الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #67  
قديم 04-09-2006, 02:46 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-259-

وفعلا قام نظام جديد في طهران ، وكان الدكتور مهدي بازركان رئيسا لأول حكومة وما زال من كبار أعضاء مجلس الثورة .. ولعب بازركان دورا مهما في عودة علاقات ايران مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي عهده استمر التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ، وعاد تصدير النفط الى الولايات المتحدة .

وننقل فيما يلي : تصريحا لبازركان كان يتحدث فيه عن موقف بلاده من الولايات المتحدة .

وحديثا له مع إذاعة طهران يتحدث عن رأيه بالغرب .. ووثيقة صادرة عن الطلبة الذين احتجزوا الرهائن وعثروا على وثائق في السفارة الأمريكية ، ومنها وثيقة تدمغ بازركان ، وتكشف عمالته للولايات المتحدة ، ولكن الخميني تدخل لصالح شريكه بازركان فصمت الطلبة :

-260-

موقف بازركان من الولايات المتحدة
جاء في حديث لبازركان مع صحيفة ( نيويورك تايمز ) ( أعرب رئيس الوزارء الايراني عن عزم حكومته على الاستمرار في علاقتها الطيبة مع الولايات المتحدة ، وأبدى مجددا أسفه للهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في طهران يوم الأربعاء الماضي وبالنسبة لتصدير النفط الايراني قال بازركان : إن بلاده سوف تستأنف تصديره قريبا الى جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية"9" ) .
الغرب هو الذي صنع إيران
أدلى الدكتور مهدي بازركان رئيس الوزراء الايراني في حديث أذاعه الراديو الحكومي قال فيه :
( إن جوهر الوجود الايراني كدولة قد تولد من اتصالنا مع الغرب ، وإنه لمما يتنافى مع المبادئ الشرعية الاسلامية تدمير كل ما هو أجنبي ) .
وأضاف قائلا :
( إن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يعارض مطلقا الغرب أو أي شيء غير عربي ، فالنبي والاسلام منزهان عن الأهواء ) .
وقال أيضا :
( وأنه فيما عدا القصائد الفارسية القديمة للفردوس فإنه لا توجد أية فكرة عن القومية ، وقد ظهر مفهوم الأمة والشعب الواحد فقط بعد تبلور الغرب ) .

(9) 19/2/1979 ترجمة الصحف العربية
-261-

وقال :
أنه يتعين تطوير رؤية اسلامية جديدة في إهاب غربي . واستطرد قائلا : إننا لا نستطيع أن نغلق أبوابنا أمام كل فكرة أجنبية . وأعاد بازركان للأذهان أيام دراسته عندما كان الجلوس على كرسي يعتبر تشبها بالغرب وضد الاسلام . وأضاف أن دراسته بالخارج كانت تعد أيضا شيئا ضد التقاليد والاسلام .

ويعتبر تصريح بازركان متباينا في مواجهة الأحكام القاطعة التي أصدرها الإمام الخميني ضد الغرب ومساوئه . وكان الخميني قد صرح منذ ثلاثة أيام في مدينة قم بقوله :
( يجب أن تنقطع صلتنا بالغرب"10" ) .
حركة الحرية عميلة للولايات المتحدة
ظهر اثنان من الطلاب على التلفزيون الايراني في 7/2/1400 وقالا أنه تم العثور على وثائق في السفارة ربطت بين منظمة تدعى ( حركة الحرية ) _ كان الدكتور بازركان أحد مؤسسيها _ وبين الولايات المتحدة .

ووجه الدكتور بازركان وزعيمان آخران بالحركة رسالة الى المدعي العام الاسلامي وصفوا فيها المزاعم بأنها لا أساس لها من الصحة وطالبوا بإجراء تحقيق ومحاكمة الطلاب.
وأصدر الطلبة فيما بعد بيانا تراجعوا فيه عن دعوى زميلهما علما بأن الطالبين قالا بأن


(10) باريس _ ا ف ب ( أي وكالة فرانس برس ) _ رويتر _ ي ب 12/9/1979 .

-262-

لديها أدلة على ارتباط حركة الحرية بالولايات المتحدة ، ويظن أن الخميني تدخل في الأمر لحساب بازركان .

ومن الجدير بالذكر أن زعماء هذه الحركة هم :
1_ الدكتور مهدي بازركان رئيس الوزراء السابق .
2_ حسن نزيه نقيب المحامين والمدير العام لشركة النفط الوطنية الايرانية سابقا .
3_ المهندس عزت الله سحابي عضو مجلس الخبراء الدستوري . ومن المفيد بالذكر أن بازركان أتم دراسته الهندسية في فرنسا على نفقة الشاه رضا بهلوى الخاصة"11" .

وخلاصة القول :
قالت أجهزة اعلام السوفيات : إن الجنرال ( هويزر ) وصل الى طهران للقيا بانقلاب عسكري . ومن باريس تولت صحيفة ( النيويورك هيرالد تريبيون ) تصحيح الخبر فقالت كل ما ينبغي أن نفعله هو أن نستبدل عبارة ( القيام ) بعبارة ( منع ) لتصبح مهمة هويزر هي ( منع الانقلاب العسكري ) أي تحييد الجيش .

وقال الشاه : ان هويزر كان على اتصال مع بازركان منذ مدة طويلة ، واتصل به خلال زيارته لطهران _ أي قبيل رحيل الشاه بقليل _ .

وجاء الطلبة الذين احتجزوا الرهائن فأكدوا للملأ في 7/2/1400 أن بازركان وحركته ( حركة الحرية ) كانوا على صلة مع الولايات المتحدة الأمريكية حسب وثائق


(11) نيوزويك 17/2/1979 .

-263-

عثروا عليها في السفارة ، وصمت الطلبة بعد تدخل الخميني لا يغير من الحقيقة التي قيلت من على شاشة التلفزيون الايراني .
وثبت من خلال الأدلة التي سقناها أن محادثات قد جرت بين الخميني والادارة الأمريكية سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر .

وسمعنا بعض الاسلاميين يقول : نعم حصل تدخل أمريكي ولكن لصالح بختيار والجواب أن الأدلة التي بين أيدينا تثبت أنه لصالح الخميني وثورته ، ومن كان يملك مناقضة لما نقول فليتفضل .
من أفواههم ندينهم
لو سلمنا جدلا برأي القائلين ببراءة الخميني من أي ارتباط خارجي فهل تكفي هذه البراءة للقول بأن الثورة كلها مستقلة ولا صلة لها بالولايات المتحدة الأمريكية .
والجواب : لا بد من معرفة أحوال أعمدة الحكم في ايران كرئيس الوزراء ، والوزراء ، وقادة الجيش وكبار ضباطه ، والآيات والمراجع الدينية وأعضاء المجلس الثوري والمجلس الاستشاري ، فإن كان معظمهم ملوثا فهذا يعني أن الثورة ملوثة .

وسنتقصى في هذا البحث أحوال بعض أعمدة الحكم ، ونحكم عليهم لا من خلال شهادة أنصار الشاه أو بعض الأنظمة المعادية لثوار الخميني .. وإنما سنحكم عليهم من خلال شهادات المسؤولين في الحكم ، وما أذيع عنهم رسميا في أجهزة الاعلام لطهران ، فإن كان ما قيل عنهم صحيحا فيكون هذا حكم على الثورة كلها ، وإن كان ما قيل عنهم كذبا فهذا يعني أن أجهزة اعلامهم تقوم على الكذب ، وتصريحات آياتهم وكبار

-264-

المسؤولين فيهم كاذبة ، وأن الثورة كلها تقوم على سواعد كاذبة فاجرة والعياذ بالله وهذان أمران أحلاهما مر .

أما الخميني فلقد تقدم به السن ، وكثرت أمراضه وعلى رأسها مرض القلب ، وصار على حافة قبره _ كما يقال _، وسيمارس الحكم من خلال مجلس الوزراء والمجلس الثوري أي من خلال الشخصيات التي سنتحدث عنها فيما يلي :

ثلاثة وزراء من عملاء السافاك
طهران _ وكالات : وجهت تهمة بصورة غير مباشرة أمس الى 3 وزراء بأنهم كانوا عملاء للبوليس السري السابق ( السافاك ) بالرغم من دفاع رئيس الوزراء الايراني مهدي بازركان عنهم .

ونسبت ( فرانس برس ) الى تقارير غير مؤكدة أن الوزراء الثلاثة هم :
1_ رضا صدر وزير التجارة .
2_ محمد آيزادي وزير الزراعة .
3_ كاظم سامي وزير الصحة .

وأشارت الى احتمال تنحيتهم من خلال عملية تعديل شامل للوزارة . ووصفت صحف طهران الأنباء وردود الفعل عليها بأنها ( فضيحة )"12" .

وفعلا تم إبعاد الوزراء الثلاثة .

(12) الوكالات 28/10/1979 .