الموضوع: قراءة الفنجان
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 05-05-2005, 06:02 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الأخت الفاضلة / إفتكار

أعتذر عن عدم رؤية الموضوع إلا الساعة ، وسأكتب لك جوابا على تساؤلاتك في الموضوع الأساس ، مع العلم بأن ما حُرّم كثيره فقليله حرام ، ولا يجوز لمؤمن أن يأتي أمرا حرمه الله ورسوله أو يقرب منه ، سواء كان جادا ذلك المرء أو كان مازحا

وإن من جملة ما أصاب المسلمين في دينهم أن وقع فيهم البلاءُ والشر المستطير في قضايا تنافي التوحيد ، وهي من الشرك الخالص ، بل إنها كفر أكبر ، تنقل الإنسان عن الملة ولا حول ولا قوة إلا بالله ،أشياءٌ عظيمة تنافي التوحيد وتضاده بل قد صارت مثل التسالي اللتي يتسلى بها الصغار، أمور تناقض آيات عظيمة من صفات الله عزوجل ، ربنا جل وعلا يقول عن نفسه : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70)
وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (فاطر:38)
وقال تعالى : ( ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (السجدة:6)
وقال جل من قائل عليم : (يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ) (الرعد: من الآية42)
وقال تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ)(النمل: من الآية65)
وهذه الآيات تنص ، نصاً واضحاُ قاطعاً ، على تفرد الله عز وجل بعلم الغيب ، وأنه لا يوجد في السماوات والأرض من يعلم الغيب إلا الله ، لا يوجد من يعلم ماذا سيحصل بعد دقيقة ، أو بعد ساعة ، أو بعد شهر ، أو سنة أو سنين ، لا يوجد من يعلم ماذا سيحصل فيها إلا الله عز وجل ، كل الأمور الغيبية ، والحوادث التي ستحدث ، يتفرد الله عز وجل بعلمها

و- كما أسلفنا - فقد تسللت أمور عديدة إلى حياتنا ، ونفوسنا ، حتى صدق بها كبار القوم وصغارهم ، أغنيائهم وفقرائهم ، إنها مسألة التنجيم ، ومطالعة الأبراج ، فعن معاوية بن الحكم قال : [ قلت يا رسول الله : أمورٌ كنا نصنعها في الجاهلية ، كنا نأتي الكهان ، نأتي للكاهن ونسأل ، قال : فلا تأتوا الكهان ، قال : قلت كنا نتطير ، قال : ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدكم ] الحديث رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ موضحاً خطورة إتيان الكاهن أو العراف وسؤاله ، يقول : [ من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ] والذي أنزل على محمد هو القرآن
فالذي يصدق بهذه التنجيمات ، وهذه التخرصات ، وهذه الأشياء التي تكتب في الصحف والمجلات " أو تقال من المسعوذين والدجالين وغيرهم "، فقد كفر بما أنزل على محمد .
ويقول رسوله الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح الآخر مبيناً الخطورة الزائدة في صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي حفصة ، كما قال أصحاب طرق الحديث ، أنه قال : [ من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ] لا تقبل له صلاة ، وقال عليه الصلاة والسلام :[ من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ] حديث حسن . حديث صحيح .
وقال شيخ الإسلام : إن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ، ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق ، كالحازر الذي يدعي علم الغيب ، أو يدعي الكشف ، وكقارئ الفنجان ، قال : والمنجم يدخل في اسم العراف ، والمنجم يدخل في اسم الكاهن أيضاً
من يدعي معرفة شيء من المغيبات ، فهو إما داخل باسم الكاهن أو مشارك له في المعنى ، فيلحق به .

وادعاء معرفة الغيب لا تكون إلا بأمور منها :- استخدام الشياطين ، والزجر ، والطيرة ، والضرب في الأرض ، والضرب في الحصى والخط في الأرض ، والتنجيم ، والكهانة ، والسحر ، وقراءة الكف ، والإستقسام بالأزلام ، والذي يقرأ أباجاد ، أبجد هوز للإستدلال بها على الغيب ، وغير ذلك ، مثل قراءة الفنجال ، وقاتل الله من وضع كلمات قصيدة قارئ الفنجال ، ومن لحنها ، ومن غناها ، جازاهم الله بشر ما يستحقون ، على تخريبهم ، عقائد الأمة .
وهؤلاء الدجالون: يأتون في كلامهم ، بأشياء تقع دائماً ، تقع دائماً ، ليست غريبة ، بعض الكلام فيه أشياء تقع دائماً ، مثل قولهم : بعض الصعوبات تعترض سبيلك ، وهل يوجد إنسان لا تعترضه بعض صعوبات ، خبر سار يصلك من إنسان تحبه ، وهل رأيتم إنسان ما وصل إليه في حياته خبراً سار من شخص يحبه ، بعض المشاكل المادية ، هل يوجد إنسان ما واجه مشاكل مادية ، علاقتك ببعض الأشخاص تزداد متانة ، أمر طبيعي ، تنتظر جواباً من شخص قد يصلك الرد هذا الإسبوع ، طبعاً قد يصلك في هذا الإسبوع ، وقد لا يصلك في هذا الإسبوع ، ماذا يريدون من وراء هذه الكلمات ؟؟؟
إن الناس يتبسطون ، ويتساهلون ، في الإقدام وإتيان العرافين والكهنة وسماعهم، حتى أنه قلما يخلوا بيتٌ من البيوت في هذا العصر ، إلا وتجد فيه مصدقاً بدجال أو مشعوذ " والعياذ بالله " ، يأتونهم بالليل والنهار ، بل إنهم يسافرون إليهم ، فتجد إنسان يذهب إلى عراف أو عرافة ، فتقرأ له الكف أو الفنجال ، أو الودع ، حتى تطمئنه على مستقبله المالي مثلا ، لأن الثقة بالله قد فقدت ، ولأن العقيدة قد دمرت في نفوس أولئك الناس .
وهذا هو الذي حذرنا منه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال عليه الصلاة والسلام : [ من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ]
وكذلك ، طريقة قراءة الفنجال ، ولها قواعد عندهم ، يقولون مثلاً : البن يكون مطحوناً وناعماً ، والقهوة على الطريقة التركية ، ويصب التفل في فنجال ، مع كمية قليلة من البن ، ويدار ثلاث مرات باتجاه عقارب الساعة ، ويقلب فجأةً ، ثم تقرأ
ويقولون أيضاً : فإذا رأيت في الفنجال هذا تمساحاً ، فهو يدل على حالة السيارة أو وسيلة نقل ، وإذا رأيت عنكبوتاً فإنه يدل على مدخول مادي ، وإذا رأيت مظلةً فإنها تدل على حبٍ جديد ، وإذا رأيت جبلاً فإنه يدل على مشروعٍ كبير جداً ، والكلب صديق ، والحصان نصر ، إلى آخر الدجل والشعوذة
هؤلاء الذين قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنهم : [ من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ]

وأعود لأكرر أختي الكريمة
لا يجوز أن نتسلى بما حرم الله ، فالجلوس إلى من يدعي علم الغيب وسماعه فيه خلل في عقيدة من يستمع حتى وإن كان مازحا

أسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأن يجزي أخي الكريم قلم المنتدى على سبقه في كتابة الرد عليك

تحياتي



__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }