الموضوع: صور وتعليق
عرض مشاركة مفردة
  #715  
قديم 02-05-2006, 06:32 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

من جانب آخر، يكشف التقرير عن استمرار تردّي مستوى المعيشة، وتسجيل اختلالات اجتماعية، على الرغم من التحسّن المسجل في المداخيل العامة للجزائر. وإذا كان التقرير يشير إلى بروز ظاهرة نقص التغذية والأمراض الناتجة عنها، فإنه أيضا يركّز على الفوارق الاجتماعية المتزايدة في المجتمع الجزائري، على الرغم من أن الجزائر سجلت خلال السنوات الأربع الماضية أعلى مداخيل لها، حيث تراوحت ما بين 18 و31 مليار دولار، وأن نسبة زيادة السكان ونسبة الخصوبة عرفت تراجعا كبيرا خلال الخمس سنوات الماضية، إذ لا تتجاوز حاليا 1,5 بالمائة، مقابل أكثر من 3 بالمائة منتصف التسعينيات.

الخطة الأوروبية لمحاربة الهجرة
معاهدة برشلونة، برنامج ميدا، فرق للتدخل السريع ومشروع الهجرة المنتقاة
قرار ترحيل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين تسبب لهم بخيبة أمل كبرى

تبذل الدول المصدرة والمستقبلة للمهاجرين جهودًا كبيرة للتنسيق والتعاون الأمني ومراقبة الحدود وتحسين الظروف السياسية والاجتماعية، لكن هذه الخطوات حسبما يرى مراقبون تبقى محدودة وغير كافية لتنظيم الهجرة، وفي هذا الإطار يعتبر إعلان برشلونة، نموذجًا جيدًا لهذه الاستراتيجية، حيث بدأ التعاون الاقتصادي الأوروبي المتوسطي بمعاهدة برشلونة في عام 1995، عندما وقعت 12 دولة متوسطية - أغلبها دول عربية من بينها الجزائر - مع دول الاتحاد الأوروبي الخمس عشرة - في ذلك الوقت - معاهدة تهدف في النهاية لإنشاء منطقة تجارة حرة بين تلك الدول بحلول عام 2010، ورفع المستوى الاقتصادي لدول جنوب المتوسط.



ونتيجة لمعاهدة برشلونة طرح الاتحاد الأوروبي برنامجه الأول للمعونة والتعاون، المعروف اختصارًا باسم "ميدا لتطوير الوضع الاقتصادي في دول جنوب المتوسط، ودفع عمليات التنمية الاقتصادية، ودعم الروابط الاقتصادية بين دول الاتحاد والدول المتوسطية".

كما رجح وزراء أوروبيون مؤخرا أن يبدأ الاتحاد الأوروبي العمل بخطة محاربة الهجرة غير الشرعية باستخدام "فرق للتدخل السريع" في ماي أو جوان المقبلين، في الوقت الذي أفادت إحصاءات فرنسية صدرت أخيرا بان 19 ألفا و841 أجنبيا، كانوا يقيمون بطريقة غير قانونية، ابعدوا من فرنسا عام 2005، أي بارتفاع قدره 26.7% عن عام 2004. وكشفت وزارة الداخلية أن أبعاد 1916 شخصا في ديسمبر الماضي شكل أعلى حصيلة شهرية حتى الآن وتتناسب مع وتيرة إبعاد 23 ألف شخص سنويا. ومع نشر هذه الإحصاءات، أعلن وزير الداخلية نيكولا ساركوزي عن مشروع قانون يشجع على الهجرة «المنتقاة»، معتبراً أن هذه الفكرة ستتصدى للهجرة غير النظامية باعتبارها عنصر عدم استقرار.

هذا وعبر وزراء العدل والداخلية التابعون لدول الاتحاد الأوروبي عن تأييدهم الكبير لخطة إنشاء "فرق للتدخل السريع" لمساعدة الدول الأعضاء في التصدي لموجات التدفق المفاجئة للمهاجرين غير الشرعيين أو طالبي اللجوء السياسي.

شباب ما زال يحلم بالهجرة ؟

بلقاسم ن.، في السابعة والثلاثين من العمر يقول بأن حلول السنة الميلادية الجديدة لم يغير شيئا من مشاريعه المتمثلة في مغادرة الجزائر بأية طريقة فأحب الكلمات إلى قلبه هو وأصدقائه من أبناء الحي هي التي تشكل عبارة (الله يعطينا نفية من هذا البلاد)، التي تتواتر على ألسنتهم جميعا ويضيف بداية العام الجديد لا يشعرني بالسعادة بل بمزيد من الضغط، فأنا أدرك بأن سنة أخرى مضت من عمري وأنا ما أزال بلا مستقبل أو بعبارة أصح لا دار لا دوار لا فيزا لا أورو.

بلقاسم ورفاقه وأمثاله الكثيرون، لا تعنيهم الاحتفالات برأس السنة في شيء وهم لا يهنئون بعضهم بحلولها ولو بالكلمات لأن برأيهم لا شيء يستدعي السعادة إلا الوصول إلى الضفة الأخرى، مهما كان ولا تهم الطريقة، في مدخنة سفينة في صندوق السلع عبر تسلق الجبال، المهم الهربة.

المشاكل المتراكمة والظروف الصعبة التي دفعت بالكثير من الجزائريين إلى الجنون جعلت الهجرة تأخذ عقل آخرين فيما سلمت باقي الشباب لقمة سائغة بين مخالب المخدرات، أثرت حتى على المتفوقين في البكالوريا الذين أذرفوا الدمع خلال حفل تكريمهم، جراء خيبة الأمل الكبيرة التي أصابتهم لدى معرفتهم بأن دراساتهم العليا ستتم بالجزائر، في الجامعة الجزائرية التي تستقبل سنتها السادسة بعد الألفين في ظروف مزرية تميزها الإضطرابات والاحتجاجات وكثرة المشاكل الاجتماعية والبيداغوجية التي يصعب حصرها بين إقامة، نقل ومطاعم، ومكتبات...إلخ