عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 03-09-2003, 04:36 PM
aboutaha aboutaha غير متصل
زهير عكاري
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 5,729
إفتراضي

بارك الله فيك اخي صلاح
واحب ان اشارك بهذه المداخلة مقتبسها من موضوع كبير كان قد وصلني عبر الايميل


•• في الحياة الزوجية

ومن أجل أن تأخذ الفتاة المسلمة من فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) قدوة لها ومثلاً أعلى في حياتها الزوجية، فإنه ينبغي أن نذكر أمثلة من حياة الزهراء (رضي الله عنها) في هذا الميدان بقدر ما تسمح محاولتنا هذه في الحديث عنها وبشكل موجز: كان المهر الذي دفعه الإمام علي (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) للزهراء (رضي الله عنها) قليلاً جداً (480 درهم) وهي سيدة نساء العالمين، والمطهرة من الرجس، وبضعة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) مما يعطي الفتاة المسلمة والآباء في يومنا هذا درساً بليغاً بوجوب الكفّ عن المغالاة بالمهور، فالمؤمنة لا تقدر بثمن مادي، والمرأة لا تشترى ولا تباع، وإن المغالات في المهور يحول المرأة إلى سلعة تُباع وتشترى، فالمسألة في نظر الإسلام هي حصول الزوج الكفء الذي تتوفر فيه شروط الإسلام من إيمان وخلق مستقيم، وقدرة على الإنفاق على الزوجة، فالعبرة في الزواج هي بناء حياة أسرية مؤطرة بالحبّ والإيمان والوفاء بعيدة عن المشاكل وسوء التصرف، وغلاء المهور لا يحقق الشروط التي هي حقيقة السعادة في الدنيا... وحين زُفّت الزهراء (رضي الله عنها) إلى بيت علي (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) كانت مراسم الزواج عبادة خالصة لله تعالى فتهليل وتكبير وثناء على الله تعالى ورسوله ودينه الحنيف من خلال قصائد ورجز قالته أمهات المؤمنين في حفل الزفاف.

وهذا المقطع من سيرة الصديقة المباركة يدعونا أن نلغي الأساليب المحرمة التي ألفها الناس في مناسبات الزواج من غناء ورقص واختلاط الرجال بالنساء، وصخب غير محتشم، وتجميع لدعاة الفسق في محافل تسخط الله تعالى.

وعلاقة الزهراء (رضي الله عنها) بزوجها أمير المؤمنين (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) كانت علاقة فريدة رائعة يتبادلان الإجلال والحبّ والوفاء بكلّ ما تحمل هذه الكلمات من معاني إنسانية نبيلة، ويستطيع القارئ الكريم أن يطلع على صور من تلك العلاقة الفريدة من خلال قراءته للسيرة المباركة، فمن مصاديق تلك العلاقة الفريدة المؤطرة بالحبّ والوفاء والرحمة أن أمير المؤمنين (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) والزهراء (رضي الله عنها) قد قسما العمل بينهما، فعن أبي عبد الله يقول: كان أمير المؤمنين (رضي الله عنه وكرم الله وجهه) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن وتعجن وتخبز.

واقتداءً بالزهراء وعلي (رضي الله عنهما) ينبغي لشبابنا الفتيان والفتيات أن يقتدوا بهما في ميدان العلاقة الزوجية، فيعملوا على إقامتها على أساس الحبّ الصحيح، واحترام الآراء وإشاعة جوٍ من التعاون والتلاحم لتشيع السعادة في الأسرة المسلمة.
__________________


التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع