عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 13-02-2004, 06:47 AM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي 11 - إلى نقفور كلب الروم

11 - إلى نقفور كلب الروم

لما تولى نقفور حكم الروم سنة 178 هـ بعد خلع إمبراطورتهم إيريني وبعد أن
استوثق لنفسه كتب إلى هارون الرشيد كتابا يهدده ويتوعده ويقول فيه :

( من نقفور ملك الروم إلى
هارون ملك العرب أما بعد
فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق
فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أضعافها إليها ، لكن ذلك ضعف
النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من أموالها ، وافتد
نفسك بما تقع به المصادرة لك ، وإلا فالسيف بيننا )


فلما قرأ الرشيد الكتاب استفزه الغضب ، حتى لم يقدر أحد أن ينظر إليه
دون أن يخاطبه وتفرق جلساؤه ، ثم دعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر الكتاب

( بسم الله الرحمن الرحيم
من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم
لقد قرأت كتابك ياابن الكافرة ، والجواب ماتراه دون ماتسمعه والسلام )


ثم سار من يومه حتى نزل على هرقلة ففتح وغنم وأحرق وخرب فسأله نقفور المصالحة
على خراج يحمله كل سنة ، فأجابه إلى ذلك .

فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض نقفور العهد ، وكان البرد شديدا ، فأمن
رجعة الرشيد إليه ، فلما جاء الخبر بنقضه ما جسر أحد على إخبار الرشيد
فاحتيل له بشاعر من أهل جنده وهو أبو محمد عبدالله بن يوسف وقيل هو الحجاج بن
يوسف التيمي فقال أبياتا منها :

نقض الذي أعطيته نقفورُ
وعليه دائرة البوار تدورُ
أبشر أمير المؤمنين فإنه
غنمٌ أتاك به الإله كبيرُ


...إلىى آخر الأبيات

فلما فرغ من إنشاده قال الرشيد : أو قد فعل نقفور ذلك !
وعلم أن الوزراء قد احتالوا له في ذلك ، فكرّ راجعا في أشد محنة وأغلظ كلفة
حتى بلغ بلادهم فأقام فيها حتى شفي نفسه منهم ولم يبرح حتى رضي وبلغ المراد.
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس