عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 26-08-2001, 01:54 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أسعد الأسعد

هذا تعقيب على بعض ما ورد في تعقيبيك الأخيرين :

أولا- نحن متفقان على وجود عملية تفكير وعلى وجود نتيجة لها، ومختلفان على كلمة " العقل "، في جميع تعقيباتي العقل وعملية التفكير شيء واحد ، فليس هو شيء غير عملية التفكير، ولا هو عنصر زائد عن العناصر الداخلة في عملية التفكير. وأما أنت فتقول أن العقل شيء آخر غير عملية التفكير إذ هو حسب رأيك أداة التفكير أي الأداة التي تتم بواسطتها عملية التفكير. فليس مطلوبا مني سوى إثبات صحة تعريف عملية التفكير ، والذي هو : ( نقل الواقع الى الدماغ بواسطة الحواس ووجود معلومات سابقة تفسر الواقع )، وقد بينت في مداخلتي السابقة الكيفية الصحيحة التي يجب اتباعها سواء في اثبات صحة التعريف أو في اثبات بطلانه.

وأما أخي أسعد فمطلوب منه أن يثبت وجود أداة في جسم الانسان تقوم بوظيفة التفكير، والاثبات لا يكون من خلال التشبيهات ، لأن أي انسان يمكن أن يتخيل وجود شيء في داخل جسمه ، ثم يقوم بتشبيهه بأي شيء مما هو موجود في الواقع الخارجي، فالتشبيه ليس دليلا على وجود الشيء. وأنا أزعم أن أخي أسعد يتخيل وجود أداة تقوم بوظيفة التفكير كما تقوم العين بوظيفة الابصار، وسيظل ادعاء وجود أداة تقوم بالتفكير كما تقوم العين بالابصار مجرد فرض نظري حتى تقيم الدليل على وجوده. وقد طالبتك ببيان حقيقة هذه الأداة او بيان ماهيتها او مكان وجودها إلا أنك أقررت بعجزك عن فعل ذلك، ففي تعقيبك قبل الأخير قلت: ( وفي الحقيقة فأنني لم أكن أرى أن الكلمة كانت تحتاج لتوضيح أكثر من بيان أنها نوع من أنواع القدرات وبذلك لن أستطيع أن أبين حقيقتها وكنهها وماهيتها بأكثر من ذلك فكما يملك الإنسان القدرة على الحركة والقدرة على السمع والقدرة على النطق والقدرة على الإبصار يملك أيضا القدرة على التفكير .. وكما أن أداة السمع هي الأذن وأداة الإبصار هي العين وأداة النطق هي اللسان فإن أداة التفكير هي العقل ). وفي تعقيبك الأخير قلت : ( وأما ما يخص مطالبتك إياي ببيان حقيقة العقل لنضع الإصبع عليه فإنني في الحقيقة لا أجد نفسي قادرا على بيانه بأكثر من كونه إحدى القدرات التي يتمتع بها الإنسان وهذه القدرة هي التي تجعله قادرا على التفكير والإدراك .. ولكن لا بأس في أن تساعدني على تحقيق هذا الشيء وذلك بأن تبين لي حقيقة القدرة التي تجعلنا قادرين على السمع وحقيقة القدرة التي تجعلنا قادرين على النطق وعلى ضوء ذلك ربما أكون قادرا على ببيان حقيقة العقل بشكل تستطيع معه أن تضع إصبعك عليه). فعجزك عن بيان حقيقة هذه الأداة أو عن الاتيان بأي شيء يدلنا على ماهيتها أو عجزك عن بيان كيف تقوم هذه الأداة بعملية التفكير أو أن تبين مكان وجودها كل ذلك يعتبر سببا كافيا لعدم وضع هذه الأداة المفترضة موضع نقاش وسببا كافيا لتجاهلها تجاهلا تاما. فأنت لا تعرف حقيقة الشيء الذي تتحدث عنه، ولا ما هو دور هذا الشيء في الوظيفة التي ألصقتها به وأقصد بالوظيفة عملية التفكير، فأنت لم تبين كيف يقوم العقل- بوصفه أداة التفكير - بعملية التفكير، بل لا تعرف مكان وجود هذه الأداة.

