عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 02-02-2006, 03:11 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ــــ 4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

لقد أشعل هذا العملاق بكلماته القليلة روح الفداء وفتيل العزيمة في القلوب الخراسانية المسلمة الموحدة ، فكانت النفوس تتجاوب لكلماته البسيطة وكأنها سحر يعقد على القلب فلا يعقل إلا هذه المعاني الشامخة فتحتقر الحياة وتشتاق إلى المعالي والبذل والعطاء ..

"بقعة صغيرة من الأرض تكفينا للإستمرار في الدفاع عن أنفسنا ورفض الاستسلام والقتال حتى النفس الأخير ..." (أمير المؤمنين) ..

عزيمة مجرّدة من كل خوف أو شك أو تردد ، ومثل هذه العزيمة هي التي ينقاد إليها الرجال ، ويدخل أصحاب المعالي تحت لوائها لأنها توافق طبيعتهم السامية وهمتهم الشامقة وروحهم الشاهقة العالية ..

ما إن أرى مَثَلاً له في ما أرى ... أمُّ الكرام قليلةُ الأولاد

"على أعدائنا أن يعرفوا بأننا سنحرر أفغانستان. سنخلص البلد من الأجانب. أقسم بـأننا سنحرر جميع الأراضي التي يعربد فيها الأميركيون. لقد جاوزت أنانيتهم الخيال ، انهم يعتقدون بأنهم ملاك الأرض جمعاء "

لقد سمعنا هذا الكلام مراراً من أناس باعوا البلاد واتخذوا الكذب لهم منهجا وديدنا يخدرون به العباد ويسرقون بسببه الخيرات في غفلة أصحابها الذين صدّقوا صريح الكذب وظاهره !! فكم مرة سمعنا القوم يهددون اليهود ويتوعدون ويستنكرون ويشجبون ويجتمعون ويتفرقون ويخطبون !! ورحم الله جرير إذ قال :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربعُ

ففي الوقت الذي يهددون في يهود : يحرسونهم !! وفي الوقت الذي فيه يعلنون مقاطعتهم : يعقدون معهم الصفقات الشخصية والتجارية !! وهل بنى جدار العزل اليهودي إلا المرتدون من أبناء السلطة الفلسطينية الذين كانوا يشترون الإسمنت والحديد من تجار مصر في الليل ، ويلعنون اليهود ويُعلنون عليهم الحرب في النهار !!

إن السلاح جميع الناس تحمله ... وليس كل ذوات المخلب السبعُ

إن هذه الكلمات ، من رجل مثل هذا هي التي يتبعها الناس ، ولا يتبع الناس إلا من وافق قوله فعله .. ومن بذل وأرخص نفسه في سبيل قضيته : فإن الناس يفدونه بالنفس والنفيس .. لا تنفع الخطب المنمقة والكلمات المزركشة والألفاظ المفخمة إن لم تخرج من قلب صادق ، وفعل ظاهر ، ونفس طاهرة عرفت وأيقنت بأن وعد الله نافذ ، وأنه لا راد لأمره سبحانه ..

قال أمير المؤمنين حفظه الله "أنا أفكر في وعدين : وعد الله ، ووعد بوش ، وبالنسبة لوعد الله فهو أرحب وأكثر حماية من أي تهديد في الدنيا ، وأما وعد بوش فهو زائل مهما طالت عواقب عدم تنفيذه."

إن النفس المتوكلة على الله هي التي تختار هذا الطريق ، وهي التي تجتاز المكاره والعقبات لتصل إلى الغاية الأسمى والجائزة الكبرى ، أما النفوس الضعيفة المترهلة التي آثرت الفانية على الباقية ، والراحة على العمل ، فهذه نفوس رأس مالها الكلام الذي هو برواز صورة خالية ..

اقرأ هذه الكلمات وتمعن فيها " أنا على يقين بأن الله قادر على حمايتي ، وأهلي ، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ومهما بلغت قوة أمريكا ، فهناك رب أقوى منها ، وسيهزمها في نهاية المطاف." (الملا محمد عمر) ..

