عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-07-2001, 02:16 AM
11332244 11332244 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 15
Post عثمان العمير ورحلة الصعلكة الإعلامية!!

عثمان العمير: من جريدة الشرق الأوسط إلى موقع إيلاف... رحلة "الصعلكة" الإعلامية!
أخطر ما يهدد المثقف ورجل الإعلام هو الحضور المركز الحسي أو المعنوي للسلطة في ذهنه وطباعه بشكل يهدد استقلاليته، ويميع أفكاره ومشروعاته، لكن عن أي سلطة نتحدث؟ سلطة الاستعباد، وسلطة الشهوة، وسلطة المال. وغالبا ما يوهم - هذا النوع من الكائنات الإعلامية- نفسه ومن حوله، بالعيش في أجواء التحدي والصمود، ويعتقد أنه في كفاح مستمر من منبر حر إلى آخر أكثر تميزا وتشريفا! والأدهى من هذا أن يصدق نفسه، هو نوع من الهروب إلى الأمام، والتنفيس عن مكبوتات داخلية، حبسها حابس الخوف والخنوع والارتهان في يد الآخر!
عندما تسمع وتعاين تجربة صحفيين غربيين أحرار من أمثال روبرت فيسك مراسل جريدة الإندبندنت البريطانية، تقدر نضالهم وإنصافهم -إلى حد ما- وتفانيهم في البحث عن الحقيقة، وهؤلاء لا يدعون الحصافة والتميز وإنما تشهد عليهم تقاريرهم الإخبارية وإنجازاتهم الإعلامية عن حرفيتهم وتقديسهم للمهنة "الصحافة"..

أما العينة التي على شاكلة عثمان العمير من "الصحافيين المماليك" والمهوسين بصحافة الغرب(الإثارة منها والصفراء) والمعادين للجاد منها، فهم من " عيش الأحرار" فروا، ولا يقوون على الحياة و"امتهان الصحافة" خارج دوائر "الصعلكة"، ألفوا حياة العبيد، وإن كان في قاموس الرق ذكر للعبد الآبق -الفار بجلده- شوقا إلى الحرية، فهؤلاء عافتهم المنابر الحرة، وتنكرت لهم الأعمدة الأصيلة.

من النادر أن تجد صعلوكا في دنيا الصحافة، يجمع بين العبودية للمال والشهوة والسلطان، وارتهانه بيد حفنة من يهود مرة وسيط، ومرة عميل، ومرة خبير واهم..، ولا أنسب ولا أليق لهذه الأدوار الساقطة من ناشر "إيلاف" (اسم لموقع إعلامي يعكس شخصية صاحبه عثمان العمير).

وقد سمعنا وعرفنا في عالم الصحافة من باعوا ضمائرهم، وأخلدوا إلى سماسرة السياسة والشهوة، لكن تجد فيهم بقية باقية من شهامة وإباء، وأحيانا تتحرك فيهم الغيرة (أيا كان نوعها)، أما أن يجرد الشخص، ويجفف ماء وجهه من كل قطرة أنفة ومروءة، فهذا مما أبدع فيه صاحب "إيلاف".

ترى ما الجديد الذي أتى به في موقعه "إيلاف"؟ المتاجرة بصور وأخبار الإثارة، الاستماتة في التطبيع مع الصهاينة، تحامله على الإسلاميين على امتداد العالم الإسلامي...؟ هذا مبلغه، وهذه صناعته وحرفته، وحتى لو أتقن غيرها، فإنها أسوأ منها وأحطّ، لأنه عاش وفيا للخنوع والشهوة، وترقى في سلم المذلة والهوان.

إن أمثال عثمان العمير يعيشون صغارا وإن عمروا طويلا، لأنهم أشبعوا نزواتهم بمال وسلطان غيرهم، وعاشوا عبيدا للدولار والرذيلة، أما الذي يعيش لقضية وفكرة جادة أصيلة متأففا لا يسأل تجار الرذيلة إلحافا، فإنه يموت كبيرا، ولو عمر قليلا، بل ولو قتل على أعواد المشانق، وفصل رأسه عن جسده، لأنه في الأخير مات لتحيا القيم التي عاش لها، والقيم لا تقاس بأعمار البشر.

نقلا عن مجلة العصر :
http://216.39.197.144/alasrnew/artic...2&sectionid=29

عنوان المجلة :
http://216.39.197.144/alasrnew/index.cfm

أ
__________________
أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم