عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 15-04-2005, 08:01 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

الهلالي
وقعت على التعليق التالي ضمن الردود التي وجهت للشيخ حسين بن محمود حفظه الله على مقالته الرائعة هذه:



فضيلة الشيخ حسين بن محمود له منزلة عالية فى القلب .. نكن له كل ود وحب .. وندعو ان يحفظه الرب .. وأن يسدد خطاه على صحيح الدرب .
وقد أعجبتنى مقالته الأخيرة ( أحد الرس ) فهى طيبة بحق لكنى توقفت عند عبارة فيها , رأيت أن الشيخ لم يكن موفقا حين خطتها يداه
وقد سبق لى أن ناصرت الشيخ فى موضوعه عن مقتل الحريرى

فقلت أناصره هنا أيضا عملا بقول من لا ينطق عن الهوى انصر أخاك ظالما أو مظلوما .

أما العبارة فهى :

إقتباس:
لا أقول بأن هؤلاء الجنود كفار ، ولكن أقل حالهم أنهم فساق ..
فساق لأنهم أطاعوا المخلوق في معصية الخالق ..
قتلوا الموحدين إرضاء للحكام الحاقدين على الإسلام والمسلمين




فلم يكفر الشيخ من قاد الطائرة , ليفتك بنفس طاهرة .. ولم يكفر من زحف بالدبابات ليسحق بها من رفع راية رب البريات .. ولم يكفر جند الشيطان الذين قتلوا جند الرحمن .

والسؤال الذى أتوجه به إلى شيخنا الفاضل هو :

لماذا لا تكفرهم ؟

أعتقد ان الجواب لن يخرج عن حالتين :

الأولى : أنهم متأولون :
والرد على ذلك :
إذا كانوا متأولين , فمعنى ذلك أن عندهم علم وفقه إذا لا يتأول إلا الفقيه , العالم بالدليل ومراتبه ومناطاته .. فإذا كان ذلك كذلك , فإن هذا العلم يكون حجة عليهم , فيهلك من هلك عن بينة , وحينئذ لا مفر من تكفيرهم .

الثانية : أنهم تابعون لعلماء السلطان فى تكفيرهم للمجاهدين .
والرد على ذلك :
أن هذا لا يعفيهم من المسؤلية والتى مناطها التكليف .. فلهم عقل , ولهم تفكير .. لا يجب عليهم أن ينقادوا لكل ناعق .. كما أن هذا لا ينفى عنهم صفة الكفر إذا قاتلوا المجاهدين ( أكرر إذا قاتلوا المجاهدين ) أما من امتنع منهم عن قتال المجاهدين فهذا هو الذى ينطبق عليه وصفكم له :



إقتباس:
ولكن أقل حالهم أنهم فساق .




أتدرى لماذا يا شيخنا ؟

لأنه يعمل شرطيا أو عريفا للظلمة .. وقد نهى نبينا صلى الله عليه وسلم عن عمل هذا وصفه .

أما إذا قاتل المجاهدين .. فهو كافر برب الأرض والسماء , لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ( إلا أن يتوب ) وإن مات أثناء قتالهم فهو فى النار لأنه ينافح عن طاغوت , ويقاتل من يسعى لرفع راية صاحب الملك والملكوت .. سبحانه الحى الذى لا يموت .

شيخنا الفاضل كيف لا يكون كافرا من يدوس على كتاب الله بقدميه النجستين ؟

كيف لا يكون كافرا .. من يسب الدين علانية نكاية فى الموحدين ؟

كيف لا يكون كافرا .. من يعتدى جنسيا على الأطهار الأبرار ؟

كيف لا يكون كافرا .. من يقول لأحد المجاهدين :

أنتم تكرهون أمريكا .. نحن نبى تيجى أمريكا فتفعل فينا كذا... ( لفظة الفحشاء ) أعزكم الله .


هؤلاء هم جند الشيطان .. وهذه هى بعض جرائمهم التى تقل بالطبع فى الجرم عن إزهاق النفس المؤمنة .. إذ أن زوال الدنيا أيسر عند الله من إزهاق هذه النفس الطاهرة بغير حق .

مالفرق يا شيخى الفاضل بين هؤلاء وجند فرعون , إن لم يتفوقوا عليهم ؟
ما الفرق بين لابس الصليب , وفرعون نفسه , إن لم يتفوق عليه ؟

الإجابة :

لا فرق



فإذا علم هذا .. فاسمع إلى قول الله تعالى :

{إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} (8) القصص

قال القرطبى :
خاطئين" أي عاصين مشركين آثمين.
قال السعدى :
" وجنودهما "
الذين بهم صالوا وجالوا ، وعلوا وبغوا

وجاء رجل إلى أحد السلف فقال :
أنا حائك السلطان ( أى خائط الملابس ) فهل أنا من أعوان الظلمة ؟
قال : ويحك بل أنت من الظلمة أنفسهم .. إنما أعوان الظلمة من برى لهم قلما ,أو قدم لهم أدواة .

ولقد اختبأ ابن الصديق من أبيه يوم بدر كلما رآه ,, وبعد أن أسلم , قص على أبيه ذلك فقال الصديق :
لو رأيتك لقتلتك .


شيخنا الفاضل .. لا أريد لك إلا الخير .. وأرى أنك قد أخطأت فى هذا الأمر فهلا عدت إلى الصواب .. لترضى الرب التواب , وتنجو يوم الحساب .. فتفوز بجنة الوهاب ؟

أبو الأسباط
( بتصرف )


و إذ اعرض عليك اخي الحبيب هذا الرد فلأن هناك رأي آخر مناقض له يتفق مع الشيخ فيما رآه ، و استند على ان هؤلاء الجنود يرون وجوب السمع والطاعة لولي الأمر ، و ان هذه شبهة عريضة لم يستطع ان يخرج منها حتى بعض طلبة العلم ، و ان لا فائدة من تكفيرهم اصلاً الا دفعهم للإمعان في غيهم ، و يجب الإكتفاء بإعتبارهم على الفسق و حسب.


الموضوع شائك كما ترى و فيه تفصيل


و اذ ارغب في معرفة رأيك فإنني لا استفتيك طبعاً ، و لكن اردت ان اطالع رأيك في المسألة طالما انها تحتمل وجهين كما ترى


بإنتظارك



تحياتي
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