عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-02-2007, 03:36 PM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

أسرار العملية -عودة 2- لإعادة الإخوان المنشقين



كتب : رجب المرشدي


حملة جديدة تشنها جماعة الإخوان المحظورة قانونًا ضد القبض على أحد كوادرها التنظيمية وغير المعروفة إعلاميًا بعد عرض ميليشيات الأزهر فى شهر ديسمبر الماضى.. الحملة هذه المرة ظاهرها «علمى» وباطنها رسالة ودعوة إخوانية للعودة للهدوء مرة أخرى بعد الجدل الذى انفجر فى القواعد والأسر بعد طرح الإخوان فكرة «النيولوك» الجديد للتنظيم السرى من خلال برنامج وهمى للحزب المدنى.

هذه المرة تستغل الجماعة اسم «د.خالد عبد القادر عودة» أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط، وأحد القادة المسئولين عن الطلاب فى جامعات الصعيد لتوصيل رسالة مزدوجة مستفيدة من المكانة العلمية التى يحظى بها عودة محليًا ودوليًا، فهو نائب رئيس فريق بحثى يضم عددًا من علماء الجيولوجيا فى العالم ويعمل تحت إشراف «اللجنة الدولية للاستراتجرافيا» فى مهمة محددة هى الكشف عن حقبة زمنية ظلت أحداثها الجيولوجية مفقودة ومحل بحث من علماء الحفريات طوال الأعوام الماضية حتى استطاع الفريق الدولى اكتشاف تلك الفترة، وأثبت وجود تتابع رسوبى يغطى تلك الفترة الزمنية المفقودة فى منطقة الجبل الشرقى المطل على قرية «الدبابية» على بعد 35 كم من جنوب الأقصر. أهمية الاكتشاف تتمثل فى وجود فترة زمنية تمثل الفترة الانتقالية بين اختفاء الديناصورات من على الأرض، وظهور الثدييات، وهو ما يعبر عنه بالخط الفاصل بين حقب الحياة المتوسطة والحياة الحديثة، وهو ما توصل إليه د.خالد عبد القادر عودة ضمن فريق بحثى كبير، بينما تحاول الآلة الإعلامية التابعة للجماعة المحظورة - فى إطار الضغط من أجل الإفراج عنه - الإيهام بأن «عودة» وحده صاحب الكشف العلمى، وأن كل الأبحاث الدولية المستمرة فى «مصر» منذ عدة سنوات ستتوقف بسبب حبس أحد كوادرها دون النظر لدوره التحريضى فيما يتعلق بالأنشطة المشبوهة للجماعة!

من الناحية الواقعية، يعد «خالد عبدالقادر عودة» بمثابة السفينة التى تنقل الجماعة من حالة الاضطراب الداخلى التى تعيش فيها منذ إعلان فكرة الحزب، وصولاً إلى بر الأمان من خلال إلقاء الضوء عليه، وعلى تاريخ عائلته- خاصة والده- الذى تقدمه الجماعة باعتباره أول شهيد فى تاريخها ومنقذها من التفكك فى أربعينيات القرن الماضى، كما يسعى الإخوان إلى دعوة الشباب للاستفادة من التاريخ والمحنة التى يمر بها «عودة» الابن حاليًا.. بغض النظر عن مكانته أو منصبه العلمى الذى تتخذه الجماعة ستارًا للحملة الجديدة لإصلاحها داخليًا. وهم يعتبرون عملية «عودة 2» أو «عودة الابن» امتدادًا لما قام به والده من إنقاذ الجماعة من عملية الانشقاق التى قادها كل من «محمد الغزالى» و«سيد سابق» و«عبدالرحمن السندى» الذى أراد أن يكون مرشدًا للجماعة، فلما فشل انضم للثنائى «سابق - الغزالى» فى إعادة تشكيل الجماعة من جديد أو بالأحرى تشكيل جماعات جديدة، وعندما علم «عبدالقادر عودة» بالمخطط تضامن مع «حسن الهضيبى» فى الإبقاء على الجماعة، واتصل «الهضيبى» بصهره الذى كان يعمل ضمن حرس الملك «فاروق»، وبالفعل تم ضرب مخطط «الغزالى - سابق»، وجرى اختيار «الهضيبى» مرشدًا عامًا للجماعة بعدها مباشرة، ولم يتوقف دور «عودة الأب» عند ذلك فقط، بل قدم أكبر خدمة للإخوان كذلك حيث قاد مع كل من «الهضيبى» و«محمد فرغلى» - أحد قيادات الإخوان- عملية لملمة الإخوان من الشتات الذى كانوا فيه قبيل عملية الانشقاق. حاليًا وبنفس الطريقة يستغل الإخوان سجن «خالد عبد القادر عودة» فى إنقاذ الإخوان من الانشقاق الذى يضرب صفوفهم بعد الحزب من خلال القاعدة الأصولية القديمة باستدعاء تاريخ قيادات الجماعة لمواجهة المحن التى تواجهها الأجيال التالية، وهذا ما يحدث حيث يقتصر الحديث عن «عودة الابن» باعتباره أستاذ جيولوجيا فى الوقت الذى يجرى فيه استحضار - ذكرى القيادى الإخوانى- «عودة الأب» الذى نفذ فيه حكم الإعدام يوم 7 ديسمبر من عام 1954 عقب تورطه فى أزمة «مارس» فى نفس العام!

تأتى الاستراتيجية الإخوانية الجديدة المتمثلة فى استغلال الجيل المجهول إعلاميًا، برغم كونه من القيادات التنظيمية فى صفوف الجماعة بعد إدراك مكتب الإرشاد خطأ التصرفات السابقة للجماعة، التى وصفتها بعض القيادات بأنها «غباء سياسى»، بدأ بعد الانتخابات البرلمانية مباشرة، ووصل ذروته عند استعراض ميليشيات طلاب الجماعة بالأزهر، مما دفع القيادات للاتصال بأنصارهم من المثقفين والباحثين لمحاولة تحسين وجه الجماعة، وكما ضمت الاستراتيجية أيضًا محاولة تنحية الوجوه القديمة من متشددى الجماعة، وتصعيد وجوه جديدة من الكوادر الخفية إعلاميًا، حيث بدأت بلورة أولى خطواتها الأسبوع الماضى عندما انتقدت قيادات من جيل الوسط جيل القيادات بالجماعة لأول مرة، وكانت المفاجأة أن «سيد عبدالستار» عضو مجلس الشعب انتقد «محمود عزت» أمين عام الجماعة، ورجلها الحديدى- وأحد تلامذة «سيد قطب» الذى لم يقترب منه أحد طوال عقوده- ليأتى «عبدالستار» ويقول: إن «عزت لا يمثل الإخوان» فى تعليقه على الحديث الذى أجراه «عزت» مع جريدة «الكرامة» مع ما تضمنه الحديث من هجوم للقيادى المخضرم على الأقباط، وتوليهم مناصب قيادية فى الدولة، ورغم أن ما قاله «عزت» يمثل أحد أركان الأدبيات الكلاسيكية للجماعة التى ترفض الأقباط بداية من فكر «يوسف القرضاوى» فى كتابه «غير المسلمين فى المجتمع الإسلامى» و«محمد إبراهيم مبروك» فى كتابه «مواجهة المواجهة» و«توفيق الواعى» فى كتابه «الفكر الواعى عند الإخوان» و«أبو الحسن عبد الرزاق» فى كتابه «لماذا الإخوان المسلمين؟» إلا أن انتقاد الحديث يهدف لزعزعة القيادات القديمة عن مواقعها.

فى الإطار نفسه بدأت الجماعة فى تصعيد كوادر جديدة من قيادات جيل الوسط من جيل «عبدالمنعم أبوالفتوح» مثل «على عبدالفتاح» - مدير مركز الإعلام التابع للجماعة- وأحد أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان، الذى لم يتم كشف اسمه بعد، كما يجرى كذلك تصعيد عناصر ذات طابع تربوى على رأسهم «د. خالد عبدالقادر عودة» الذى يعد نموذجًا قابلا للتكرار فى سياق استدعاء أسماء من ذاكرة الإخوان كان لها دور بارز فى تاريخ الجماعة، واستغلال أبنائهم، حيث تحاول القيادات حاليًا «انتشال» «أحمد سيف الإسلام حسن البنا» نجل مؤسس الجماعة من كهفه، وخلق أى دور له فى الجماعة، ولو من خلال منصب شرفى للاستفادة من اسم والده.

فى تصنيف الجماعة المحظورة: ينتمى «خالد عبد القادر عودة» إلى جيل «القيادات غير المفعلة»، فهو زميل «د. محمد حبيب» النائب الأول للمرشد العام فى قسم الجيولوجيا بكلية علوم أسيوط، وتخرجا فيه معًا، فيما تم اختيار حبيب كقيادة علنية فى الجماعة، والإبقاء على «عودة» كقيادة «فى الظل»، وإن كان حجمه فعليًا لدى الإخوان يوازى حجم «خيرت الشاطر» فى إطار المبدأ الإخوانى «مفاصل حاكمة ولكن غير معلومة» حتى لا تتحول لكروت محروقة أمام الإعلام وأجهزة الأمن، الملاحظ أن «خالد عودة» يؤدى نفس دور أستاذه - قياديًا - «محمد حبيب» فى المحافظة على اتصال جامعات الصعيد وطلابها بجماعة الإخوان وقيادتها بالقاهرة، مستغلين فى ذلك أنه حليق الذقن والشارب، ضمن عقيدة الإخوان التى تقضى بأن يكون الأخ متخفيًا بما يكفل له حرية الحركة، حتى يحقق أكبر قدر من المكاسب فى المجتمع المدنى والمحافظات. «خالد عودة» من مواليد 31 أغسطس 1944 وتخرج فى كلية العلوم، جامعة أسيوط فى يونيو 1964 بتقدير عام امتياز، وحصل على «الماجستير» عام 1968، ودرجة الدكتوراة عام 1971، قام بتأسيس خمس شركات تضم 13 وحدة إنتاجية وصناعية فى أسيوط تنتمى كلها لفروع شركات الإخوان بالقاهرة، حيث تعمل إحداها فى مجال تصميم أنظمة الحاسب الآلى كفرع لشركة «سلسبيل» التابعة لخيرت الشاطر، وتعمل أخرى فى منتجات البلاستيك، والأبواب والشبابيك، والموبيليات الخشبية كفرع لشركة «استقبال» لصاحبها «حسن مالك»، كما أن إحدى هذه الشركات الـ 13 تختص بتوريد الطوب الأسمنتى كفرع لشركات يتولاها د. «محمد بشر» عضو مكتب الإرشاد، فمن خلال متابعة النشاط المالى والتجارى لـ «خالد عودة» يتبين أنه يعمل بأموال جماعة الإخوان المحظورة قانونًا.

تنظيميًا يعد «خالد عودة» مسئول جماعة الإخوان فى الصعيد حيث يقول «محمد حبيب»: إن «عودة» انضم للإخوان منذ صغره بحكم وضعه الأسرى، وكان مرشح جماعة الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب فى دورتى 2000 و 2005 عن دائرة مدينة أسيوط، «وكنا فى قسم واحد، حتى سافر هو للجزائر، وكنت أنا فى السجن فى التسعينيات» بحسب ما يقوله النائب الأول لمرشد الإخوان، وفى إطار استهداف الجماعة لقطاع الشباب لاسيما الطلاب باعتبارهم عصب الإخوان، فقد أسست الجماعة مكتبًا للطلاب اسمه «تحت الثانوى» حتى يصلوا للشباب فى سن ما قبل الجامعة، ويتم تسليمهم لقيادات الإخوان بالجامعات على طبق من ذهب، خاصة فى ظل عمل «الجماعة الإسلامية» فى الصعيد بعد خروج أعضائها من السجون، وحاليًا يتولى «عودة» مهمة «د. حبيب» السابقة فى إعداد الكوادر التنظيمية والدعوية، وضبط حركة الإخوان داخل الجامعة، ولأن «عودة» عضو المكتب الإدارى بمحافظة أسيوط، فمن الطبيعى أن يكون مسئول الطلاب بالجامعة، ضمن «نظام إخوانى خاص بالجامعات» تقع مسئوليته خارج المكتب الإدارى ، ويتبع مباشرة مكتب «الإرشاد» والمسئول عنه «د.محمد حبيب» باعتباره أستاذ جامعة من الصعيد، وله مجلس شورى يتفوق على قسم الطلاب فى مكتب الإرشاد.

ويتكون «قسم الجامعات لدى الإخوان» من هيكل إدارى يمثل الجامعات، حسب كثافتها، ودور الإخوان بها، حيث تبلغ الأغلبية فيه لجامعتى «القاهرة» و«عين شمس» ثم «الأزهر» و«أسيوط»، ويقوم أعضاء الهيكل الإدارى بإعداد المحاضرات الإخوانية، وتجهيز كتائب الجامعات وتبادل الخبرات مثل تشكيل الأسر بعيدًا عن الأمن، وكيفية الهروب فى المظاهرات، بالإضافة إلى الجزء التربوى من فقه الإخوان واليوم الرياضى، ويلتقى أعضاء مكتب الجامعات وهيكلها الإدارى كل فترة مع «د.محمد حبيب» و«د. خالد عودة» و«د. محمد مرسى» رئيس الكتلة البرلمانية السابق؛ لإبلاغهم بتعليمات مكتب الإرشاد، ويقتصر دور إخوان «القاهرة» ممثلين فى مكتب الإرشاد على وضع الهيكل الإدارى فقط لقسم الجامعة، وتقع مسئولية التنفيذ على مكاتب المحافظات، حتى يتم المحافظة على النظام الإخوانى الصارم.

وأخيرًا يمكن القول أن الدور التنظيمى لـ «خالد عودة» بالنسبة لجماعة الإخوان المحظورة يفوق فى أهميته كثيرًا ما يمكن تسميته مجازًا بـ«الدور العلمى» لدى أستاذ جامعى؛ وهو ما يفسر الحملة الإعلامية الإخوانية المكثفة التى تنادى بالإفراج عنه، والتى تتناقض فى ضخامتها مع حجمه العلمى، كما تروج له الجماعة فيما يتعلق بكشف «الدبابية».


http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=2246