ما أريد أن أقوله هنا هو أن من يزعم وجود شيء عليه أن يقيم البرهان على وجوده، وليس من مهمة من لا يؤمن بوجوده التدليل على عدم وجود هذا الشيء، لا سيما إذا لم يكن لهذا الشيء وجود إلا في مخيلة من يقول بوجوده. وأما حقيقة العين والأذن واللسان أو ماهيتها وكيفية أدائها لوظائفها أي الابصار والسمع والنطق، وكذلك مكان وجود كل عضو من هذه الأعضاء فكل ذلك معروف، وإذا أردت التعمق في المعرفة فعليك بكتاب في الطب متخصص في بحث هذه الأعضاء.


ثانيا- المشكلة أو الخطأ الذي غالبا ما تقع فيه هو المنطق، فقد توصلت إلى القول بوجود أداة تقوم بعملية التفكير وصولا منطقيا : ( وكما أن أداة السمع هي الأذن وأداة الإبصار هي العين وأداة النطق هي اللسان فإن أداة التفكير هي العقل )، والنتجة خطأ لأن قياس التفكير على الحواس خطأ، التفكير غير السمع وغير البصر وغير اللمس وغير باقي الحواس، فهو ليس حاسة ولا هو من جنس الحواس حتى يجري قياسه عليها، وأيضا واقع التفكير غامض في ذهنك، فأنت لا تعرف حقيقته بل لا تعرف أي شيء عنه سوى أنك قمت بتشبيهه بعملية التوزين، فكيف تقيس مجهول على معلوم ؟
والدليل على خطأ قياس التفكير سواء على وظائف الحواس او على عملية التوزين هو أن ليس كل عملية تحصل توجد لها أداة أو عضو يختص بالقيام بها، فبعض العمليات تحصل من اشتراك مجموعة من الأدوات في أدائها، فمثلا عملية تغذية الانسان ليس لها أداة واحدة تقوم بها أو عضو مخصص للقيام بهذه المهمة، بل هي عملية تشترك في أدائها مجموعة من الوسائل أو الأدوات، كالفكين والأسنان واللسان والغدد اللعابية واللعاب الذي تفرزه هذه الغدد والبلعوم والمريء والمعدة والحامض الذي تفرزه المعدة ...إلخ ثم لا ننسى الطعام نفسه الذي هو المادة الغذائية. وعملية التنفس هي من هذا القبيل. ونفس الشيء يمكن أن يقال بالنسبة لعملية التفكير، إذ هي عملية يشترك في إيجادها أربعة أدوات أو أربعة عناصر، وهذه الأدوات هي : الدماغ، الحواس، الواقع، المعلومات السابقة، فليست هي نتاج عضو من أعضاء جسم الانسان، ولا هي وظيفة أداة معينة من الأدوات الموجودة في داخل جسم الانسان وإنما هي مجموع عمل هذه العناصر الأربعة . لذلك كله كان من الخطأ أن تقيس عملية التفكير قياسا شموليا على عملية الابصار أو على عملية التوزين، وخطأ القياس هو الذي أوصلك إلى النتيجة الخاطئة التي خرجت بها، والتي هي أن للتفكير أداة كما ان للبصر اداة.


ثالثا- حتى الأمثلة التي ضربتها لتوضيح وجود فرق بين العقل والتفكير أو بين التفكير وأداة التفكير لا تخدم التفريق بل تؤكد على وجوب الخلط ، فمثلا لو سألتك : ما هو الميزان ؟ وما هي عملية التوزين ؟
فهل يمكن أن تبين أو أن تشرح ما هو الميزان من دون بيان عملية التوزين ؟ وهل يمكن أن تبين واقع عملية التوزين من دون أن تربط عملية التوزين بالميزان ؟ يعني هل يمكن أن تشرح عملية التوزين من دون أن تقول أن للميزان كفتان نضع في احداها وحدة الوزن وفي الكفة الأخرى المادة التي نريد أن نزنها. أليست كفتا الميزان ووحدة الوزن التي هي تابعة للميزان جزءا لا يتجزء من عملية التوزين ؟
وأيضا عملية المشي ، هل يمكن أن نعرف عملية المشي من دون أن ننص في التعريف على قدمي الانسان باعتبارهما أداتي المشي ؟ تعريف المشي هو : السير على القدمين . هل يصح التعريف من دون النص على القدمين كأن نقول هو : السير أو عملية السير ؟ وهل يمكن أن نعطي تعريفا للقدمين من دون أن ننص على دور القدمين في عملية المشي ؟
حتى في مثال العين أو الأذن او النطق لا يمكن في التعريف أن نفصل بين الأداة ووظيفتها لا حين نريد أن نعرف الأداة ولا حين نريد أن نعرف وظيفتها، فهل يصح أن نعرف البصر من دون أن نعرف العين ومن دون أن نبين كيف تتم الرؤيا من خلال العين أو أن نبين دور العين في عملية الرؤيا ؟ أي هل يمكن أن نشرح كيفية الابصار من دون أن نبين واقع العين من الناحية التشريحية ومن الناحية الفيزيولوجية ؟ بل هل يمكن أن تشرح أو ان تفهم من دون أن نربط بين العين وبين الدماغ ؟ وفي المقابل هل يمكن ان نعطي تعريفا صحيحا عن العين من دون أن يشتمل التعريف على وظيفة العين ، وعلى كيفية قيامها بها ؟ على أن مثال العين والأذن واللسان هو أوضح ما يكون على استحالة الفصل بين الأداة ووسيلتها وذلك لأن وظائف هذه الأعضاء الثلاثة هي خواص لها فلا يمكن احداث الفصل بين العضو وخاصيته.

وعليه فإن محاولة الفصل بين العملية والوسائل التي توجد بها خطأ محض، فوق أن من شأن الفصل أن يضلل عن حقيقة واقع العملية ، كما يضلل عن حقيقة واقع الوسائل التي تتم بها.

وحتى تتأكد من استحالة الفصل انظر الى جميع تعريفاتك سواء للعقل أو لعملية التفكير، تجد أنك لم تستطع الفصل بين العقل والتفكير ، فعندما عرفت العقل نصصت في التعريف على التفكير، وعندما عرفت التفكير نصصت على العقل، : فمثلا هذا النص : ( بعد هذا العرض نستطيع أن ندرك الفرق بين العقل والتفكير والفكر فأقول أن العقل هو تلك القدرة التي تجعلنا قادرين على التفكير والفهم .. وأما التفكير فهو العملية التي يجريها العقل للوصول لفهم معين .. وأما الفهم فهو النتيجة التي ندركها من خلال التفكير ) فمع أنك في معرض التفريق بين العقل والتفكير إلا أنك قد جعلت احدهما جزءا من تعريف الآخر . وهذا النص أيضا : ( العقل هو اداة التفكير الأولى ) جعلت التفكير جزءا من تعريف العقل أي داخلا فيه . وما يجب أن تلاحظه أن لفظة العقل تختلف عن لفظة التفكير من حيث الحروف التي تتكون منها ، فعندما تنص في التعريف على اللفظتين يظهر وجود فرق بينهما، فهذا الاختلاف هو مجرد اختلاف لفظي وليس اختلافا واقعيا، فلو وضعت مكان لفظة العقل الواقع الذي يدل عليه العقل، ووضعت مكان لفظة التفكير واقع عملية التفكير لاختفى الفرق نهائيا لأنك ستضطر الى الحديث عن شيء واحد أو عن أجزاء لا يمكن الفصل بينها. فالفصل بينهما هو ناحية لفظية فقط لا واقعية أي بالكلام تقول عقل وتفكير أما في الواقع فهما شيء واحد.

وحتى تتأكد أن الفصل ظاهري وليس حقيقي أستطيع أن أقول الآتي :
العقل هو أداة التفكير لكنه لا يتكون من أداة واحدة فقط وإنما يتكون من أربع أدوات هي : الدماغ والواقع والحواس والمعلومات السابقة ، وأما عملية التفكير التي يقوم بها العقل فهي : يتم نقل الواقع الى الدماغ بواسطة الحواس، وفي الدماغ يوجد معلومات سابقة عن الواقع الذي تم نقله الى الدماغ، ومن عملية الربط بين الواقع والمعلومات السابقة بفعل خاصية الربط التي في الدماغ ندرك حقيقة الواقع أو نصدر الحكم عليه. فهنا يوجد أدوات وليس اداة واحدة ويوجد عملية تشترك في إيجاده جميع هذه الأدوات الأربعة، ولذلك تجد أن نص التعريف هو : ( نقل الواقع الى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع )، فالتعريف قد نص على الأدوات الأربعة وعلى عملها في نفس الوقت إذ لا يوجد فصل بين الأداة الداخلة في عملية التفكير وبين دورها في العملية. وهنا أنت أمام ثلاثة خيارات إما ان تقول بأن العقل ليس هو أية أداة من الأدوات الأربعة المذكورة فيجب أن تذكر لنا ما هي هذه الأداة، وإما أن تقر بأن هذه الأداة التي تتحدث عنها مذكورة في نص التعريف لكنك تختلف في اعتبار غيرها من الأدوات، فنحصر النقاش في هذه الحالة بالأداة التي ترى استثناؤها، وإما أن تقر بصحة التعريف كما هو.

أما قولك : ( كما أنك أيها الأخ العزيز تستطيع أن تلاحظ الفرق بين العقل والتفكير من خلال أنك لا تستطيع أن تستخدم كلمة العقل محل كلمة التفكير في عباراتك التي تنشئها فلو كان العقل والتفكير شيئا واحدا لأمكنك أن تستخدم كل كلمة منهما محل الأخرى فيؤديان نفس المعنى. من ذلك يتضح أن العقل والتفكير شيئان مختلفان ).
فإن كلمات : العقل، التفكير، العملية العقلية، العملية التفكيرية ، مصطلحات لها نفس المعنى ، وفي الجملة الواحدة يمكن ان تحل أية كلمة من هذه الكلمات الأربعة محل الأخرى ، وهي جميها تستعمل بمعنى : ( نقل الواقع الى الدماغ ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع ). فيمكن أن نقول العقل هو ( نقل الواقع ... ) كما يمكن أن نقول التفكير هو : ( نقال الواقع .. ) وهكذا، وأيضا كلمة " يعقل " تستعمل بنفس معنى كلمة " يتفكر ".
قال تعالى : { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون } { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون }.
وقال تعالى : { إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون }.
ألم تؤد كلمتي يعقلون ويتفكرون نفس المعنى ؟


