عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 07-10-2006, 07:23 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

السلام عليكم

هذه خطبة راااااااااااائعة للشيخ الحذيفي من أجمل و أبلغ ما قرأت
يقال و الله أعلم أنه قالها بعد زيارة أحد رؤوس الشيعة للمدينة




الحمد لله رب العالمين أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى عباد الله إن أعظم نِعم الله على الإنسان الدين الحق الذي يحيي الله به من موت الكفر ويبصره الله به من عمى الضلالة قال تعالى: (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها..) ودين الله في السماء وفي الأرض ودين الله للأولين والآخرين هو الإسلام ولكن الشريعة تختلف لكل نبي فشرع الله لكل نبي ما يصلح أمته وينسخ الله ما يشاء ويثبت ما يشاء بحكه وعلمه. وببعثة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم نسخ الله كل شريعة وكلف الله الإنس والجن باتباعه والإيمان به قال الله تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا غله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون). وفي الحديث: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار). فمن لا يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو في النار ولا يقبل الله منه ديناً غير الإسلام قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام). وقال تعالى: (ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأفضل شريعة وأكمل دين جمع الله فيه كل أصل بعث به الأنبياء قبله عليه الصلاة والسلام (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من يُنيب). وأحبار اليهود ورهبان النصارى يعلمون أنَّ دين محمد صلى الله عليه وسلم حق لكن يمنعهم من اتباعه الحسد والكبر وحب الدنيا والشهوات ولن يجدي ذلك عليهم شيء وقد حرف اليهود والنصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كتابهم وغيّروا دينهم فهم على كفر وضلال.
و بعد هذا العرض الموجز للحق والباطل يسؤونا نحن المسلمين الدعوة التي تنادي بالتقريب بين الأديان من جهة والتقريب بين أهل السنة والشيعة من جهة أخرى والذي ينادي به بعض المفكرين الذي تنقصهم أولويات وأساسيات في العقيدة ويزداد الأمر خطورة في هذا العصر الذي صارت فيه الصراعات دينية ومصالح ترتكز على الدين.
إن الإسلام يدعو اليهود والنصارى إلى أن ينقذوا أنفسهم من النار ويدخلوا الجنة ويدخلون في دين الإسلام الحق وينخلعوا من الباطل قال الله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقل اشهدوا بأنا مسلمون). والإسلام يقر اليهود والنصارى على دينهم تحت حكمه إذا كانوا ملتزمين بأحكامه المالية والأمنية ولا يجبرهم على الإسلام لقول الله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). ويبين الإسلام أنَّ دينهم باطل وهذا لسماحة الإسلام ونصحه للبشرية حتى يؤمن من يُؤمن ويكفر من يكفر. ولو دخل اليهود والنصارى والمشركون في الإسلام لوسعهم وكانوا إخوة للمسلمين في الدين لأن الإسلام ليس فيه عنصرية ولا يتعصب للون ولا لعرق قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وتاريخ الإسلام شاهد بذلك وأما أن يقرب الإسلام من اليهودية أو النصرانية فذلك بعيد كل البعد وهيهات هيهات أن يكون هذا قال تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت مسمع من في القبور).
وأما أن يقرب المسلم من اليهود والنصارى بمعنى أن يتنازل عن بعض أحكام دينه ويتساهل في تطويع دينه أو تطويع بعض أحكام دينه لأهوائهم أو يوادهم فذلك أيضاً لا يكون أبداً من المسلم الحق ولكن المسلم مع هذا نهاه دينه أن يظلمهم بل يقسط إليهم وهو مأمور بالمدافعة عن الحق وينصره ويُعادي الباطل ويكسره.

وأما الدعوة إلى التقريب بين الأديان فذلك يُنافي دين الإسلام ويوقع في فتنة وفساد كثير ويجر إلى خلط في عقيدة الإسلام وضعف في الإيمان وموالاة لأعداء الله تعالى وقد أمر الله المؤمنين أن يكون بعضهم أولياء بعض قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). وأخبرنا الله تعالى أن الكفار بعضهم أولياء بعض مهما كانت مشاربهم فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض). كيف يكون هناك تقريب بين الإسلام واليهودية والإسلام في صفائه وضيائه ونوره وإشراقه وعدالته وسماحته وشموله وسمو أخلاقه وعمومه للإنس والجن واليهودية في عنصريتها وضيقها وحقدها على البشرية وانحطاط أخلاقها وظلماتها وطمعها كيف يقبل المسلم أن ترمى مريم الصديقة العابدة بالزنا الذي يرميه بها اليهود وكيق يقبل المسلمون أن يرمي اليهود المسيح بن مريم بأنه ولد الزنا.

كيف يكون تقريب بين القرآن وتلمود الشيطان؟ كيف يكون تقريب بين الإسلام والمسيحية؟. الإسلام دين التوحيد الصافي والتشريع الكامل والرحمة والعدالة والمسيحية التي تقول أن عيسى عليه السلام هو ابن الله أو هو الله أو هو ثالث ثلاثة الأب والابن وروح القدس فهل يقبل العقل أن الإله يشتمل عليه الرحم وهل يقبل العقل أن الإله يأكل ويشرب ويركب الحمار وينام ويبول ويغوط كيف يكون تقريب بين النصرانية الضالة التي هذه عقيدتها في عيسى وبين الإسلام الذي يعظم عيسى ويقول هو عبد لله ورسول من أفضل الرسل عليه الصلاة والسلام.