[أبو حمزة الخليلي]

ما هذا يا شايب؟
و هل كل قول كفري لا بد أن ينبه عليه العلماء بعينه حتى يكون كفرا. ما هذا التخليط؟ و من يقدر أن يستوفي ما كان و ما سيكون من الأقوال الكفرية؟ إنما غاية الأمر أن يذكر العلماء القواعد التي يعرف بها الكفر كي يجتنبه الناس و قد ينقلون أمثلة مما شاع في عصرهم من الكفر تنبيها للعوام و إشفاقا عليهم كما في كتاب الإعلام بقواطع الإسلام لابن حجر الهيتمي، و الشفا للقاضي عياض و رسالة بدر الرشيد الحنفي في الألفاظ المكفرات و غير ذلك كثير لا سيما ما يذكره الفقهاء في باب الردة من كتب الفقه. و أنت تعلم -هداك الله- أن رد النصوص كفر، و في هذا الكفاية للحكم على القائل بفناء النار بالتكفير، ففيم المماحكة!
ثم إنا رأيناك قد استحسنت تكفيرنا من قال:"خرجت من الله إلى الله ، حتى صاح منِّي فيَّ : يا من أنا أنت" ، و لعلك لن تجد من العلماء من ذكر أن هذا القول بعينه كفر، و إنما غاية ما ستجده قواعد عامة يقتضي تطبيقها الحكم بالتكفير على من قال مثل ذلك القول. فما هذا التحكم في شرع الله؟ أكل هذا لأجل ابن القيم!
لاحول و لا قوة إلا بالله.