عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-05-2007, 10:22 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي إذا نزلوا ساحة قتال أفسدوها (1 ، 2 ، 3 )

إذا نزلوا ساحة قتال أفسدوها

بقلم د.هاني السباعي
hanisibu@hotmail.com

مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

تقدمة:

كنت أكفكف حدة قلمي حتى لا يكتب متأثراً بعاطفة قد تحيد عن الحق لا قدر الله تعالى! فآثرت السكوت ـ علم الله ـ أني كنت أتململ وأنا أتابع التعليقات والتعقيبات المتبادلة بين دولة الإسلام العراقية وبين بعض الفصائل الجهادية في الساحة العراقية أيضاً! ولم أشأ أن أستسلم لسلطان العاطفة لأن للعاطفة غير المنضبطة بالشرع دوراً في تشويش الأفكار والميل كل الميل مع الهوى! وكانت بعض الرسائل تردني من أماكن متفرقة تحثني على التعليق على ما يجري من أحداث! وكنت أتردد خشية أن يفهم كلامي أنني أزيد من أوار الفتنة! ثم إن إخوة فضلاء قاموا بالتعليق والرد والذب عن إخوانهم المجاهدين نسأل الله أن يكون دفاعهم وردهم وتعليقاتهم في ميزان حسناتهم يوم القيامة.
ورغم ما يقوم به هؤلاء الاخوة الأكارم من ردود طيبة إلا أني رأيت أن حبل الفتنة ممتد على الجرار! وقد استبان لنا أن هناك تنظيماً جديداً متعدد الروافد مستمر في غيه وعدوانه لطمس معالم الجهاد المبارك في أرض الرافدين! إذن فقد بلغ السيل الزبى ! وجاوز الحزام الطبيين! فما عاد السكوت يجدي! وما عاد الصمت حكمة في مثل هذه المواطن! ومن ثم أطلقت لقلمي العنان محتسباً ما أكتبه لوجه الله تعالى ثم نصرة للحق وأهله! وقد جاء في سنن الترمذي وفي صحيح الجامع الصغير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة".
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. فقال رجلٌ يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيتَ إن كان ظالماً كيف أنصره قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره". وفي صحيح الجامع: "كيف يقدس الله أمةً لا يأخذُ ضعيفها حقَّهُ من قويّها، وهو غير متعتعٍ".
ومن منطلق هذه الأحاديث الشريفة نسير في هذا المقالة على النحو التالي:
أولاً: حكاية من ماض غير بعيد: القصر الحسن.
ثانياً: الساحة الأفغانية.
ثالثاً: ساحة البوسنة والهرسك.
ثالثاً: ساحة الشيشان المنسية.
رابعاً: ساحة الصومال.
خامساً: الساحة الفلسطينية.
سادساً: الساحة العراقية.
سابعاً: صفوة القول.

أولاً: حكاية من ماض غير بعيد: القصر الحسن!:

هذه الحكاية باختصار عبارة عن حوار تم بين جدران زنزانة مكتظة بالمعتقلين الإسلاميين في سجن أبي زعبل بمصر عقب مقتل السادات عام 1981م وكانت جدران الزنزانة تضم بين جنباتها أفكاراً مختلفة لجماعات متعددة، وفي إحدى الليالي قام أحد الشباب وكان إخوانياً بإلقاء كلمة عقب صلاة المغرب؛ وذكر أن هناك قصراً حسناً منيفاً جميلاً وظل يصف سعة وحسن وبهاء القصر بأسلوب بلاغي شيق بحق! وظننا أنه يقصد الإسلام بهذا الوصف البديع لأنه المتبادر إلى الذهن! ثم بعد أن انتهى من وصف القصر وأخذ بقلوب الاخوة وهم يستمعون إليه بشغف! ثم استطرد قائلاً من دخل هذا القصر فقد فاز! ومن لم يدخله فلا يلومن إلا نفسه! إن هذا القصر حسن كل ما فيه حسن لأن الذي شيده البنا حسن! هذا القصر هو الإخوان المسلمون!! فهاج الاخوة وماجوا وعلت الأصوات وتداخلت فلم يعد أحد يفهم شيئاً من اختلاط الأصوات! ثم هدأت العاصفة فقام العبد الفقير إلى ربه بإلقاء كلمة بسيطة وتوجهت بعدة أسئلة للأخ صاحب القصر الحسن! أنت قلت من لم يدخل هذا القصر فلا يلومن إلا نفسه! فما مصير من لم يدخله قبل ميلاد الشيخ حسن البنا رحمه الله؟! هل هم على الإسلام الصحيح أم هم أهل شرك أم هم أهل فترة! فضحك الاخوة لما قلت له: (أهل فترة)! .. ثم قلت له: وما مصير أبي وأمي ومعظم أهالي المسلمين الذين لم يتشرفوا بالدخول في هذا القصر الحسن؟! وما حكم من رفض وأصر على عدم الدخول في هذا القصر الحسن؟! ولماذا يلومون أنفسهم ألأنهم لم يدخلوا هذا القصر الحسن!
فلم ينبس ببنت شفة وظل يتعلل بأشياء غير صحيحة ورغم ذلك فيا للحسرة: لم يعتذر!
هكذا يختزل أنصار هذا التيار الإسلام في قمقم ضيق وزاوية صغيرة فطفق الإسلام العملاق حبيساً في ذلك القمقم! ولم يعد يستوعب الإسلام إلا أصحاب ذلكم القمقم! فصار الإسلام غريباً عن أهله! وأضحت عقيدة الولاء والبراء سلخاً مشوهاً لا يتعرف عليه الإسلام الذي بين دفتي المصحف وصحيح السنة المطهرة!
أضحت العاطفة لهذا الإسلام المهجن المستنسخ! هي الحكم! وصار هذا القمقم يتناسل إسلاماً أنبوبياً! وتم وضع هذا الإسلام الأنبوبي في حضانات خاصة لتقديمه للعالم على أن هذا المستنسخ الجديد هو الإسلام الحقيقي! سبحانك هذا بهتان عظيم! فليس لدى هذا الإسلام الأنبوبي المستنسخ مانع من أن يحكمه شيوعي/ملحد/نصراني/بوذي/شقي مريد/أي منحرف إلا الإسلام الذي بين دفتي المصحف!!
قد يقول قائل ما علاقة هذا بأصل الموضوع؟!
نقول هذا هو أصل الموضوع إن هذا التيار بروافده المختلفة وتحت مسميات متعددة هو الذي اختطف الإسلام الذي بين دفتي المصحف وصحيح السنة الشريفة! وهذا سبب تلك الفتن والإحن المتوالية على المسلمين والحركات الإسلامية المجاهدة بصفة خاصة حيث يختزل أنصار هذا التيار الإسلام في جماعتهم! فصار الولاء للجماعة والبراء ممن يخالف الجماعة!! ومن ثم فإن من لا يسير على دربهم وفي أطرهم الفكرية والمنهجية فلن يقبل منه! مهما أوتي من العقيدة الصحيحة والبلاء المبين والجهاد المجرد لله رب العالمين! لماذا لا يقبل منه لأنه لا ينضوي تحت رايتهم!!
لكن قد يقول قائل: إن هذا التيار له بلاء وجهاد قديماً وحديثاً في فلسطين وبعض الساحات الأخرى والآن في العراق!!
أقول: نعم كان ولا يزال لهم في هذه الساحات الجهادية من الشباب الطيبين الذي يحبون هذا الدين العظيم! لكن المشكلة في الأدمغة المتنفذة في هذا التيار! هم الذين يحرفون جهاد