إن هذا الدين لم يبلغنا بالزهور والورود ، ولا بالديباج والحرير ، ولا بالأقلام والمحابر ، ولا بالأوراق والدفاتر ، بل بلغنا بكسر الرباعية والثنايا ، والأجساد الدامية ، والجلود المكتوية على الصخور الحامية ، والنفوس الزاهقة ، والأشلاء المتقطعة ، والدماء السائلة : حتى يُعبد الله في الأرض ، وهذه التضحيات هي التي اشتراها الله من المؤمنين بالجنة ..

ومن كان هذا ماضيه ، وهذا تاريخه ، فله أن يُعلن : "وإننا نعلن للعالم أجمع أنا إن شاء الله لن نستكين ولن نلين وسنثبت بإذن الله الباري حتى يكون لنا إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة ..." (الملا محمد عمر) ..

قوم تراهم غيارى دون مجدِهم ... حتى كأن المعالي عندهم حُرَمُ

مثل هذا إذا قال "إننا نريد تطبيق دين الله في أرضه ونريد خدمة كلمة الله ، ونريد تنفيذ الأحكام الشرعية وحدود الله" ، فإنه لا شك يهز أركان العالم الكافر ويقلبه رأسا على عقب ، وكلام مثل هذا هو الذي تُجيّش له الجيوش وتنفق في حربه الأموال وتُزهق في سبيل صده الأرواح لأنها كلمات صادقة حقيقية خرجت من فيّ رجل علم الناس رجولته ..

ماذا تقول قوافي الشِّعر عن رجلٍ ... كلٌّ يقول له : هذا هو الرجلُ

وها هو القائد الفذ ، والسياسي المحنّك يقود المعارك في جبال سليمان ويُوجّه الجيوش في السهول والوديان ، ويُرسل البعوث ليفتكوا بعُبّاد الصُّلبان من الأمريكان والبريطانيين والألمان والطليان ، ولا أعرف رجل على وجه الأرض ينعم بالحريّة والإستقلال كما ينعم بها هذا
العملاق
، فكل حاكم على وجه الأرض أضحى عبداً للأمريكان ، حتى أقرب الأقربين لهم من البريطانيين أضحوا عبيدا مسيّرين ، إلا أمير المؤمنين الذي حمل معول الحنيفية ليكسّر بها أصنام الجاهلية الصليبية ، مع إخوانه العمالقة من أتباع الملّة الربانية والآيات القرآنية والسنن المحمدية ..

ضربوا لك الأمثال في أشعارهم ... لكنني بك أضرب الأمثالا

هذه المكارم لا ما يدعيه من لا كرامة له .. هذه هي الحرية لا ما يتوهمه من تمرغ في عبودية الهوى والبشر فظن أنها أصلاً فلا يعرف غيرها وينكر على من خرج عليها !!

مكارم لجَّت في العلوّ كأنّما ... تُلاحظ ثأراً عند بعض الكواكبِ

لقد أرسل برسالة من بين القذائف المدوية ، فعلا دوي كلامته صوت المدافع :

"بسم الله الرحمن الرحيم
من أمير المؤمنين الملا محمد عمر إلى إخوانه من المسلمين في كل بقاع الأرض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أيها المسلمون اعلموا أن سنة الله تعالى في الكون أنه إذا التقى الحق والباطل في لقاء مصيري محتوم فإن الله عز وجل ينصر جنده وأولياءه، فقد نصر الله نبيه موسى عليه السلام وقومه المستضعفين على فرعون الطاغية، ونصر محمد عليه الصلاة والسلام على كفار قريش في وقعة بدر الكبرى وغزوة الأحزاب، ونصر المسلمين الصادقين بقيادة المضفر قطز على التتار الباغين، وها نحن اليوم في لقائنا المصيري مع قوى العالم أجمع كافرهم ومنافقهم نعيش أياماً حاسمة تتمخض بنصر مبين للإسلام وأهله إن شاء الله .

وإننا نعلن للعالم أجمع أنا إن شاء الله لن نستكين ولن نلين وسنثبت بإذن الله الباري حتى يكون لنا إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة ، فأبشروا يا أهل الإسلام واعلموا أن بوادر النصر قد لاحت في الأفق، ومع اشتداد الأمور يأتي الفرج والنصر العظيم من القوي العزيز .
فالله الله أيها المسلمون بمساندتنا، بالدعاء والمال، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}.
وصل اللهم وسلم على خير خلق الله محمد بن عبد الله قائد المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين
خادم الإسلام والمسلمين محمد عمر مجاهد
18/9/1422هـ

__________________