عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 06-07-2005, 07:10 AM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

هل يُعقل أن تكون خير أمة أخرجت للناس أقل غيرة وحمية لأسراها من اليهود !!


فقد قال القرطبي - رحمه الله - قال علماؤنا كان الله قد أخذ عليهم - أي اليهود – أربعة عهود : ترك القتال ، وترك الإخراج ، وترك المظاهرة ، وترك افتداء أسراهم فأعرضوا عن كل ما أمروا به إلا الفداء ، فوبخهم الله على ذلك توبيخاً يتلى فقال :

{ أ فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض } قلت - أي القرطبي - ولعمر الله لقد أعرضنا نحن عن الجميع بالفتن فتظاهر بعضنا على بعض ليس بالمسلمين بل بالكافرين حتى تركنا إخواننا أذلاء صاغرين يجري عليهم حكم المشركين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم . انتهى كلامه رحمه الله

وبعضهم يريد منا أن نوقف جهادنا في أرض الرافدين ويزعم أن الجهاد في العراق إنما هو قتال نكاية لا قتال تمكين وأنه ثم من سيقطف ثمرة هذا الجهاد المبارك ويعتلي سدة الحكم على حساب دماء المجاهدين

فنقول : إن الله سبحانه وتعالى قد فرض على عباده اتباع أمره وتطبيق شرعه ولم يتعبدهم بما غاب عنهم وخفي حاله عليهم ، وإن الله سبحانه قد أمرنا بقتال الكفار حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وهذا في جهاد الطلب فما بالك في مثل حالنا والعدو قد صال علينا قال تعالى :
{ فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً }

قال الجصاص في أحكامه : ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة لهم فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين وهذا لا خلاف فيه بين الأمة إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة العقود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وذراريهم . انتهى كلامه رحمه الله

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص احمد صريحة بهذا

وقال أيضاً : العدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه . انتهى كلامه رحمه الله

فنحن مأمورون بدفع هذا العدو الصائل ، بل ونعتقد بناء على ما سبق من كلام أئمتنا أن الأمة آثمة في تخلفها وقعودها عن نصرة المجاهدين علمائها ودعاتها وعوامها ، فلو أن كل مسلم أخذ بمقتضى هذه الشبهة لما قامت للإسلام قائمة ، وما رفعت للمسلمين راية

وهل يعني الأخذ بهذه المقالة سوى التثبيط عن القتال في سبيل الله وتعطيل الجهاد وإيقافه وتسليم البلاد والعباد للصليبيين واعوانهم من المرتدين ليفعلوا بهم ما يشاءون

وهل القول بأن ثم من سيقطف الثمرة غير المجاهدين إلا رجم من الغيب وضرب من التخمين !!

ومتى كان قطف الثمرة دليلاً على صحة الفعل من عدمه !!

ففي الصحيحين عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى لم يحصد من أجره شيئاً منهم مصعب بن عمير قُتل يوم أحد وترك نمرة فكنا إذا غطينا ها رأسه بدت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه بدى رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من إذخر ، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهذبها

إن الذي نعرفه من دين الله أننا أمرنا بامتثال أمره والنفير خفافاً وثقالا في سبيله ثم النتائج مردها إلى الله سبحانه وتعالى وليس إلينا

فعليك بذر الحب لا قطف الجنى *** والله للساعين خير معين

لقد تمالأت تحالفات الشر وقوى الكفر عل المدينة تريد استئصال شافة المسلمين يوم الأحزاب وأصاب المسلمين من الخوف ما أصابهم حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يو م القيامة " يكررها مراراً ولا يجيبه أحد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك كله يبشر أصحابه بقصور الحيرة ومدائن كسرى فيقول المنافقون : ألا تعجبون ؟ يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل يخبر أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم ، وأنكم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا !!

إن الواحد منا لا يمكنه أن يعيش معزولاً عن ماضي أسلافه فتاريخنا المشرف قد حوى لنا مئات الحوادث الناصعة والصفحات المضيئة التي نستمد منها بعد الله تعالى العون والثبات على ما نحن فيه كما قال تعالى :
{ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب }

وانطلاقاً من هذا أحببت أن أذكر لأمتي قصة من قصص العز والإباء وصورة من صور الفخر والكبرياء علها تكون عوناً على نفض غبار الذل الذي تغشانا ، وسبيلاً لرفع الضيم والعار الذي نزل بنا مع مقارنة بسيطة في أحداثها ووقائعها ومواقف أصحابها مع واقع أمتي اليوم ومواقف أبنائها :

ففي سنة 463 أقبل ملك الروم أرمانيوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والكرج والفرنج وعدد عظيمه وتجمل هائل ومعه 35 ألفاً من البطارقة مع كل بطريق ما بين 2000-500 فارس ومعه من الفرنج 35 ألفاً ، ومن الغُـزّ الذين يكونون وراء القسطنطينية 15ألفا ومعه 100 ألف نقاب وحفار ، وألف روزجاري ، ومعه 400 عجلة تحمل النعال والمسامير ، و2000 عجلة تحمل السلاح والسروج والعرابات والمجانيق ، منه منجنيق يمده 1200 رجل ، ومن عزمه قبحه الله أن يجتث الإسلام وأهله وقد اقطع بطارقته البلاد حتى بغداد

أقول : ما أشبه الليلة بالبارحة ، أليس هذا هنو حال عُبـّاد الصليب اليوم ؟؟ عندما أتوا إلى العراق بكامل عددهم وعدتهم ببارجاتهم وقاذفاتهم وطائراتهم ودباباته ومدرعاتهم ، وبما يزيد على 150 ألفاً من جنودهم بمساندة أكثر من 30 دولة من أمم الكفر والإلحاد في أكبر حملة صليبية تشهدها البلاد يرومون القضاء على الإسلام وأهله تحت مسميات القضاء على الإرهاب والقاعدة ، ومحاربة الأصولية المتشددة وغير ذلك مما عاد لا ينطلي إلا على من أعمى الله بصره وختم على قلبه

واستوصى نائبها بالخليفة خيراً فقال له أرفق بذلك الشيخ فإنه صاحبنا ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة فاستعادوه من أيدي المسلمين واستنقذوه فيما يزعمون والقدر يقول

{ لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون }

قلت : ألم يكن هذا مخططهم عقب غزوهم لأرض الرافدين ؟؟ أن يميلوا على الشام وأهله بحجة إيوائها للبعثيين وعدم منعهل لتسلل المقاتلين لولا أن الله تعالى ردّ كيدهم وأحبط مكرهم عبر ضربات المجاهدين الصادقين وهم مازالوا على تنفيذ مخططهم حريصين وفي سبيل تحقيقه سائرين للتمكين لدولة إسرائيل من الفرات إلى النيل ومن يدري فالأيام حبالى وإن غداً لناظره لقريب

فالتقاه السلطان ألب أرسلان في جيشه وهم قريب من 20 ألفاً في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة ، وخاف السلطان من كثرة جند ملك الروم ، وكان الملك ألب أرسلان التركي سلطان العراق والعجم يومئذ قد جمع وجوه مملكته وقال : قد علمتم ما نزل بالمسلمين فما رأيكم ؟؟ قالوا رأينا لرأيك تبع وهذه الجموع لا قبل لأحد بها . قال وأين المفر ؟؟ لم يبق إلا الموت فموتوا كراماً أحسن ، قالوا أما إذ سمحت بنفسك فنفوسنا لك لفداء ، فعزموا على ملاقاتهم وقال : نلقاهم في أول بلادي ، فخرج في 20 ألفاً من الأمجاد الشجعان المنتخبين ، فلما ساروا مرحلة عرض على عسكره فوجدهم 15 ألفاً ورجعت خمسة ، فلما سار مرحلة ثانية عرض عسكره فإذ هم 12 ألفا ، فلما واجههم عند الصباح رأى ما أذهل العقول وحير الألباب ، وكان المسلمون كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، ولما التقى الجمعان وتراءى الكفر والإيمان واصطدم الجبلان طلب السلطان الهدنة ، قال أرمانيوس لا هدنة إلا ببذل الري - أي البلاد -



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع.....يتبع