عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 26-09-2006, 05:30 PM
مسلم عراقي مسلم عراقي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 106
إفتراضي

الشيخ صالح الفوزان في بعض كلامه صحة .

قال الشيخ صالح :
في هذه الأيام هناك من (( يفتي )) الناس بوجوب الجهاد ويقول (( لا يشترط للجهاد إمام ولا راسه !!!!.))الجواب :
أما أهل السنة فيقولون :
لابد من راية ولابد من إمام
هذا منهج المسلمين
من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالذي يقفتي بأنه (( لاإمام ولا رايه )) وكلُُ يتبع هواه
هــــــــــــــــــــــــــــــذا رأي الخوارج .

الراية و الإمام تُشترط في جهاد الطلب و ليس في جهاد الدفع , فمثلا لو دخل عليّ صليبي ليقتلني أو يؤخذ مالي أو يهتك عرضي من واجبي أن أدافع عن نفسي و مالي و عرضي و أجاهد الكافر و لا يشترط إماما أو راية حتى أدافع و أجاهد في مثل هذه الحالة , الشيخ صالح حفظه الله لم يحدد أي نوعي الجهاد و لا أعلم لماذا لم يحدد ؟؟ ولكن من الحسن الظن فيه أنه يقصد جهاد الطلب , و هذا منهج أهل السنة في جهاد الطلب , و ليس هناك عاقل , سواء مؤمن أو كافر يغزو قوما و أرضا دون أمير أو راية , هذا شيء بديهي .

أما قوله ( هذا رأي الخوارج ) فهذا غير صحيح على الإطلاق , و الشيخ صالح يُؤخذ قوله و يُرد و يخطئ و يصيب , فلم يرد أو يثبت عن أئمة الخوارج لا في كتبهم و لا في مروياتهم قديما أنهم يرون بالجهاد دون إمام و راية , ثم الخوارج لم يكونوا يجاهدون الكفار أصلا في تاريخهم , لا جهاد الطلب و لا جهاد الدفع , بل أقتصروا على قتال الخلفاء المسلمين الذين يحكمون بشرع الله و يهتدون بسنة النبي صلى الله عليه و سلم . و إستحلوا دماء عامة المسلمين مما خالفهم في تكفير علي رضي الله عنه و عدم الأخذ بالسنة , إذا فمقولة الشيخ صالح غير صحيحة عن رأي الخوارج , لا مما ظهر من أقوالهم و لا أعمالهم و لا آرائهم و لا تاريخهم .

ثم الشيخ صالح قال : هذا رأي الخوارج و لم يقل من قالها فهو خارجي . لأنه وعى حديث النبي صلى الله عليه و سلم ( من قال لأخيه عدو الله فقد باء بها أحدهما ) و ذهب بعض أهل العلم على أن الخوارج خارجين عن الملة , فلا تطلق جزافا على أي مسلم دون علم و بينة .

و هناك فرق بين قول ( هذا رأي الخوارج ) و بين قول ( من قالها فهو خارجي ) .

فعبد الله إبن عباس رضي الله عنه كان يرى بجواز نكاح المتعة .

فكانوا يقولون : إبن عباس يرى رأي الرافضة . و لا يقولون أنه رافضي و لا تُفهم مقولتهم على أنه كذلك .

و كان عكرمة مولى إبن عباس رضي الله عنهما يرى في بعض إجتهاداته رأي الخوارج , فلم يقل عنه أحد التابعين أنه خارجي .

و لكن بعض أصحاب الفكر المنحرف يقولون بكل جرأة : فلان خارجي , فلان من كلاب النار , و هذا من الجهل الصريح .

هذا على فرض صحة قول الشيخ صالح بأن عدم إشتراط الراية و الإمام هو رأي الخوارج , و هذا الكلام خطأ من أساسه كما بينا أعلاه .

و من ثم قال الشيخ صالح : ( فهي تدعوا إلى الجهاد دون إذن ولي الامر وتحت(( راية سواء كانت بعثية أو صوفية قبورية او غيرها من أهل البدع والضلال )) .

كلام الشيخ صحيح في عدم جواز القتال تحت راية عُمية و منها البعثية و الصوفية و القبورية و غيرها و الراية التي تقاتل في العراق هي على الكتاب و السنة ولله الحمد . فإذن المانع الأول غير واقع و لله الحمد .

أما مسألة أن الجهاد دون أذن ولي الأمر , فهذا يرجع إلى ولي الأمر , إذا لم يكن طاغوتاً يحتكم إلى غير الكتاب و السنة و لم يكن مظاهرا للكفار على المسلمين و حليف إستراتجي للنصارى في حربهم على الإسلام , فهذا الحاكم لا يُنتظر منه الأذن لجهاد الكفار و دفع الشر و نصرة الدين و إعلاء كلمة الله و صون الدماء و الأعراض , لا شرعا و لا عقلا . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .
بل يطلب الأذن من ولي الأمر الذي يطيع الله و رسوله و يقاتل أولياء الشيطان و أعداء الله تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله و إذا كانت دولة الإمام قائمة و لم تسقط و جيشه قادر على دفع العدو الصائل في جهاد الدفع فيؤخذ منه الأُذن ما لم يؤدي إلى مفسدة .

أما الراية و الإمام في جهاد الدفع , فتنقسم إلى حالتين :

الحالة الأولى : أن يغزو الكفار بلاد المسلمين و فيها إمام مسلم يحتكم إلى الكتاب و السنة و لا يظاهر الكفار , فإذا سقطت دولته فإن رايته تقبى و لا تسقط إلا بمقتله أو تنازله عنها و وضع من ينوب عنه :

هذه الحالة تشبه إحتلال أفغانستان و إسقاط دولة طالبان في كابل , و في مثل هذه الحالات يكون الإمام قبل الإحتلال هو إمام المجاهدين و رايته معه كما هو حاصل مع الملا محمد عمر حفظه الله , و هو الذي ينسق الجهاد و يضع من ينوب عنه و يقرر كيفية الهجوم و إدراة حرب العصابات , أما الدفاع عن الأموال و الأنفس و الدين و الأعراض فلا يُستأذن بها , لا هو و لا غيره , فكل مسلم يجب عليه أن يدافع عن نفسه و أهله و ماله إذا ما تعرض لمكروه , و الجهاد قائم في هذه الديار حتى يخرج آخر جندي كافر من كل شبر من دار المسلمين .

أما الحالة الثانية : أن يغزو الكفار بلاد المسلمين و فيها طاغوت لا يحتكم إلى الكتاب و السنة و لا يقاتل تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله و يدعو بدعوى الجاهلية , فهذا لا يعتبر إماما للمسلمين بل طاغوتاً يجب إزاحته إذا توفرت القدرة و إذا سقطت دولته فهذا المطلوب :

و هذه الحالة تشبه حالة الطاغية صدام حسين و إحتلال الكفار للعراق , ففي مثل هذه الحالات , يُنادى بإمام مسلم عدْل يجاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا , رايته هي لا إله إلا الله محمد رسول الله و دعواه إتباع الكتاب و السنة , كما فعل الشيخ أبو مصعب الزرقاوي رحمه الله و من ثم تشكيله و إخوانه مجلس شورى المجاهدين و أميره عبد الله البغدادي و في هذه الحالة تكون الراية و الإمامة و إدارة الحرب و تنسيق الهجوم بيد الإمام أما في حالات الدفاع فكما أسلفنا في الحالة الأولى .

ثم أنكم أردفتم قول الشيخ صالح و كأنه قرآن يُقرأ أو حديث يُدرس , مع أن الشيخ صالح غير منزه قد يزل لسانه أو يخطئ أو يتعرض للنسيان , فعليكم في المرة القادمة أن تأتوا بالدليل من الكتاب و السنة و إذا كان هناك إستشهاد لقول عالم فعليكم أن تأتوا بالدليل من الكتاب و السنة الذي إستدل هو به , و إلا فكلٍ قوله يؤخذ و يُرد إلا النبي صلى الله عليه و سلم .

و إذا كنتم تظنون أن كل قول للشيخ صالح لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه . فلما لم تنقلوا قوله في أن من إحتكم إلى غير كتاب الله و سنة رسوله فهو كافر .

و هل الشيخ صالح - حفظه الله و غفر له - في هذه الحالة خارجي ؟؟؟

و لماذا لم تنقلوا قول الشيخ صالح في وجوب الجهاد في سبيل الله على أهل العراق المقتدرين ؟؟

ثم ليس الشيخ صالح الفوزان هو العالم الوحيد في تاريخ الإسلام , حتى إذا سمعنا قوله فنحن سمعنا كلام العلماء و إذا رددناه فنحن نرد كلام العلماء - كما نص هو في آخر سطر من كلامه - , فهناك الكثير من أهل العلم قديما و حديثا , بل جمهور أهل العلم رأى في أن جهاد الدفع لا يحتاج إلى إذن ولي أمر و لا فتوى عالم .


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
__________________


« لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة »