عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07-05-2006, 10:21 AM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي الحكمة ...والفضول ...ولا تبع رخيصا !!


حكاية أنو شيروان والعجوز

في يوم من الأيام بينما كان الملك العادل أنوشيروان يسير مع عساكره إذ به يصادف رجلاً مسنّاً في وسط طريقه، فراح يسأله عن أحواله بأسلوب رمزي لم يفهمه الآخرون إذ قال له: أيها الشيخ ماذا فعلت بالاثنتين؟
أجابه الشيخ: جعلتهما ثلاثة.
قال له أنوشيروان: وماذا فعلت بشجرة السرو؟
قال الشيخ: لويتها ياسيدي فأصبحت منحنية.
فقال الملك: والأخوة ؟
قال الشيخ: وقع بينهم فساد فهلكوا واحداً إثر واحد.
فقال الملك: وماذا فعلت بالبعيدين؟
قال الشيخ: لقد قرّبتهما.
فقال الملك: أحسنت .. ولكن لا تبع رخيصاً!
أجاب الشيخ: سمعاً وطاعة يا سيدي.
ثم مضى الملك وصحبة تاركين الشيخ الكبير، حتى إذا اجتاز الملك مسافة طويلة سأل وزيره عن مغزى ما سمع من حديثه مع الشيخ، فطلب منه الوزير مهلةً لثلاثة أيّام كي يبحث ويفكر في الأمر ليتوصّل إلى حلّ اللغز.
بيد أنّ الوزير مضى في الحال صوب ذلك الشيخ الكبير، لأنه الأدرى بمعاني الحديث الذي كان طرفاً فيه، وما أن وجده حتّى طلب منه شرح ما قاله للملك، فأجابه الشيخ: أو لم تسمع بقول الملك لا تبع رخيصاً؟ إنني لن أقول لك حرفاً واحداً قبل أن تعطيني مئة قطعة ذهباً.
لبّى الوزير طلبه فأعطاه كل ما طلب، فبدأ الشيخ يفسّر له معاني حديثه مع الملك فقال له: أما الاثنتان اللتان أضحتا ثلاثة فهما الرِّجْلان إذْ أُضيفت إليهما العصا فتصيران ثلاثة.
وأمّا الأخوان الذين فرّق بينهم الفساد حتى هلكوا جميعاً فهم الأسنان؛ إذْ أصيبت أسناني بالتسوّس فتساقطت جميعها سنّاً تلو الآخر.
وأما شجرة السرو التي لويتها حتى صارت منحنية فهي قامتي التي تراها إذ أنهكتها الشيخوخة فانحنت بعدما كانت شامخة مستقيمة أيام الشباب.
وأمّا البعيدان اللذان قرّبتُهما فهما عيناي، إذ كانتا تبصران في أيام الشباب أبعد المسافات وتريان أدقّ الأشياء، أما الآن فلا تتجاوزان قدميّ هاتين.
أثنى الوزير عليه وأعجب بذكائه كثيراً فأعطاه مئة قطعة ذهبية أخرى، ثم مضى إلى الملك يفك له ألغازه بسرور.
***
__________________
الرد مع إقتباس