عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 05-04-2002, 04:55 AM
ALAMEER99 ALAMEER99 غير متصل
عضــو
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 4,541
إفتراضي

بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-

أثارني رد أختنا ( ريم ) فقررت أن أجعل هذا الجزء للأم ...
فهي سيدة ( النساء ) عندي ...

فعلى البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة، تغلب عليها العاطفة الهاتنة
لها من الجهود و الفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، و لهم آذان لا يسمعون بها، و لهم قلوب لا يفقهون بها
هي جندية حيث لا جند، و هي حارسة حيث لا حرس
لها من قوة الجذب و مَلَكة الاستعطاف من تأخذ به لبَّ و الشرخِ كلَّه، و تملك نياط العاطفة دقّها و جلّها، و تحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، و ثديها له سِقاء، و حجرها له حِواء
إنه ليملك فيها حق الرحمة و الحنان، لكمالها و نضجها، و هي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، و ما أدراكم ما الأم؟
أم الإنسان هي أصله و عماده الذي يتكئ عليه، و يرد إليه: ((و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً و جعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة))[النحل:72).
و كون الشيء أصلاً و عماداً دليل بارز بجلائه على الماكنة و علو الشأن و قوة المرجعية
ألا ترون أن أم البشر حواء، و أم القوم رئيسُهم، و أم الكتاب الفاتحة، و أم القرى مكة، و في ثنايا العلوم كتاب الأم للشافعي رحمه الله؟

لماذا الحديث عن الأم؟

من خلال هذه المقدمة والوجيزة عن الأم، ربما يدور بخلد سائل ما سؤال مفاده: أيوجد ثمَّ مشكلة تستدعي الحديث عن مخلوقة ليس هي بدعاً من البشر؟
أم أن الحديث عنها نوع تسلية و قتل للأوقات؟
أم أن الأمر ليس هذا و لا ذاك؟.
و الجواب الذي لا مراء فيه:-
أن الأمر ليس هذا و لا ذاك
بل إن الأمر أبعد من هذا و أجل، إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا نتحدث عنها على أنها قرينة الأب
لها شأن في المجتمع المكون من البيوتات، و البيوتات المكونة من الأسر، و الأسر المكونة منها و من بعلها و أولادها، هي نصف البشرية، و يخرج من بين ترائبها نصف آخر
فكأنها بذلك أمة بتمامها، بل هي تلد الأمة الكاملة، إضافة إلى ما أولاه الإسلام من رعاية لحق الأم، و وضع مكانتها موضع الاعتبار، فلها مقام الحضانة، و لها مقام في الرضاع، و قولوا مثل ذلك في النفقة و البر و كذا الإرث.
فالحديث عن الأم إذا يحتل حيزاً كبيراً من تفكير الناس، فكان لزاماً على كل من يهيئ نفسه لخوض مثل هذا الطرح أن يكون فكره مشغولاً بها، يفرح لاستقامة أمرها، و يأسى لعوجه، و يتضرس جاهداً في الأطروحات المتسللة لو إذا؛ ليميز الخبيث من الطيب، فلا هو يسمع للمتشائمين القانطين، و لا هو في الوقت نفسه يلهث وراء المتهورين.
و المرتكز الجامع في هذه القضية، و الذي سيكون ضحية التضارب و المآرب، هي أمي و أمك و أم فلان وفلان
و حينئذ يجني الأولاد على أماتهم، و يقطعون أصلاً و أساساً قرره رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل حين جاء يسأله :-
"من أحق الناس بحسن صحابتي؟
قال: أمك
قال: ثم من؟
قال: أمك
قال: ثم من؟
قال: أمك
قال: ثم من؟
قال: أبوك" ........... [أخرجاه في الصحيحين].
و سلام الله على نبيه عيسى حين قال: ((و براً بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقياً))[مريم:32].

وللموضوع بقية ..... سأكملها ( إن شاء الله )

ودمتـــــــم ،،،،،
__________________

عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
الرد مع إقتباس