حقائق الموقف القطري
ثمة توجه لدى الأشقاء في المملكة الأردنية لافتعال أزمة مع قطر لا تنهض على أرضية صحيحة واللافت أن التصعيد بهذا الاتجاه أخذ أكثر من منحى في الأيام الأخيرة بدءاً من اطلاق حملات اعلامية وصحفية في غير منبر محلي واقليمي مروراً بعقد المؤتمرات الصحفية لرسميين أردنيين تبنوا فيها مواقف لا تتسق مع المنطق وصولاً إلى استدعاء السفير الأردني بالدوحة أمس إلى بلاده للتشاور.
وذلك على خلفية ما ترى عمان إنه خروج قطري عن الصف العربي في تأييد ترشيح شخصية أردنية لتولي منصب الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية لم تشأ قطر أن تعلق على هذه المواقف من الأشقاء في الأردن إدراكاً منها أن ثمة قضايا جوهرية على المستوى الصوتي هي التي يجب ان تحظى بالاهتمام والرعاية والنقاش تتصل بمصير الأمة ومستقبل شعوبها ولكن مع اتساع مساحة الحملات الظالمة ضد قطر جاءت تصريحات سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الى فضائية الجزيرة لتضع النقاط على الحروف وتحدد الفاصل بين الحقيقي وغير الحقيقي وذلك وفق الاعتبارات التالية:
أولا: ان الدول العربية جميعاً توافقت قبل نحو ستة أشهر على تأييد المرشح التايلاندي لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وبالتالي لم يكن هناك قرار عربي جماعي بتأييد المرشح الأردني والذي تقدمت به حكومته لمجلس الجامعة العربية في آخر لحظة وبالطبع خضع الأمر لمنطق المجاملات.
ثانيا: ان قطر أبلغت كل الأشقاء العرب انه ليس بمقدورها ان تتنصل من تعهداتها المبدئية بتأييد المرشح التايلاندي ثم الكوري ومن ثم ليس ثمة خروج قطري عن توافق عربي لم يحدث في الأصل حول مرشح أردني.
ثالثا: ان الأشقاء في الأردن رهنوا عدم نجاح مرشحهم بالصوت القطري الواحد في مجلس الأمن بينما هناك 14 صوتاً وفي المقدمة منها أصوات الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية التي انحازت جميعاً للمرشح الكوري.
رابعا: ان قطر تدرك الملابسات بافتعال هذه الأزمة والتي تتمثل أساساً في وجود »دول أو طرف آخر يريد ان يدفع العلاقات القطرية الأردنية للتأزيم وإذا كانت عمان ترغب في المضي في هذا المسار فإن الدوحة ترفض ذلك، فهي حريصة على علاقات الأخوة مع الأشقاء في الأردن، ولا تندفع إلى معركة هي بالضرورة ليست معركتها..