عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-06-2005, 12:53 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي كونداليزا رايس الحاكم الفعلي للعالم العربي

كونداليزا رايس الحاكم الفعلي للعالم العربي

--------------------------------------------------------------------------------

على الرغم من أنّ النظام الرسمي العربي يحتقر المرأة إلى أبعد الحدود و يتعامل معها كمواطن من ذوي الإحتياجات الخاصة إلاّ أنّه يحسب ألف حساب للمرأة الأمريكية كونداليزا رايس رئيسة الديبلوماسية الأمريكية و التي بمجرّد أن تتلفظّ بكلمة واحدة فإنّ هذه الكلمة تصبح مدار تحليل المحللين في دوائر البلاط في العالم العربي وعلى وقع هذه الكلمة تدور السياسة في الجغرافيا العربية . و تحاول المنظومة الرسمية العربية أن تتغلغل إلى شعور ولا شعور السيدة كونداليزا رايس لضبط إيقاع السياسة هنا و هناك على هوى كونداليزا التي يعتبرها الرسميون العرب الرجل الوحيد في إدارة جورج بوش الإبن , تماما كما كانت غولدا مائير الرجل الوحيد في حكومة بن غوريون كما كان يقول بن غوريون نفسه .
فكونداليزا إذا امرت بإطلاق سراح السجناء في البلاد العربية فإنّه يطلق سراحهم وحتى القططة المسجونة في زنزانات الحكام يعفى عنها وتكرّم , وإذا أمرت بتغيير الدستور فإنه بقدرة قادر يتغيّر و يصبح على هوى واشنطن و رغبتها , و إذا أمرت كونداليزا بأن يكون شعر هذا الرئيس العربي أملسا بدل أن يكون مجعدا فإنّ هذا الرئيس العربي يستدعي أمهر الحلاقين القادرين على تمليس الشعر ......
وبدل أنّ يستمع هذا النظام الرسمي العربي لصرخات الجماهير المستضعفة التي ملّت من الصراخ والمطالبات و الإحتجاجات فإنّه راح ينصت فقط لكونداليزا , لأنّ الإستماع إليها وطاعتها والرضوخ لمطالبها يؤدّي إلى البقاء في الكرسي و تدفق المساعدات التي تذهب إلى القططة السمينة التي تحكم الشعوب المستضعفة كما يؤدي إلى إستمرار النعم والإمتيازات مادامت واشنطن وليّة النعمة و كونداليزا ممثلّة ولي النعمة على الصعيد العالمي راضية و مرتاحة لهذه السياسة وتلك .
والمفارقة العجيبة أنّ الشعوب العربية المسحوقة تطالب بمطالب لا تتصادم وتوجهات الحاكم ولا طموحاته فهي تطالب ببعض الحرية و قليل من الخبز و الكرامة و بعضا من العفّة السياسية في زمن العهر العربي ومع ذلك فإنّها تقابل بالمجابهة و الإعتقال و التحرش الجنسي والإغتصاب العلني والسريّ .
أمّا كونداليزا السيدة فتعرض على المنظومة العربية الرسمية مطالب وطروحات تتصادم جملة وتفصيلا مع السياسات الرسمية و قد تخرم حتى الأمن القومي ومع ذلك تلبّى رغباتها بسرعة فائقة , بل قبل أن تمرّ نصف ساعة على تصريحاتها تكون قد نفذّت حذو القدّة بالقدّة في العالم العربي . والعجيب أيضا أنّ أقوال كونداليزا تتحوّل إلى أوامر واجبة التنفيذ في بلادنا العربية وهي في واشنطن , أمّا إذا قررت أن تأتي إلى بلادنا العربيّة فهنالك الويل والثبور وعظائم الأمور فصور الرئيس تنزع من الشوارع لتظنّ وهي تتجول في شوارعنا المزينة زيفا وبشكل مؤقّت أنّ التعددية هي سيدة الموقف في هذا البلد وذاك وليس حكم الفرد من المهد وإلى اللحد , والدساتير تغيّر و القرارات تتخذ لتكييف القوانين والتصريحات و الممارسات و المسلكيات و التحركات مع هوى كونداليززا رايس , بل إنّ البعض يزايد و يجمّد حتى اللغة العربية لتكون الأنجليزية سيدة الموقف , تماما كما فعلت تلك المدرسة المصرية التي طردت التلاميذ الفلاحين وجاءت بتلاميذ من عليّة القوم يتقنون الرطانة بلغة العم السام و كل ذلك لكي ترى زوجة جورج بوش التي زارت الشرق الأوسط أخيرا تلاميذ يدخلون مزاجها ويتماشون ونمط تفكيرها الأمريكي .
و الأكثر من ذلك فإنّ هذا النظام الرسمي العربي لو إستطاع أن يرمي شعبه إلى البحر بدل إسرائيل لفعل ليتخلصّ من شعوب تكره أمريكا وسياستها الظالمة في الشرق الأوسط , و لإستعاض عنها بشعوب ترطن باللغة الإنجليزية و تهتف في الشوارع العربية بحياة كونداليزا والدولة التي تمثلّها .
إنّ هذه المسلكية الخاطئة لن تؤدّي إلى دوام الحكم مطلقا لأنّ أمريكا عودتنا على لفظ أكبر عملائها عندما إنتهت أدوارهم ألم تغلق واشنطن بابها في وجه شاه إيران وقد كان شرطيّها في منطقة الخليج العربي , ألم تعتقل نورييغا في بنما وقد كان أحد عملاء جهاز مخابراتها , ألم تتخل عن كارلوس في الفلبين وقد قدم لها ما قدم , ألم تلفظ النميري والسادات و غيرهما بعد أن قدموا لها خدمات جليلة .
إنّ الذي يمنح القوّة للحكم هم الشعوب و ليس كونداليزا على الإطلاق , و الشعوب وحدها تشكّل الضمانة الأساسية لإستمرار الدولة في أداء عملها , و متى ما تخلّت الشعوب عن حكامها هنالك يبدأ السقوط .
والمصيبة الأكبر أنّ النظام الرسمي العربي ولحدّ الآن لم يكتشف هذه المعادلة و ما زالت توجهات كونداليزا رايس عنده في كفّة و توجهات الشعوب المستضعفة في كفّة أخرى ...
والمفارقة الأخرى أنّ هذا النظام كلما تنازل وإنبطح و نفذ كل مطالب كونداليزا والإدارة التي تمثلها و كلما بدى عبدا مطيعا ومولى خادما مسكينا مستكينا , تطالبه كونداليزا بالمزيد والمزيد فهي وإدارتها الأمريكية لا يشبعان فهما كجهنمّ تماما التي تقول هل من مزيد دوما .
و هذا النظام الرسمي العربي الذي قدم باطن الأرض وظهرها للأمريكان ما زال يسمع من كونداليزا و إدارتها هذا لا يكفي فهل من مزيد !!!
مقال للكاتب يحي أبو زكريا
__________________
لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا


الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية"