عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 28-06-2006, 02:52 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

بيان من الشيخ حامد العلي بخصوص الاعتقال

الحمد لله الذي بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، علانيته وسره، حسبي الله ونعم الوكيل، القائل في محكم التنزيل: { الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ.أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد أمرنا الله تعالى بالصبر على البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، فنسأله سبحانه أن يعيننا على ما أمرنا به، ويلهمنا كلمة التقوى ويلزمناها ويجعلنا أحق بها وأهلها، وأن لايولينا غيره، ولايكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

ومع علمنا أن ما أشيع عني، محض الإفتراء والكذب، وما هي إلا تلفيقات من التهم المرسلة التي لا أساس لها، وأنه لاعلاقة لنا بالأحداث الأخيرة التي لازالت أصلاً في طور التحقيقات، وقد أمرنا أن لانكيل التهم لأحد من الناس بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

فإننا نؤكد أن ما أشاعته وتشيعه بعض وسائل الإعلام المغرضة، في إطار الأحداث الأمنية الأخيرة، من اتهام لنا بالتحريض على إشهار السلاح، وقتل الناس، وسفك الدماء، فهي أكاذيب أسخف من يُرد عليها، والعام من الناس والخاص يعلمون أننا نشرنا آراءنا على الملأ في وسائل إعلام مختلفة تبيّن حرمة ذلك، وأن الأحكام الشرعية التي تتنزل على أزمات الإحتلال لبلاد الإسلام، لا تنطبق على علاج أزمات انظمة الحكم، والتي باتت شعوبنا الإسلامية تعاني منها ما تعاني، ونسأل الله أن يرفع عن أمتنا البلاء، وينصرها ويطهّر أرضها من الأعداء، وأن يرزقنا العافية، والصبر، والنصر، والتقوى، وحسن العاقبة في الأمور كلها، حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

حامد بن عبد الله العلي





--------------------------------------------------------------------------------


الشيخ حامد العلي، وسياسة تكميم الأفواه!


يمثل اعتقال الشيخ الفاضل حامد العلي الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت، وأحد أبرز المنظرين والمفتين لمشروعية المقاومة العراقية الوطنية في العراق، واحداً من تبعات رياح التغيير و"الدمقرطة" في عالمنا العربي بعد هجمات 11 سبتمبر.

الشيخ الجليل المحتجز حالياً على ذمة التحقيق- لأنه اتهم بالتحريض ضد القوات الأمريكية في العراق-، يُنظر إليه باعتباره مقرَباً من التيار السلفي الجهادي العلمي، وهو من أبرز الوجوه التي تقود جبهة الرفض للأمركة في الخليج العربي والمنطقة عموماً.

ويعتبر من أكبر المناصرين والمفتين للمقاومة في العراق، ونقصد هنا المقاومة النظيفة الأصيلة في أهدافها وأدائها ومشروعيتها.

ما يهمنا هنا أن ثمة استهداف عربي حكومي لكل ما ينطق بغير الهوى الأمريكي، وفي ذلك مؤشرات جد خطيرة، وما اعتقال الشيخ العلي إلا أحد إفرازات الأمركة في عالمنا العربي. إذ إنه مطلوب من الدول العربية تدجين الخطاب الإسلامي بشكل يتسق ويتفق مع السياسات الأمريكية، بل ومطلوب أكثر نموذج إسلامي أمريكي قد يكون "إمامة المرأة" أحد معالمه!!

الإسلام المفرط في الاعتدال إلى حد الابتذال، هو ما تريده السياسة الأمريكية، ورياح التغيير الأمريكية باتت تهب في عالمنا العربي على كل شيء بدءاً من المناهح والإعلام، مروراً بالعادات والتقاليد، وانتهاء بتعاليم الإسلام.

لقد حرّضت الإدارة الأمريكية وإعلامها غير مرة ضد رموز العمل الإسلامي ومشايخه في عالمنا العربي والإسلامي؛ باعتبارهم المحرك الأساسي لهذه الأمة، ويؤسفنا القول إن العديد من الدول العربية بما فيها الكويت استجابت لهذا التحريض.

والحقيقة أن الدول العربية رمت سهامهاً في المرمى الخطأ؛ فعلماء الأمة والشيخ العلي منهم هم الطليعة والملجأ حتى للدولة نفسها عندما تحتاج الأمور إلى "عقلنة" وتهدئة للشارع.

وأحسب أن اعتقال العلماء والحال في العديد من الدول العربية من الأردن إلى السعودية إلى العراق وغيرها من الدول، هو تحييد للشارع العربي واستهداف له في وقت من المفترض أن تحترم هذه الدول علمائها.

لم يرتكب الشيخ العلي -باعتقادي- جريمة يستحق أن يحاسب عليها بالسجن؛ فالرجل اجتهد في النظر للقوات الأمريكية الغازية وفق رؤية شرعية صحيحة، لا يجادل فيه اثنان.

لكن الذي اختلف هو مقياس حرية الكلمة والرأي في عالمنا العربي، الذي تقف فيه التيارات الدينية بأكملها، متشددة أم معتدلة، متحررة أم محافظة عقبة في طريق المشروع الشرق الأوسطي الأمريكي بالمقاييس الإسرائيلية.

باعتقادي ما هو مستهدف اليوم هو مشروعية الجهاد وكينونته، وما استهداف العلماء والمشايخ وتكميم أفواههم إلا مجرد بداية لاستهداف ركن من أركان الدين، وتعطيله بدعوى "محاربة الإرهاب".

الشيخ العلي لمس وتراً حساساً -وهو قضية الوجود الأجنبي في بلادنا العربية والإسلامية-، واعتقاله جاء على فرضية أن مجرد طرح هذا الموضوع هو تأصيل لـ"المقاومين" باستهداف هذا الوجود، والحقيقة أن الوجود الأجنبي في بلادنا مرفوض من كل التيارات الوطنية العربية بما فيها الشيوعية والقومية واليسارية.

القصة إذا أكبر من مجرد اعتقال العلي، وتداعيات القضية لن تنتهي بالإفراج عنه لاحقاً؛ إنها مسالة استهداف للصحوة الإسلامية، وهنا اقتبس بعضاً من كلام الشيخ نفسه في هذا الشأن:

يقول الشيخ حفظه الله متحدثاً عن منهجه: "لا أنتمي إلا إلى الصحوة الإسلامية المباركة، بمداها وأفقها الواسع الرحب، نسير بتوفيق من الله تعالى سير الوسطية والاعتدال، على نهج أهل السنة والجماعة، نهتدي بهدي الكتاب والسنة في أطار الأصول التي أجمع عليها السلف الصالح، مؤمنين بأن الكلمة الهادفة الناصحة حق منحه الله المؤمنين، بل واجب أمرهم الله به، وليس لأحد أن يمنعهم من هذا الحق أو يصدهم عنه، ونحن مع ذلك؛ مع كل الدعاة إلى الله تعالى، وننصر كل الجماعات والحركات الإسلامية المباركة في الساحة -ما وافقت الحق- وهم إن شاء الله من أهل الحق، ونحن منهم وهم منا، فالمؤمن للمؤمن كالبينان يشد بعضه بعضاً، والمؤمنون كالجسد الواحد. فكل داعية إلى الله تعالى هو امتداد لأخيه الداعية، وهي قافلة واحدة تسير نحو أهداف واحدة، وتلتقي عليها بإذن الله تعالى".