عرض مشاركة مفردة
  #75  
قديم 02-02-2006, 03:12 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ــــ 4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

إن الكلام عن مثل هذا الرجل ذو شجون ، ولا والله لم نُعطي هذا الجبل الأشم بعض حقه في هذه الأسطر القليلة ، وإنما هي لفتات وخواطر لا تعدو أن تكون قطرات في بحر فضائل من سنّ العزة والكرامة الإسلامية في الأرض من جديد ..

وكلّ مدحٍ يُقال فيكَ إلى ... التقصير أدنى منه إلى السَّرفِ

يكفيه فخراً وشرفا وعزا أنه يقود جيشا فيه أمثال أسد الإسلام أسامة ، والمولوي جلال الدين حقاني ، والمولوي يونس خالص وأشباههم وأقرانهم من أسود الإسلام وعمالقة الجهاد في عصر الأقزام :

كلّهم سيّدٌ ، فمن تلقَ منهمُ ... قلتَ : هذا أولى بمجدٍ وفضلِ

لو لم يُسجّل له التاريخ إلا وقفته في وجه رأس الكفر أمريكا ورفضه تسليم المجاهدين للكفار مقابل عرشه الزائل لكفاه ذلك ، دون مناقبه الكثيرة التي عرفناها من مواقفه الجليلة ..

حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفّرِ

كتب الأخ الكريم الملا شاكر الله غزنوي رسالة بعنوان "الملا محمد عمر مجاهد .. هكذا عرفته وسمعت عنه" .. جاء فيها :

"تشرق وتتلألأ في سماء الإسلام أسماء قادة غيروا وجه التاريخ .

كان الرجل منهم أمة .. لا بألف .. بل والله أمة .. قادوا جيوش الإسلام في معارك أغرب من الخيال ، فركبوا بها الصعب والذلول وشقوا بها القفار والبحار.. تصافت في نفوسهم صفات صيرتهم قدوات لمن بعدهم، فبين شدة ورحمة وقوة وسكينة .. وكذلك يصنع الإسلام بمن أخذه بجد وسار عليه بصدق .. فما منا من أحد إلا يعلم أن منهم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وأبا عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وعاصم وعقبة بن نافع وعمر بن عبد العزيز وطارق بن زياد وقتيبة بن مسلم ومسلمة بن عبد الملك رهبان الليل وفرسان النهار .. تتخضب خدودهم ليلا بدموع الصادقين الأوابين وتتزين نحورهم نهاراً بدماء المجاهدين المقبلين .. ملأوا المحاريب طاعة وسجودا ، والميادين بطولة وإقداماً ..فمواقفهم وسيرتهم حقاً تأخذ الألباب .. ترى هل توقفت عجلة التاريخ وطويت صفحات الأبطال فلم نعد نراها إلا سطوراً مدونة في بطون الكتب ؟ كلا ثم كلا ..إن الإسلام لم يزل يخرج لنا الرجال ويبرز الأبطال ويعيد لنا قصص القادة لنراها حية متحركة أمامنا .

فهلموا _ أخوتي _ أحدثكم عن رجل ارتقى مقامهم ودخل ساحتهم فشابه أعمالهم وعاين أخبارهم حتى كأنه واحد منهم ، بل إنه واحد منهم.

أمير المؤمنين الملا محمد عمر "مجاهد" .. كان إلى الناس في قيظ الحياة كقطر الغيث بعد اليأس .. أي عظمة فيك توفرت فجعلت منك شرفاً للإسلام والمسلمين .. أي إيمان .. وأي عزم .. وأي مضاء ؟!

أي صدق .. وأي طهر .. وأي نقاء ؟!

أي تواضع .. أي حب .. أي وفاء ؟

أي احترام للحياة وللأحياء ؟

مهما تتبار القرائح وتتنافس الأقلام متحدثة عنه ، مسطرة فعال عظماته ، فستظل جميعها كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لساناً .. لا ليس غلواً ولا شططاً ولكن من عرف الرجل ..من علِم همّه .. من أدرك همّته.. لن يقول إلا ذاك .

إحدى الدول الكبيرة عرضت عليه تغطية تامة لنفقة تعمير أفغانستان كلها ، وأخرى أن تسعى لأجل أن يعترف العالم بدولته ، وأخرى أن تكف عن مساعدة المخالفين له ، فقط أن يتوقف هو عن مساعدة الجماعات الجهادية.

فماذا تتوقعون أن يقول أمير المؤمنين في هذا الإجتماع .. عروض طالما تنافست الدول لنيلها .. ومطالب حرصت على تحصيلها .. لكن أميرنا له معيار غير معيار القوم .. ونظرة تخالف نظرة (السطحيين) .. (وضوابط) عادت مهجورة في زمن الحضارة والتقدم .. ابتدأ كلامه بالحمد والشكر لله ثم بعربية متكسرة ولكنها عميقة صادقة قائلاً : يا أخوتي المجاهدين إن كان كل واحد منكم يحمل هماً واحداً فأنا أحمل جميع هموم المسلمين.. ثم استرسل في الكلام بلغة البشتو طالباً من الاخوة ترتيب أمورهم وليحذروا أعداء الله أن ينالوا منهم .. نعم كلمات مختصرات وعبارات مقتضبات ولكنها تعبر عن منهج راسخ وطريق ثابت لا يتقلب بتقلب الأهواء ولا يتغير بتغير الأحوال ..

وعندما دعا أحد أمراء الجماعات الجهادية وطلب منه التحفظ في التدريب وضبط حركته فإن الأعداء يتربصون به ، ففهم الأخ أن الملا محمد عمر حفظه الله يريده أن يتوقف كلياً ؛ فشد عليه بالكلام – وأمير المؤمنين منصت يستمع - : كيف تعطلني عن الجهاد ؟ وتمنعني من قتال أعداء الله ؟ وأطال عليه الكلام ، وبعدما أنهى الأخ كلامه ، رفع الملا إليه رأسه وعيناه تدمعان وبصوت خافت عبر عنه المترجم : أأنا أمنعكم عن الجهاد ؟! .. أأنا أعطل أمر الله لكم بالإعداد والتدريب ؟! ثم قام .

لم يكن الجهاد عنده حلاً مؤقتاً أو مصلحة تقتضيها الظروف بل كان الأصل هو الاستعداد للجهاد وغزو الكفار .

__________________