلسطينية وبدؤوا يتلمسون الطبيعة السرطانية الخطيرة للكيان الصهيوني لأول مرة غير أنك تجد الآن آثار المرحلة الطويلة السابقة التي كانوا يذكرون فيها مسلمي المعمورة جميعاً إلا فلسطين بل ربما ذكروا قضية مسلمي نيبال ولم يذكروا قضية فلسطين! وحرفت الأنظار عن مركزية المسألة الفلسطينية طويلاًً في كافة الأـقطار الخليجية ربما باستثناء الكويت والبحرين حيث وجدت دوماًً مجموعات مسيسة وثيقة الصلة بالنضال المركزي في الساحة الفلسطينية..
فمن هنا لا تعجب إذا كان معنى تاريخ حزب الله قابلاًً للإنكار عند هؤلاء فهم تاريخياً ليس عندهم أي معلومات تذكر عما يجري في لبنان أو فلسطين أو سوريا أو الأردن أو مصر فقد حجبت تلك البلاد وراء ستار حديدي حقاً وفعلاً على كل ما فيه من أناس طيبين فيهم كل نية حسنة وكل صدق في انتمائهم العقدي والوطني.
ولك أن ترى أن المقابل صحيح أيضاً فالحكومات التي كانت تسمي نفسها "حكومات تقدمية" فعلت العكس فحجبت مواطنيها كلياً عن الجو الفكري والسياسي والديني في بلاد الخليج والسعودية!
إن هذه الحالة علينا أن ننهيها فالكل أهلنا أكانوا هنا أم هناك وهؤلاء المعتوهون الذين تراهم هنا يؤججون نار الفتن الطائفية ويتهجمون على تاريخ حافل بالشهداء والجرحى والمأسورين والأرامل والثكالى والأرض المحروقة لا يمثلون خير ما في ناس تلك البلاد بل يمثلون أسوأ ما فيها ولا يمثلون مستقبلها بل يمثلون ماضيها.
وحتى في هذه الخيمة انظر فستجد الفرق بين أناس من مستويات وعي مختلفة وسترى أن الأمور تتغير في كل أرجاء الوطن فكما تتغير عندكم في فلسطين هي تتغير في السعودية وكما أن عندهم معتوهين ستجد قوماً يفكرون بعقولهم.