رابعا- التعريف أي تعريف يجب أن يكون واضحا ومفهما لحقيقة الشيء المعرف ، ومن مقتضيات التوضيح عدم استعمال الألفاظ العامة أي اللفاظ التي تنطبق على أكثر من شيء، فالقدرة أو المقدرة لفظ عام يندرج تحته كل قدرة ، فتعريف العقل بالقدرة لا يمكن الذهن من تصور مدلول العقل تصورا يعطي الصورة الصحيحة عن العقل، ولا يمكنه من ادراك واقعه، بل أن اللفظ لا يعطي أي معنى محدد للعقل، لأن القدرة على المشي قدرة ، والقدرة على السمع قدرة، والقدرة على الرؤيا قدرة، فكل واحدة تسمى قدرة مع اختلاف ماهية كل قدرة من هذه القدرات الثلاث . وأيضا كلمة أداة لفظ عام يندرج تحته كل أداة على الرغم من اختلاف ماهية الأدوات. ونفس الشيء ينطبق على كلمة ملكة لأنها تنطبق على كل ملكة. فالقول بأن العقل هو المقدرة على التفكير أو هو أداة التفكير أو هو الملكة التي حبانا اياها الله لنكون قادرين على ادراك الأمور ليس تعريفا أي ليس توضيحا لمعنى العقل فكأنك لم تضع أي تعريف للعقل. وهذا هو محل الانتقاد الذي وجهته لهذه التعبيرات الثلاثة لا أنك استعملت ثلاثة تعبيرات. ومن مقتضيات التوضيح أيضا عدم تكرار نفس اللفظة التي تحتاج الى تعريف أو بيان، وكذلك عدم اللجوء الى استعمال كلمات رديفة أو غامضة لا تصلح لتفسير ما سبقها. ونظرة بسيطة الى تعريفاتك تري مدى الغموض والابهام الذي يكتنفها، ففي تعقيبك قبل الأخير ورد هذا النص : ( بعد هذا العرض نستطيع أن ندرك الفرق بين العقل والتفكير والفكر فأقول أن العقل هو تلك القدرة التي تجعلنا قادرين على التفكير والفهم .. وأما التفكير فهو العملية التي يجريها العقل للوصول لفهم معين .. وأما الفهم فهو النتيجة التي ندركها من خلال التفكير ). هل يفهم أحد مما ورد في هذا النص ما هو العقل او ما هو التفكير او ما هو الفكر ؟ أليست هذه التعريفات عبارة عن دائرة مغلقة ؟!
الأسئلة المطروحة في الأساس هي : ما هو العقل ؟ ما هي عملية التفكير ؟ ما هو الفكر ؟ يعني يوجد ثلاثة مصطلحات مجهولة نريد أن نضع تعريفا لكل واحد منها ، فهل يصح أن نعرف أحدها بالنص على المصطلحين الآخرين مع أنهما مجهولين أيضا ؟
وفي تعقيبك الأخير ورد هذا النص : ( ولزيادة توضيح خطأ هذا الفهم وتوضيح ما أقصده أنا من تعريفي للعقل سأقوم بتشبيه العقل بأنه القدرة على المشي وتشبيه التفكير بأنه عملية المشي وتشبيه الإدراك أو الفهم بأنه الوصول إلى المكان الذي نريده. فنحن عندما تكون لدينا القدرة على المشي نقوم بعملية المشي وبواسطة هذا المشي نصل إلى المكان الذي نريده ونطبق ذلك على العقل فنقول عندما تكون لدينا القدرة على التفكير نقوم بالتفكير وبواسطة التفكير نصل للفهم وندرك الأمور ).
فأنت تقول: ( ونطبق ذلك على العقل فنقول عندما تكون لدينا القدرة على التفكير نقوم بالتفكير وبواسطة التفكير نصل للفهم وندرك الأمور ) فإلى جانب أنك استعملت لفظة القدرة وهي لفظ عام أي لا تدل على شيء محدد كما أسلفنا، يلاحظ أنك كررت كلمة التفكير ثلاثة مرات من دون أن توضح ما هو التفكير، فظل تعريف العقل غامضا، وظل تعريف التفكير غامضا، وظل تعريف الفكر غامضا، حتى كلمة فهم وادراك التي استعملتها بدل كلمة فكر هي نفسها تحتاج الى شرح وبيان .

حتى المثل الذي شبهت العقل والتفكير والفكر به سرت به على نفس المنوال: ( فنحن عندما تكون لدينا القدرة على المشي نقوم بعملية المشي وبواسطة هذا المشي نصل إلى المكان الذي نريده ). فهل يفهم أحد من هذا التعريف ما هو المشي، وما هي القدرة على المشي، وكيف نصل بواسطة هذا المشي الى المكان الذي نريد ؟

يتبع بإذن الله تعالى
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله