عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 15-04-2005, 03:16 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

رابعاً: صفة ( الحياء )

عند الصديق الجيد

اعلموا أن الحياء لا يأتي إلا بخير وهو مجمع الاخلاق الحسنة والفاضلة.
لان صاحب الحياء لا يحب أن يراه خالقه والمنعم عليه إلا بما يرضيه.. ولذلك كانت صفة الحياء من صفات النبي صلى الله عليه وسلم فحري بك عند اختيارك للصديق أن تتلمس فيه هذه الصفة المحمودة.. فهو يكشف عن إمارة وعلامة صادقة عن طبيعة الانسان ومعدنه وعن إيمانه وأدبه.
وعندما ترى الفرد يتحرج من فعل ما لا ينبغي.. أو ترى حمرة الحياء تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق .. فاعلم أنه حي الضمير صافي السريرة.. بل إن اهتزاز الانسان وتمعر وجهه في بعض المواقف التي لا يرتضيها البارئ عز وجل .. دليل سمو كائن وطبع كريم.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الحياء خير كله ) رواه مسلم.
ومما روي عن أبي سعيد الخدري واصفا نبي الهدى ( كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء والايمان قرناء جميعاً، فإذا أحدهما رفع الاخر) رواه الحاكم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الاذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان) وينبغي التنويه أيها الشباب.
أن الحياء المقصود وما نريده لدى الصديق الجيد هو ما روي عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحدث أصحابه ( استحيوا من الله حق الحياء، فقلنا: إننا نستحي من الله يا رسول الله والحمد لله قال: ليس ذلك .. الاستحياء من الله حق الحياء.. أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا، وآثر الاخرة على الاولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) رواه الترمذي.

فيمن يدعى إلى معصية فيستحي أن يرد صاحب الدعوة، فهذا غباء وانقياد خلف الاهواء.. وليس من الحياء .. من يرى المنكر وهو قادر على تغييره.. فيستحي أن يغيره فهذا خور وجبن وبلادة حس وشعور.. وتفضيل رضى الناس على سخط الله الجبار.. ففي حال تغيير المنكر وأنت قادر عليه لا يجوز الحياء.. وفي قول الحق والصدع به لا يجوز الحياء .
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (26) } سورة البقرة(26)
وهكذا ينبغي أن يظهر على الصديق الجيد التوازن ومعرفة الفرق بين الحياء المحمود والحياء المذموم والذي ممكن أن يكون بصورة كثيرة كالخوف والخور والجبن والغباء والجهل والتملق والنفاق.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }