عرض مشاركة مفردة
  #71  
قديم 03-10-2006, 06:15 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


فالعدل أمر الله عز وجل به في قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان [النحل: 90].
فالعدل بين الزوجات أمر أساسي يوجب على الزوج أن يعطي كل ذات حق حقها، متأسيا برسول الله الذي هو أعدل الناس في كل شيء ولا سيما بين زوجاته.
وما يحصل الآن من ممارسات سيئة من قبل بعض الأزواج المعددين ينبغي ألا تحسب على التعدد وإنما تحسب عليهم وحدهم وهؤلاء هم الذين أساءوا للتعدد وجعلوا منه شبحا مخيفا لكثير من النساء، لأن الرجل لو عدل بين زوجاته لسعدن بذلك وانتهت المشاكل في حياتهن.
فأكثر النساء يكرهن التعدد، لأن أزواجهن لم يعدلوا معهن فالخطأ ليس بالتشريع وإنما الخطأ في التطبيق. ولو أن الرجال إذا تزوجوا عدلوا لاستقامت الحياة وقلت المشاكل ورضي الجميع، ولربما دعت النساء إلى التعدد.


نداء للأزواج

العدل أساس التعدد، وقد جاء الوعيد الشديد لمن كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الل : (من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط) رواه الخمسة وغيرهم بسند صحيح.
وفي رواية: (من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطا أو مائلا). وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي قال: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل). وفي هذه الأدلة دليل على تأكيد وجوب العدل بين الزوجات، وأنه يحرم ميل الزوج لإحداهن ميلا يكون معه بخس لحقهن، إلا أن يسمحن بذلك.


القسم بين الزوجات

القسم بين الزوجات واجب شرعي متعلق به حقوق الزوجية بين الزوجين، وعماد القسم هو الليل، لأنه مأوى الإنسان إلى منزله، وفيه سكن إلى أهله وينام على فراشه، والنهار للمعاش والاشتغال، والنهار يسبق الليل فيدخل في القسم تبعا، فقالت عائشة - رضي الله عنها -: (قبض رسول الله وهو في بيتي وفي يومي). وإنما قبض نهاره وهو تبع لليلة الماضية.


فوائد التعدد

للتعدد عدة فوائد من أهمها: تقليل نسبة العنوسة، كثرة التناسل، تأمين العفة وتيسيرها، كما أنه يقوي أواصر الرحم، ويقلل من نسبة المطلقات والأرامل.


همسة في أذن كل زوجة

نحن لا نطالب الزوجة الأولى ألا تغار على زوجها، وترضى بزوجة أخرى تشاركها فيه، فذاك أمر طبيعي وفطري لا يمكن سلامة النفوس منه، لكن ما نريده من الزوجة الأولى هو ألا تدفعها هذه الغيرة الغريزية إلى أن تقف أمام رغبة الزوج في الزواج من أخرى أو المكر والكيد بشتى الوسائل لتحقيق إخفاق هذا الزواج والضغط على الزوج ليطلق الأخرى، أو التصرف بطريقة تجبر الزوجة الأخرى على الإحساس بأنها متطفلة، وأنها قد سرقت زوجا من زوجته، وأبا من أطفاله وبيته، مما يدفعها إلى الانسحاب وطلب الطلاق، وأيضا ينبغي أن تعرف كل واحدة حدود ما أباح الله، وأن تحذر تعدي هذه الحدود متعذرة بما فطرها الله عليه من خصال الأنوثة، ولتكن الغيرة أيتها الزوجة الأولى دافعا لإرضاء الله أولا ثم إرضاء الزوج ثانيا بموافقته والابتعاد عما يثير غضبه وحزنه كي تستأثري بمودته وحبه ورحمته، فأنت بزواجك منه لم تمتلكيه إلى الأبد. أما اتخاذ المواقف المتناقضة لذلك والمنافية للشرع، وإدعاء المحبة للزوج، فلا تعود عليك إلا بخلافات زوجية لا تنتهي، وحياة أسرية لا تستقر، وخنق للزوج وإثارة لحفيظته وإيغار لصدره، وكل ذلك ينحت من الحب المستقر في القلب، ويضفي على المودة والرحمة ظلالا قاتمة، ويحيل السكن إلى بيت العنكبوت، ولك في أمهات المؤمنين زوجات النبي والصحابيات الجليلات أكبر قدوة في ذلك. فقد عدد النبيوكذلك الخلفاء الراشدون وعدد كبير من الصحابة. ولم يعلم عن أحد من تلك النساء غضب أو اعتراض على التعدد أو كره له. أو هروب من المنزل أو طلب للطلاق بسببه كما هو الحال عند بعض نساء هذا الزمن.


ضياع الأمانة

عدم العدل بين الزوجات ضياع للأمانة، وتفريط و(خيانة). (والله لا يحب الخائنين)، فالمرأة أمانة في عنق زوجها، ومسؤول عنها أمام الله، فهو راع وزوجاته من رعيته، فإن قصر سأله الله تعالى عن سبب تقصيره، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون [الأنفال: 27].


احذر أيها المعدد

احذر أيها المعدد من نقض العهد مع الله بتفريطك فيما ائتمنك الله عليه من الزوجات، فالتعدد ليس وجاهه ولا جاها ولا تفاخرا ولا تكاثرا. بل التعدد شرعه الله لخلقه، وسنه النبي لأمته، فمن لم يستطع العدل فلا يحل له التعدد، فكم من الأزواج باءوا بغضب من الله وسخط بسبب ميلهم لإحدى الزوجات دون الأخريات، فغضوا الطرف عن الزوجة، وأغفلوها تماما ولم يرعوها اهتماما. فقد قتلوا سعادتها، ودمروا حياتها، فهي تعيش حياة البؤس والبغي والطغيان، وتكابد حياة النكد والغدر والعدوان، داعية ربها أن ينتقم من زوجها.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }