عرض مشاركة مفردة
  #72  
قديم 02-02-2006, 03:06 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ــــ 4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

إن ما يفعله الأمريكان اليوم من تغيير للمناهج الدراسية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية بحجة إرساء الديمقراطية ما هو إلا حلقة في سلسلة المخططات الصليبية لتجريد الأمة الإسلامية من سلاحها الأكثر خطورة ، والشعوب المسلمة غافلة عن كل هذا ، والكل انشغل بمصالحة الشخصية (إلا من رحم الله) وتركوا الأمة بيد هؤلاء الحكام الخونة ليجردوها من قوتها لتصبح لقمة سائغة في يد أعدائها ، فلا توجد دولة إسلامية إلا وتعمل حكومتها على طمس هويتها الإسلامية خدمة للصليبيين ، فمن تغيير المناهج الدينية إلى التضييق على المدارس والجامعات الإسلامية ، إلى قتل وتعذيب وسجن الدعاة المخلصين ، وتحريف وتتزييف الحقائق الشرعية ، وتقديم علماء السوء ليلبسوا على الناس أمور دينهم ، إلى تفريغ الجيوش الإسلامية من القيم والمبادئ الشرعية وتجريدها من سلاحها وتسريح أفراد الجيوش وتعيين "خبراء" عسكريين أمريكان للتحكم في هذه الجيوش وإهدار طاقاتها وسلخها من مبادئها وتغيير أهدافها لتكون عونا للكفار حربا على الإسلام وأهله ، وقد رأينا هذا في باكستان وأندونيسيا وجزيرة العرب ومصر والجزائر وتونس وغيرها من بلاد الإسلام ..

لقد صدقت فراسة "أمير المؤمنين" – حفظه الله – الذي خبر هؤلاء النصارى وعرف مكرهم فرفض أن يقع في فخهم ، أما البعثي الذي لم يستقر على عقيدة صحيحة أو مبدأ صلب ، فقد أخذه أصدقائه بالأمس فألبسوه تاج الذل والهوان : فقتلوا أبناءه وشردوا أهله وجردوه من ثيابه ليراه العالم عارياً من كل كرامة .. وها هم المنافقين الذين نصحوه بالأمس أن يستسلم للأمريكان : يشمتون به اليوم وينعتونه بأقبح النعوت وقد تبرؤوا منه وكانوا يدّعون حبه واحترامه من قبل !! وها هو صدام يعترف - في مقولة ربما تكون الأصدق في حياته - فيقول "لقد جوّعت الذئاب ، وسمّنت الكلاب" ، ويقصد بالذئاب أهل السنة المجاهدين ، وبالكلاب : البعثيين ومن على شاكلتهم من المنافقين والإنتهازيين والمتملقين الذين هم حاشية الحكام في جميع الدول العربية !!

لقد كانت العبقرية الفذة لهذا العملاق تكشف حقيقة المواقف الدولية والألاعيب الصهيوصليبية بكل بساطة وسهولة بعد أن حاول الإعلام الصهيوصليبي إخفاء الحقائق عن البشرية ، لقد أعلن الملا عمر حفظه الله في وقتها بأن "الكثيرين يعتقدون بأن الحرب كان بالإمكان تجاوزها. لقد أُشعلت الحرب من قبل القوى التي ساندت جورج بوش مالياً أثناء حملته الانتخابية" ، وهذا من أعظم الحق الذي تبين بعد الحرب العراقية : حيث شاهد العالم كيف أن الشركات البترولية وشركات صناعة الأسلحة والشركات الإعمارية كانت من أكثر المستفيدين في هذه الحرب الصليبية ، وهذه الشركات في جملتها يملكها - أو يساهم - فيها أعضاء الحزب الجمهوري الحاكم في أمريكا ، وعلى رأس مالكيها (أو المشاركين فيها) : آل بوش وتشيني وكونداليزا رايس وأمثالهم من مسؤولي الحزب الأمريكي الحاكم ..

إن المسألة ليست الحكومة العراقية أو الإرهاب الدولي أو القاعدة الجهادية أو الأسلحة التقليدية ، وإنما المسألة حقد صليبي ومصالح إقتصادية وأحلام يهودية وحرب دينية .. وليت الناعقين أدركوا كلام "أمير المؤمنين" – حفظه الله – حين قال "هذا ليس أمرا يتعلق بأسامة بن لادن، بل إنه أمر يتعلق بالإسلام ، لأننا حينما نسلمه دون أدلة ، يعني ذلك أننا لم نعد نتمسك بالشريعة الإسلامية أو حتى التقاليد الأفغانية" .

ليتهم تعلموا من أخطائهم الكثيرة المبنية على التحليلات الشخصية البعيدة عن الحقائق الشرعية فيقعون في الجحر تلو الجحر دون بصيرة أو نظر " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج : 46)

إن للسياسة تفسير عجيب عند هؤلاء ، فهي تعني عندهم : المداهنة والتنازلات والرعونة والمجاملات ، ولا يخطر ببال هؤلاء بأن السياسة: تحقيق المقاصد الضرورية وفق الضوابط الشرعية !! لا يخطر ببال هؤلاء بأن السياسة قد تكون في المواجهة وليس في الإنسحابات تلو الإنسحابات !! في الصدام ، وليس في الفرار !! في الجهاد ، وليس في التولي يوم الزحف الذي هو من السبع الموبقات !!

كل الحلول الشرعية التي طبقها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أو طبقها الخلفاء بعد مماته هي سياسات بالية قديمة لا تصلح لهذا الزمان عند هؤلاء السياسيين المحنكين !!

وليت الأمة الإسلامية وقادتها العلماء سمعوا أو فقهوا كلامه - حفظه الله - في رسالته العظيمة التي بيّن فيها حقيقة الحرب وأهدافها وواجب المسلمين تجاهها ، فقد أرسل رسالته الخالدة إلى الأمة الإسلامية ، فقال :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه
:
{انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون} والقائل: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير}
..

والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين نبينا محمد القائل
:
"بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم"
(رواه أحمد وأبو داود).

أما بعد :
فيا أمة الإسلام العظيمة يا {خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} .. أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها :
يا من آمنتم بالله، رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً .. أيها المسلمون جميعاً :
لا شك أنكم تتابعون بكل عناية واهتمام الحملة الصليبية السافرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم دولي من بريطانيا ودول أوروبا النصرانية ، وحلف شمال الأطلسي وروسيا والدول الشيوعية السابقة ومن انضم إليهم من ملل الكفر والمرتدين وخبالة المسلمين ، يجيشون الجيوش ، ويحزبون الأحزاب ضد الإمارة الإسلامية في أفغانستان لتحقيق أهداف أعلنوا عنها، في مقدمتها الإطاحة بالحكومة الإسلامية في أفغانستان، والقضاء على ما يسمونه (قواعد الإرهاب) .
ولا شك أنكم تدركون أن الأسباب التي يدعي هؤلاء أنها وراء حملتهم الصليبية هذه ليست إلا مجرد ذريعة لتحقيق أهداف مبيته عندهم ، أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنها في كتابه العزيز حيث قال: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون} ، إنهم يريدون أن يقضوا على هذه الدولة الإسلامية ، لأنها إسلامية ، وإلا ففي أي شرع أو قانون تجوز معاقبة شخص لمجرد شبهة اتهام لم تثبت ، فضلاً عن معاقبة أمة بسبب ذلك الشخص؟! .
إن مما اتفقت عليه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ، ولكنهم يقاتلوننا لأننا أقمنا نظام حكم إسلامي مستقل ، وهذا في الحقيقة أشد عليهم من الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن.

أيها المسلمون في العالم :
إن السؤال الآن لم يعد حول ما إذا كانت العمليات التي تمت ضد أمريكا صواباً أم خطأ ، فالذي حصل حصل ، أيده من أيده وعارضه من عارضه.
إن السؤال المطروح الآن هو: ما هو واجب الأمة الإسلامية تجاه هذه الحملة الصليبية الجديدة على أفغانستان؟!!.
وما هو حكم من يتولى هؤلاء الصليبيين ويقف إلى جانبهم بأي نوع من أنواع الدعم والمساندة ؟ .
إن مما أجمعت عليه الأمة الإسلامية واتفق عليه الأئمة أنه في مثل هذه الحال التي نحن فيها اليوم يصبح الجهاد ضد هؤلاء الغزاة فرض عين على كل مسلم ، لا إذن لوالد على ولده ، ولا لسيد على عبد ، ولا لزوج على زوجه ، ولا لدائن على مدينه ، لا خلاف في هذا بين العلماء .
هذا عن حكم الجهاد ضد هؤلاء الغزاة، وواجب المسلمين في ذلك. أما حكم من تعاون مع هؤلاء، فقد بينه الله سبحانه أكمل بيان. يقول الله تعالى في محكم كتابه
:
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}
__________________